يتواصل الجهد العربي تحركاً على مستوى الزعماء، واتصالات عبر القنوات الدبلوماسية من اجل ان يتم استئناف عملية السلام في المنطقة على جميع مساراتها الاسرائيلية/ الفلسطينية والسورية/ اللبنانية/ الاسرائيلية.
وأحدث تحرك عربي في هذا الخصوص هو استئناف العاهل الاردني في مطلع الشهر المقبل لجولته العربية استكمالاً لجولته السابقة حيث تمثل قضية السلام كخيار استراتيجي عربي محور مباحثات جلالته السابقة والمقبلة.
أيضاً من احدث التحركات العربية من اجل السلام على مستوى الزعماء، الزيارة الرسمية التي سيبدؤها الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية للولايات المتحدة الامريكية بعد غدٍ الثلاثاء وقد سبقه اليها امس وزير خارجيته عمرو موسى للاشراف على ترتيبات الزيارة وجدول الأعمال الذي وصفته دوائر مصرية واخرى امريكية بانه جدول مفتوح لكل القضايا التي تهم الدولتين الصديقتين مصر والولايات المتحدة.
على ان قضية السلام العادل والشامل والذي اعتبرته الاطراف العربية خياراً استراتيجياً لها ستكون في اولويات المباحثات الرسمية بين الرئيسين مبارك وكلينتون.
المعروف ان الرئيس مبارك قد زار مؤخراً سوريا والأردن والجزائر والمغرب كما واظب على اجراء اتصالات هاتفية مع عدد من القادة العرب لبلورة وجهات النظر العربية، والتنسيق بينها، وصولاً الى رؤية عربية سياسية موحدة تكون منطلقاً لمباحثاته - الرئيس مبارك - في واشنطن مع الرئيس كلينتون ورؤساء لجان الكونغرس الامريكي ومختلف الفعاليات المؤثرة في الساحة الامريكية لمصلحة السلام، والأمة العربية.
وعلى مستوى الموقف الراهن في الاراضي الفلسطينية المحتلة، فان السلطة الفلسطينية اتخذت قراراً بالغ الأهمية يتعلق بمنع العمالة الفلسطينية من العمل في بناء المستوطنات الاسرائيلية الأمر الذي يشكل عنصر ضغط على اسرائيل من جهة، كما يشكل عنصر دعم للجهود العربية الرامية الى تحجيم العمليات الاستيطانية من جهة ثانية ويساعد على تنشيط الجهود المبذولة الآن في اسرائيل لتشكيل الحكومة الجديدة التي اتضح امس ان اسباباً دينية كانت وما زالت وراء تأخير تشكيلها اذ تساوم الاحزاب الدينية رئيس الوزراء المنتخب على عدم تجنيد الإسرائيليين المتشددين دينياً في الجيش مقابل المشاركة في الحكومة.
على ان زخم التحركات العربية من شأنه ان ينعكس ايضاً على الساحة الاسرائيلية مما قد يعجل بتشكيل الحكومة بما يسمح باستئناف مفاوضات السلام في جميع المسارات المجمدة منذ وقت طويل.
|