Sunday 20th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 7 ربيع الاول


بين الأندية والتميز هناك فروقات
الهلال مثال حي على التكامل والثبات متزعماً قمة البطولات,, بين تجربتين
الاتحاد يؤكد أن العمل السليم يحقق المستحيل,, نعم للدمج الذي لا يقتل المنافسة,, الطائي والنجمة مثال لقوة الإرادة وفرض الذات

*كتب - سالم الدبيبي
يختلف حجم المردود التنافسي للاندية السعودية لاسباب عديدة تتعلق بالبناء الداخلي من فريق الى آخر,, ففي حين تظهر بوضوح الفروقات بين الاندية صاحبة الموارد المادية الكبيرة ونظيرتها ذات الدخل المحدود التي تحاول ان تذيب هذا الفارق قدر استطاعتها معتمدة على قدرات خاصة قد تحقق لها بعض التوازن داخل هذه المعادلة,, يبقى القياس لمستوى انتاجية كل ناد وتميزه عندما يتساوى الحجم التصنيفي والامكاناتي بين تلك الاندية الموضوعة تحت مجهر الدراسة والقياس,, ستظهر النتائج مخالفة لمن يعتقد ان مشاكل الاندية وقصورها ينحصر بمستوى الشعبية والاهتمام الذي تجده من شريحة جماهيرية كبيرة مع عدم اغفال هذا العنصر المهم,, النادي بحاجة لمقومات عديدة يجب ان تتوفر له حتى يتمكن من تأدية رسالته الرياضية والثقافية والاجتماعية على الوجه المطلوب,, وتتباين مستويات الاندية وفقاً لهذه المقومات حتى وان تلاشت المعاناة من شح الموارد المادية.
العنصر البشري الركيزة الأولى
ليس مهماً كثافة الشعبية للنادي بقدر ما يهم نوعية هذا الاهتمام وطريقة تواصله وبقائه على نفس المستوى- النوعي- حتى يتمكن النادي من الحفاظ على مكتسباته وتطوير طموحاته المستقبلية,, فالجماهير سلاح ذو حدين قد تكون سبباً بضغوطها للفشل اذا ما اخفق المسؤولون عن النادي في حسن استغلالها كعنصر معنوي مساند ومهم لدفع فرق النادي المختلفة نحو تحقيق النتائج والانتصارات,, ويوجد العديد من الاندية التي لم تصل للاستفادة المتوخاة من شعبيتها الكبيرة بل على العكس اصبحت وبالاً على النادي من خلال صراعات الكراسي والمناصب بعيداً عن تحقيق الاستقرار الضروري لتأمين قدرة التخطيط والبناء,, الامر الذي ابقى هذه الاندية في مواقعها تراوح منذ سنوات دون ان تحرز تقدما يذكر.
الهلال والشباب وأخيراً الاتحاد
وحتى يكون الامر اكثر وضوحاً امام القارىء نورد عدداً من الامثلة التي تؤكد هذا الاتجاه,, فالهلال صاحب الشعبية الجارفة والامكانات المادية الهائلة توفرت لديه عناصر النجاح الذي عرف مسيروه عبر تاريخه الطويل كيفية استثمارها بالشكل المناسب والثابت امام المتغيرات العناصرية ادارياً وفنياً ليتزعم بلا منافسة الاندية السعودية والآسيوية,, في مقابل اندية اخرى قد تقل بشكل محدود عن الهلال جماهيرياً وامكانات لكنها لم توفق بالحجم الذي حققه الازرق,, وعلى النقيض يأتي الشباب صاحب الشعبية الجماهيرية القليلة ليؤكد ان وضع الاستراتيجية بكافة اركانها الاساسية والعمل على تحقيقها وبقائها كخط يرسم الوصول للاهداف هي الاساس لتحقيق النجاح حتى وان لم تكتمل العناصر الاخرى,, اخيراً وفي الاطار نفسه يبقى الاتحاد النادي مثالاً حياً ونموذجياً لتجربتي الفشل والنجاح,, فلقد ابتعد العميد طويلاً عن الحضور البطولي وتحقيق المكاسب والنتائج التي تتلاءم مع حجمه الجماهيري وقدراته المادية الضخمة,, لان الاستثمار كان غائباً ولم تتوافق البرامج الادارية مع تلك المعطيات الهائلة ليبتعد الفريق عن تحقيق الاهداف,, وحالياً عندما عرف ابناء العميد كيفية التعامل السليم والصحيح انفجر بركان النجاح الاصفر ليعوض غياب السنين كما كبيرا من البطولات بزمن قياسي اذا ما قورن بعدد سنوات الغياب.
