Sunday 20th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 7 ربيع الاول


الشيخ الطنطاوي,, والمشوار الطويل

عالم من كبار العلماء المعاصرين، واديب من اعاظم ادباء العرب وخطيب مفوه مصقع، كاتب بليغ ذو اسلوب عال متين، يمتاز بالجزالة والفحولة والقوة، ومحدث اذاعي فذ جمع بين الفكر السليم والاسلوب القوي والالقاء الساحر وقد دخل ميدان الإذاعة منذ ان عرف الناس في بلادنا هذه الاداة من ادوات الاعلام في دمشق و محطة الشرق الادنى ومكة والرياض وغيرها, ولما جاء التلفزيون أسهم فيه فكان نجما تلفزيونيا لامعا، ومحدثا لا نظير له، اجمع على الاعجاب به طبقات الناس المختلفة.
وقد لعب دورا كبيرا في التوجيه وبيان الحكم الشرعي بأسلوب مقبول جذاب، ومن المعروف عنه الجرأة في قول الحق والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد اسهم في اعمال تربوية وتعليمية، منها اصلاح نظام التعليم الشرعي في سوريا، فقد كلف بتخطيط مناهج التعليم الشرعي في مرحلتيه المتوسطة والثانوية، وكان له الفضل في اتجاه تربوي جيد، فأدخل مادة أعلام الاسلام وهي تدريس التاريخ من خلال رجاله الذين يكونون وراء الحركات الكبرى في التاريخ.
ولد الشيخ علي الطنطاوي في مدينة دمشق في 23 جمادى الاولى 1327ه (12 حزيران 1909م) من اسرة علم ودين، فأبوه الشيخ مصطفى الطنطاوي من اهل العلم، وجده الشيخ محمد الطنطاوي عالم كبير، وخاله الاستاذ محب الدين الخطيب الكاتب الاسلامي الكبير والصحافي الشهير.
تلقى تعليمه في دمشق حتى تخرج من جامعتها في الحقوق والآداب عام 1933م، وتدرج في الوظائف التعليمية والقضائية حتى بلغ فيها مكانة عالية، وقد درس في كلية دار العلوم في مصر وكان زميلا للاستاذ سيد قطب - رحمه الله.
كانت له مواقف محمودة في مقاومة الاستعمار الفرنسي ايام طلبه العلم ثم في المراحل التالية من عمره، ثم درس في العراق سنة 1936 ورجع الى بلده فلم يلبث ان انتقل الى القضاء فكان القاضي الشرعي في دوما، ثم ما زال يتدرج في مناصب القضاء حتى وصل الى اعلى تلك المناصب، وكان قد ذهب الى مصر لدراسة اوضاع المحاكم هناك.
ثم هاجر الى المملكة العربية السعودية 1963م فعمل في التدريس في كلية اللغة العربية وكلية الشريعة في الرياض ثم انتقل الى التدريس في كلية الشريعة في مكة المكرمة ثم تفرغ للعمل في مجال الاعلام وله برنامج اذاعي يومي بعنوان (مسائل ومشكلات) وبرنامج تلفزيوني اسبوعي بعنوان (نور وهداية).
يعد الشيخ علي الطنطاوي احد رموز الدعوة الاسلامية الكبيرة في العالم الاسلامي وشخصية محببة ذائعة الصيت، نالت حظا واسعا من الشهرة والاعجاب والقبول، وله سجل شرف في خدمة الاسلام والمسلمين.
فالشيخ علي الطنطاوي استطاع ان يجمع جمعا قويا بين الثقافتين: الإسلامية العربية من جانب، والحديثة المعاصرة من جانب آخر، مما جعله قنطرة فكرية مقبولة من الفريقين الى حد كبير.
