* كولونيا - المانيا - أ,ف,ب
توصلت الدول الصناعية السبع الكبرى امس الأول الى اتفاق لتخفيف ديون الدول الفقيرة سريعا بعشرات مليارات الدولارات إلا ان ذلك لم يعتبر كافيا لدى ملايين المؤيدين لالغاء كامل وفوري لهذه الديون.
وحسب تقديرات رؤساء دول وحكومات الدول الصناعية السبع الكبرى الذين اجتمعوا الجمعة الماضي في كولونيا المانيا فان عبء الديون التي تحول دون حقيق آمال 40 من الدول الفقيرة في الخروج من براثن التخلف، سيخفف ب70 مليار دولار.
وافاد جين سبيرلينغ المستشار الاقتصادي للرئيس الأمريكي بيل كلينتون ان هذا المبلغ يمكن ان يصل الى 89 مليار دولار في حال انضمت دول دائنة اخرى الى مبادرة مجموعة الثماني.
وفي مقابل تخفيف الديون سيكون على الدول الفقيرة مكافحة الفساد والمضي في ارساء الديموقراطية.
إلا ان المنظمات غير الحكومية التي تنشط سعيا لشطب ديون الدول الفقيرة بالكامل وبشكل فوري سارعت الى الاحتجاج على قيمة هذا المبلغ.
واعتبرت أوكسفام وهي منظمة غير حكومية بريطانية ان الاعلان الصادر في كولونيا يشمل شطب 50 مليار دولار من ديون 36 دولة, وذهبت منظمة اخرى الى ابعد من ذلك معتبرة ان تخفيف الديون محصور ب45 مليار دولار.
واعتبرت فينا سيدارث المسؤولة في أوكسفام انها خطوة عملاقة الى الامام تبدو مجموعة السبع مستعدة للقيام بها لكنها خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح اذا تم الامعان في احتياجات الدول الفقيرة .
ولم يعرف حتى الآن العدد الدقيق للدول التي ستستفيد من تخفيف الديون إلا انه قد يقارب الاربعين دولة يتجاوز مجموع ديونها ال200 مليار دولار.
وتريد مجموعة السبع المضي سريعا في هذا الاجراء بشكل يسمع باغلاق ملفات ثلاثة ارباع الدول المعنية في غضون نهاية العام الفين, وقد واجهت مبادرة سابقة في السياق نفسه اطلقتها مجموعة السبع في 1996 برعاية صندوق النقد الدولي والبنك الدولي انتقادات بسبب بطئها, واستفادت دولتان فقط حتى الآن بشكل كامل من هذه المبادرة هما اوغندا وبوليفيا.
وستقوم سلسلة بشرية من عشرات آلاف المتظاهرين في وقت لاحق بتطويق مكان اجتماع مجموعة الثماني الدول الصناعية السبع وروسيا رمزيا في كولونيا, وسيسلم مغني فريق يوتو الايرلندي بونو والاسقف اوسكار رودريغيز رئيس مجلس اساقفة امريكا اللاتينية قادة الدول الصناعية عريضة وقعها اكثر من 11 مليون شخص.
ويتضمن الاتفاق الذي تم التفاوض عليه طويلا بين الدول الصناعية السبع الكبرى شقين: تخفيف الديون المترتبة على نحو 40 من الدول الفقيرة لمؤسسات مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وتخفيف ديون تقرره الدول الغنية للبلدان المدينة لها.
وقد اعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك من جهته ان تخفيف الديون سيكلف فرنسا 38 مليار فرنك فرنسي 5,8 مليارات يورو، حوالي 6 مليارات دولار .
وقال شيراك انه في ختام العملية التي تقررت أمس ستكون فرنسا بدورها شطبت كل ديون الدول الاكثر فقرا, وهذه البادرة سيستفيد منها بشكل أساسي شركاؤنا الأفارقة .
وامتنع قادة الدول الأخرى عن تحديد علنا قيمة شطب الديون المترتبة على بلدانهم.