الطائي والنجمة يحطمان حجة البليد!!
بعيداً عن الكبار ننتقل الى فرق الكفاح والعمل الدؤوب الذي لا يتوقف ينشد البحث الدائم عن الفرص وخلقها بالرغم من ضيق ذات اليد والتي ربما تكون احياناً خالية,, تتنوع الطموحات بين تلك الفرق وتختلف التطلعات، هناك من وصل الى قدرة التجاوز لمن يفوقه عدة وعتادا وهناك من توقف على حدود قلة الحيلة واعيته الظروف,, ابرز هذا النموذج من الفرق نجمة عنيزة وطائي حائل اللذان تمكنا من صنع السلاح المعنوي بتوليفة الحب والاخلاص مع الالتفاف حول تحقيق الاهداف بالفكر الذي لا يعطب والكد الذي لا ينضب وتجاوزا بفاعلية هذا السلاح قلاع الوهم والظروف التي دائماً ما يتحجج بها - البليد- اثبتا بالعزيمة على الثبات قدرة الوصول الى انجازات يعجز عن تحقيقها من يملك الملايين,, نسوق هذين الفريقين كمثال حي وكافٍ على تأكيد ان المال والجمهور ليس العائق ان تلاشيا او السبب ان توفرا على تحقيق وعدم الوصول الى قدرة المنافسة ومناطحة الكبار.
الدمج الارتجالي قد يقتل المنافسة الخاصة
ترددت مؤخراً المطالبة بدمج بعض الاندية والغاء الاخرى وصولاً الى صنع عدد اقل من الفرق القادرة على التواجد بفاعلية اكثر انتاجاً ولتقليل المصاريف والاعباء المالية,, ومن الطبيعي ان يكون لكل اجراء ناحيتين الاولى ايجابية والاخرى سلبية، وصحيح ان بعض الفرق معدومة التواجد تقريباً، بينما هناك فرق اخرى يتراوح تواجدها بين صعود وهبوط,, ولان اهم مرتكزات التقدم يخلق من رحم المنافسة في جميع المجالات ويمثل الناحية الاهم في الجانب الرياضي، ولا يخفى على المتابع الرياضي تلك المنافسات الخاصة التي تجري بين فريقين متجاورين، مما يؤدي حتماً الى التطلع الدائم إلى كسب هذا السباق الخاص,, واعتقد ان الكثير من اسماء الاندية التي وردت بتلك المطالبة قد جانب الصواب اختيارها,, فكيف يتم دمج الانصار وأحد والتقويم السكاني الذي بنيت عليه المطالبة واشترط توفرها بالمحافظة او المدينة التي ينشأ بها ناديان تحدد بالمائة الف نسمة,, هل نسبة السكان في المدينة المنورة تقل ام تفوق هذا العدد المقترح؟,, ثم كيف نتجاوز مواقع الفريقين في عدد من الالعاب ولاسيما كرة السلة والقدم,, كما ورد اسما النجمة والعربي ولا يخفى على احد منجزات هذين الفريقين ودورهما الريادي بالمنطقة حتى لو كبا العربي مؤقتاً كما ان عنيزة المحافظة تفوق المائة الف نسمة اكبر من اقتصارها على ناد واحد اضافة الى نتيجة التنافس الرائع الذي جمع ابناء الرس الخلود والحزم ليصعدا سويا الى دوري الدرجة الثانية بانتظار ان يكملا طريق التنافس الاخوي الى مراكز افضل بإذن الله,, إذن نحن مع الدمج وفق معايير مناسبة تبقي على حدة المنافسة ولا تقتلها كما طالب البعض.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved