* رسالة أولى:
أعمد من خلال نقل نصوص ]الآخر[ ، التي أفكر فيها، حتى اختصر المسافة إذ ما يجول في دائرة عقلي، قد مرت على دوائر الآخرين قبلي، لذا كان لزاما أن آتي بالكلام من جمل ]الآخر[ لبيان الأقدمية، ولتأكيد الاطلاع، وطالما أن المناسبة تأتي بالكلام متواصلاً، فإن مقالات القوم في دوائر عرضها وخطوط طولها ]العامة[ قد كتبت فإما أن نسرقها، وإما أن ننقلها من أطرافها، فكان الخيار لي أن أنقل، مفتتحا هذا البيان بالعرفان لذوي العقول التي تحاور وتناور في مجال الفكر في عالمنا العربي، وعلى رأسهم الخليجي الكبير د, محمد جابر الأنصاري.
* رسالة أخرى:
يقول كاتبنا الكبير د, الأنصاري: ]إن العربي والمسلم لا يشعر بالحماسة والنخوة إلا إذا دعي تحت يافطة رسالة قومية أو دينية عليا، وبخطابية جهورية إلى كسح الامبريالية، أما إذا دعي ضمن حملة توعية صحية متواضعة وهادئة إلى كسح الأوساخ والمزابل المحيطة ببيته فليس من المؤكد أن تتحرك همته العالية، فكيف لأمة لا تحسن تنظيم المرور في مدنها، ولا تعرف كيف تنتظم في طابور لإنجاز معاملاتها أن تنتظم بين قوى هذا العصر وتخوض معاركه؟[!!
* رسالة ثالثة:
ويتواصل الأنصاري متجليا في استقراءاته المعمقة - والمُعقِمة - بضم الميم وكسر القاف، والمطهر لواقع يضم الأشياء التي تجرح النظر، يقول: ]إن التقدم في نهاية المطاف ممارسة يومية السير نحو التقدم حياة نحياها كل يوم، أولا نحياها, التقدم في خروجنا من البيت إلى العمل في الموعد المحدد، دون ضياع لوقت الوطن والإنتاج, التقدم قبل كل شيء في احترام النظام، والقانون من قبل الجميع بلااستثناء في انتظام المرور، والتقيد بأصول النظافة والقيم المدنية المهذبة في التعامل بين الجميع، التقدم في قيام الإداري بواجبه، وتجرده من الوساطة والرشوة, والتقدم في قيام المواطن بالمقابل بدوره ووظيفته,, لقد توصلت الشعوب الراقية عبر تجاربها أن النضال الوطني الحقيقي في القدرة على التعمير, تعمير كل حي وزقاق لا تخريبه وتكسيره, لقد نجح الشعبان العظيمان الياباني والألماني في اختبار التعمير المعجز وهما تحت الاحتلال الأجنبي الذي قاوماه بالمزيد من العمل والتقدم حتى انتصرا عليه في معركة الحضارة والانتاج، التي هي أم المعارك الحقيقية.
* رسالة رابعة: سوف تكون في الأسبوع القادم إن شاء الله.
* هامش:
مقولات الأنصاري من كتابه القيم (انتحار المثقفين العرب) صدر عام 1419ه.
|