أمان الخائفين د, هناء المطلق سيكولوجية الطفل (تكملة) |
لماذا يرتاح الطفل لصحبة جدته؟.
لأنها لا تمنعه من أكل الشكولاته قبل الغذاء كما تفعل أمه.
عادة ما تميل الجدات الى التساهل اكثر من الأمهات, وهذه مشكلة كبيرة لأنها تؤثر على احكام الطفل وعلاقته بأهله.
فالطفل يحكم على مدى جودة عمل ما او رداءته مستنداً الى ما يوفره له ذلك العمل من سعادة وارتياح, وهذه الخاصية يجب ان نتعامل معها بعناية حتى لا يشعر الطفل بالاضطهاد ويكبت هذا الشعور ليضعف شخصيته حتى الكبر.
فمن السهولة ان يسيء الطفل فهمك حتى حين تريد مصلحته فيساهم في اتعاس نفسه, لأنه غير قادر على الخروج عن نفسه, وهذا التفكير المتمركز حول الذات يجعله يعتقد بانه مركز العالم، ومن هنا فهو يدرك الحب على انه تنفيذ للطلبات, فالشخص الذي يحبه يطيعه في ما يريد (كما تفعل جدته) هذا هو تعريفه للحب ولهذه الخاصية تطبيقات خطيرة.
فما يحدث حين يتشدد احد الوالدين مع الطفل ويصر على تطبيق النظام في وقت (يفزع) للطفل احد افراد العائلة - وكثيراً ما تكون الجدة - لتساعده على كره الأنظمة؟؟.
يميل الطفل في وضع مثل هذا الى سحب ثقته عن الطرف الذي لا يحقق له المتعة او يحرمه منها لأنه لا يميل الى من يبكيه بل والاخطر من ذلك انه يعتقد فعلاً ان هذا الشخص يكرهه ويريد به شراً.
وفي المقابل قد يحمل الطفل نفسه - نتيجة تمركزه حول ذاته - نتائج عمل ليس له يد فيه, فلقد وجد من خلال دراسة سلوك الاطفال ان الطفل يشعر بالذنب حين تترك امه البيت اثر شجار مع ابيه اعتقاداً بانه السبب وان الفراق قد حدث بسبب عدم كفاءة ذاته او شيطنته او افكاره السيئة او لانه سيىء لا يستحق السعادة فما بالك حين نساهم نحن الكبار في تغذية هذه المشاعر؟؟.
وقد كتبت مرة عن تلك الطفلة التي اعتادت امها ان تسخر من فمها الواسع امام الاطفال, وحين ولدت امها لها اختا سقط في وعيها بان امها جاءت بتلك الطفلة لكي تستبدلها بها, وصارت تتوقع الطرد في اية لحظة وكبرت وكبر معها عدم الشعور بالأمان.
فحين تتتبع مشاعر النقص والقلق والاكتئاب لدى شخص في الأربعين كثيراً ما يقودك الى طفل السادسة الذي لم يهتم والداه بشرح الاسباب بطريقة تناسب عقله, فاعتمد على نفسه في الفهم فكان ما كان.
|
|
|