ثم انه يتمتع بأسلوب سهل جميل جذاب لا يكاد يشبهه فيه احد، يمكن ان يوصف بانه السهل الممتنع، فيه تظهر عبارته انيقة مشرقة، فيها جمال ويسر فضلا عن الصحة والسلامة، وهذا ما جعله يستطيع ان يعرض اخطر القضايا والافكار بأسلوب يطرب له المثقف، ويرتاح له العادي، ويفهمه من نال ايسر قسط من التعليم، ولا ريب ان هذا الاسلوب، اضافة الى عوامل اخرى - هو الذي جعله محدثا رائعا نادر المثال.
من جهة اخرى يمكن لك ان تصف فضيلة الشيخ علي الطنطاوي بأنه شخص معتدل، ولعل هذا يرجع الى طبيعته الخاصة، وجمعه بين الثقافتين، وسعة افقه وكثرة تجواله، ولقاءاته بانماط شتى من البشر، وذهنه الحي، وذاكرته القوية، ولذلك تجيء احكامه متسمة بصفة الاعتدال بعيدة عن الطرفين المذمومين: الافراط والتفريط.
وقد حضر العديد من المؤتمرات في بلاد المسلمين، وكان له نشاط مشكور في خدمة قضية فلسطين، وقد قام بجولة في العالم الاسلامي مع العلامة الشيخ أمجد الزهاوي - رحمه الله - والشيخ محمد محمود الصواف.
وقد كتب في صحف بلده في الشام، فاحتل مكانة مرموقة فيها، ثم أضحى من كبار الكتاب، يكتب في كبريات المجلات الادبية والاسلامية من مثل الزهراء والفتح والرسالة والمسلمون وحضارة الاسلام وغيرها, وكانت له زوايا يومية في عدد من الصحف الدمشقية.
ومن المجالات التي سبق اليها الكتابة في ادب الاطفال والمشاركة في الكتب المدرسية وتحقيق بعض كتب التراث وكتابة الادب المسرحي الحواري، وله في هذا (مسرحية ابي جهل)، ونشرت في مجلة الرسالة قبل صدور كتاب (محمد) لتوفيق الحكيم، وله جولات في عالم القصة فهو من اوائل كتابها.
من مؤلفاته:
1- تعريف عام بدين الاسلام
2- صور وخواطر.
3- من حديث النفس.
4- الجامع الاموي
5- قصص من التاريخ
6- قصص من الحياة.
7- أبوبكر الصديق
8- عمر بن الخطاب
9- في اندونيسيا
10- في بلاد العرب
11- سلسلة أعلام التاريخ (رسائل عديدة في التعريف بأعلام كبار من أعلام المسلمين).
12- في سبيل الاصلاح.
13- رسائل سيف الاسلام.
14- رجال من التاريخ.
15- البثيميات.
16- التحليل الادبي (وهذا من التأليف المدرسي).
17- من التاريخ الإسلامي.
18- كتاب المحفوظات (وهذا من التأليف المدرسي).
19- دمشق .
20- مقالات في كلمات.
21- هتاف المجد.
22- مباحث اسلامية.
23- فصول اسلامية.
24- نفحات من الحرم.
25- صور من الشرق.
26- صيد الخاطر لابن الجوزي، حققه مع اخيه وقدم له بمقدمة وافية.
27- سلسلة حكايات من التاريخ (وهي من أدب الاطفال).
28- فكر ومباحث.
29- بشار بن برد.
30- مع الناس.
31- رسائل الاصلاح.
32- ذكريات علي الطنطاوي.
وقد ترك الشيخ علي الطنطاوي اثرا كبيرا في الناس لأنه من ابرز الدعاة الى الله على بصيرة، واستطاع ان يحل مشكلاتهم عن طريق هذه الكتابات والرسائل والاحاديث، وقد كان له دور طيب في صياغة قانون الاحوال الشخصية في سوريا, وهو واضع مشروع هذا القانون، وهو اول قانون جامع في البلاد العربية يقوم على الشريعة الاسلامية، كما وضع قانون الافتاء في مجلس الافتاء الاعلى، وذلك لأول مرة وانتخب عضوا في المجمع العلمي العراقي في بغداد.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved