* هذا السيل الجارف من المحطات الفضائية ومن الصحف والمجلات التي ملأت حياتنا,, هل له نهاية؟ وهل كل محطة ظهرت, وهل كل صحيفة ومجلة صدرت ستصمد وستستمر في الصدور؟
** وهل هناك بالفعل,, قارئ وجمهور ومتلقٍ سيساند كل ذلك ويكفل لهؤلاء عنصر البقاء؟
** يقال,, ان عدد المحطات الفضائية أكثر من (500) وقيل,, بل خمسة آلاف,, وقيل أكثر,, وقيل أقل,.
** أما عدد الصحف والمجلات التي صدرت خلال الشهر الماضي فقط,, فلك ان تسأل شركات التوزيع,, وستكون الاجابة في خانة العشرات,.
** تقف أمام المكتبة فيصيبك الذهول,, من مجلات وصحف معلقة تنتظر فلوسك,.
** وتلتفت لتجد مجلات هاجسها وهمُّها التسويق لمئات المحطات الفضائية,, وتنقل لك طريقة برمجتها وكل شيء فيها,.
** والاسئلة المطروحة امام خبراء الاعلام وخبراء المعلومات وخبراء البشرية وعلماء الشريعة وسائر المفكرين والمهتمّين تقول: هل نحن في حاجة إلى كل ذلك؟
** هل يعدُّ ذلك ظاهرة صحية؟!,, ما هي انعكاساته المستقبلية؟!,, هل نحن إزاء المزيد والمزيد منه؟
** هل هي العولمة أو جزء منها على الأقل؟!
** كيف ستكون ذهنيات وطريقة تفكير الأجيال اللاحقة التي عاشت وسط تلك المعمعة؟
** من وراء ذلك,, هل هناك أحد بعينه,, أم أنها من افرازات المرحلة؟!
** هل ندخل وسط هذه المعمعة ونشاهد ونقرأ,, أم نكفَّ عن كل ذلك ونحاربه ولو بتركه؟
** من الذي يموّل كل هذا الركام,, وما هي أهدافه؟!
** ثم,, ما هو السبب الحقيقي فعلاً,, وراء هذا التكاثر,, وفي هذه الايام بالذات؟!
** لماذا امتلأ الفضاء محطات,, ولماذا غصّت المكتبات والبقالات والبناشر ومحطات البنزين بالمطبوعات حتى صار للشعر الشعبي وحده,, أكثر من عشرين مطبوعة؟!
** ثم,, يا أيها الخبراء,, لماذا يقتصر دوركم على كلمة قصيرة او انطباع سريع,, او خاطرة خاطفة؟!
** لماذا لا تحللون لنا هذه القضية تحليلاً دقيقاً,, لماذا لا تغوصون غوصاً عميقاً في تفاصيل المشكلة وتنجدوننا بحلٍ سريع؟!!
** هل دوركم يقتصر على مجرد طرح المشكلة!!
** أبداً,, نحن نعايش هذه المشاكل ولا نحتاج إلى من يخبرنا بوجودها.
** أين أساتذة الجامعات,, أين العشرات ممن يحملون درجة البروفسور بل هم بالمئات؟
** هل دورهم ينحصر في تدريس الطلاب وامتحانهم آخر السنة,, وقبض الراتب آخر الشهر؟!
** أين دورهم الاجتماعي,, أين فكرهم,, وأين ثقافتهم,, أين عقولهم,, أين خدمة المجتمع؟!
** هل عجزوا بالفعل عن تحليل هذه الظاهرة وإسعافنا بالجواب والحل الشافي؟!!
عبدالرحمن بن سعد السماري