واعرب شيراك ايضا عن ارتياحه لتقاسم عبء الديون بين الدول الغنية حيث كانت بعض الدول الدائمة الكبرى مثل فرنسا واليابان ان تتحمل وحدها تقريبا كلفة هذه المبادرة التي سوقت لها دول ليس لديها الكثير لتخسره.
والمبادرة التي اطلقت في كولونيا لم تتجاهل القطاع الخاص ايضا, فقد اعرب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن أمله في ان تساهم الشركات الكبرى الألف في العالم في صندوق للألفية يهدف الى المساعدة في تخفيف ديون الدول الاكثر فقرا, واتفق قادة الدول الصناعية السبع على هذا المبدأ لكي يبقى هناك تحديد سبل عمله.
والجدير ذكره ان قادة الدول الصناعية اطلقوا مبادرة تخفيف الديون قبل الانصراف لبحث قضية كوسوفا ولقاء رئيس الوزراء الروسي سيرغي ستيباشين على عشاء مخصص لموضوع المشاركة الروسية في قوات حفظ السلام في الاقليم، كفور.
وفي ما يلي النقاط الرئيسية لاتفاق مجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع حول تخفيف الديون عن كاهل الدول الفقيرة الذي تم التوصل اليه الجمعة الماضية في كولونيا بالمانيا:
- المبالغ:
يمكن ان تصل قيمة الديون المترتبة على اربعين دولة تعد من اكثر الدول مديونية الى حوالي 70 مليار دولار: 20 مليار دولار من المساعدات الثنائية و50 مليار مساعدات من المنظمات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي أو البنك الافريقي للتنمية.
وتبلغ دوين الدول ال41 الاكثر مديونية في الاجمال 214 مليار دولار بحسب ارقام البنك الدولي.
- الشروط العامة للافادة من المبادرة:
ترغب مجموعة السبع بانتهاج السياسات الاقتصادية السليمة وان تعمل الدول المستفيدة من تخفيف الديون على تفادي نفقات جديدة غير منتجة.
ويجب ان تخصص منافع التخفيف للشرائح السكانية الاكثر فقرا, كما يتعين وجود رابط وثيق بين التخفيف ومواصلة الاصلاح الاقتصادي، ووسائل افضل للحكومة وتخفيف الفقر.
وسيساهم صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في تقديم المساعدة في البرامج الخاصة بتخفيف الفقر.
- الشروط الاقتصادية للافادة من المبادرة:
يجب تقليص فترات مراقبة السياسات الاقتصادية للدول المرشحة للافادة من تخفيف الديون.
وقد تقرر تليين معايير الاختيار ليشمل عددا اكبر من الدول التي يمكن ان تستفيد من مبادرة تخفيف الديون, وخفضت نسبة الدين على الصادرات الى 150 في المائة، مقابل 200 الى 250 في المائة حاليا، ونسبة الدين على العائدات الى 250 في المائة مقابل 280 في المائة سابقا.
كذلك تقرر تليين معايير أخرى:
وتقترح مجموعة السبع ايضا على نادي باريس الذي يضم الدول الدائنة الغاء 90 في المائة من الديون الثنائية 80% حاليا المترتبة على الدول الاكثر مديونية و67 في المائة بالنسبة للدول التي لا تدخل تماما في اطار المبادرة الخاصة بالدول الاكثر مديونية التي اطلقت في العام 1996.
وتقترح مجموعة السبع إلغاء الديون الناجمة عن المساعدة العامة للتنمية أو منحها من الآن فصاعدا بشكل هبات وليس بشكل قروض.
- التمويل بالنسبة للدول الغنية والمنظمات المتعددة.
تدعو مجموعة السبع الى تقاسم عادل للعبء المالي.
ويسمح لصندوق النقد الدولي ببيع 10 ملايين أونصة من احتياطيه من الذهب مما يمثل حوالي 2,6 مليار دولار لتحمل حصته من هذا العبء, كذلك يجب ان تستفيد المؤسسات المالية الدولية من مساعدة ثنائية وتجد مقاربة مستحدثة لتستخدم مواردها الذاتية على النحو الأفضل.
|