Sunday 20th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 7 ربيع الاول


عن
شجرة مثمرة *
جبير المليحان

كتبت سطرين عن الصداقة:
إن الصديق شجرة من أشجار القلب، تنبت فيه وتثمر محبة وودا، كلما سقتها الصعاب، والأهوال، المحن، زاد اخضرار قربها، وأثمرت أصالة، وصدقا!!
هذا عام، ومنه:
إحدى الأشجار التي غرست في مزرعة العمر، شجرة غضة، جاءت كنبتة صغيرة، وحيية، قادمة من الجنوب,, جاءت إلى المنطقة الشرقية,, كانت يد الشاعر علي الدميني - الطالب في جامعة البترول آنذاك - تحمل أصيصها الصغير، وبه الشاب اليافع - أو هكذا بدا لي- ،: عبدالعزيز مشري!
قال لي علي:
- عبدالعزيز مشري,, فنان تشكيلي, ثم أضاف بعد قليل: وكاتب!
- أهلا وأهلا!
كنا وقتها نجتمع بجريدة اليوم، وكان الشعراء الكبار: محمد العلي - محمد القيسي - عبدالكريم السبعاوي، وأصدقاء كتاب وشعراء: علي الدميني - ابراهيم الغدير - محمد رضا نصر الله - جار الله الحميد، أحيانا,, يملؤون مكاتب التحرير بالقصائد وجدال المناقشات.
أخذت عبدالعزيز مشري، وأسكنته بيتي، وبدا هذا اليافع يرضع من الكتب التي كنت متفرغاً لجلبها - بطرائق كثيرة - من القاهرة، ودمشق، وبيروت وبغداد,, كنا، ومجموعة من الشباب المسكون بهاجس الكتابة الجديدة نناقش، ونتناقش حتى الفجر حول القصص والقصائد، وكان عبدالعزيز قد بدأ الكتابة، وبالذات القصة القصيرة، إلى جانب الرسم، ومواهب أخرى,, كان صديقه اللدود (ح, س) - الشاب الموهوم بعدمه الأزرق، والمضطرب برواية (التاء) المكونة من حرف (واحد)!!، كلها إلى جانب (البراءة)، وأشياء أخرى، كلها، تثقل الشاب عبدالعزيز، وكنت الذائد همومه.
* * *
ذهبت تلك الأيام، وعاش عبدالعزيز، وعرف كاتبا ملتزماً، ومصراً أن يتحدى المرض,.
انتقل عبدالعزيز إلى جدة، وظللنا على اتصال وزيارات، حسب الممكن، ولكنني سأسجل نقطتين صغيرتين، هنا من مسار حياة (طويلة وعريضة) عاشها عبدالعزيز مشري، معي في الدمام، ثم مستقلا فيما بعد في بيته في الدمام أيضاً، وتركي للأشياء الأخرى لا يلغيها، فإن أمدتنا الأيام فستكتب كلها، لكن النقطتين هنا، وأنا استعيد الشريط كاملا، بدتا لي غريبتين تماما، وهما:
1, أنا وعبدالعزيز كاتبا قصة - هو روائي أيضا - ولم أهد له أية قصة من قصصي - لم أهد مما كتبت غير قصص ثلاث: واحدة لزوجتي، وثانية لصديقي أحمد أبو دهمان، وثالثة لصديقي سعد العمري - كذلك فهو لم يهد لي أية قصة, ولم أكتب عن قصصه أو رواياته - كنت أخشى أن أفعل ذلك(!) - وهو لم يكتب عن قصصي!
2, هذه تتعلق بعبد العزيز فقط، خاصة كتبه المطبوعة من مجموعات قصصية، وروايات، فهو لم يهد لي منها نسخة واحدة غير نسخة يتيمة من روايته القديمة (الوسمية)، إذ كتب على إحدى صفحاتها الداخلية: (منذ مائة عام وأنا أحبك) قرأت ذلك وبكيت.
أما كتبه الأخرى فربما حصلت على بعضها من السوق، أو من الأصدقاء,بقي أن أقول إن عبدالعزيز مشري شجرة من أشجار الوطن المثمرة، وأن الظروف بذرتنا في حديقة تاريخية واحدة.
* بمناسبة تكريم المشري الأسبوع الماضي في الباحة.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved