Sunday 20th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 7 ربيع الاول


بعد أكثر من 40 كتاباً
الأديب والناقد يوسف الشاروني,, أنا مظلوم إبداعياً

* القاهرة - مكتب الجزيرة - عثمان أنور
مسيرة إبداعية طويلة زاخرة بالعطاء يمتلكها الأديب والناقد يوسف الشاروني الذي بدأ حياته بكتابة القصة القصيرة والنثر الغنائي في أواخر الأربعينات ثم زاوج بين القصة القصيرة والدراسة الأدبية وتقديم التراث والترجمة، وكان من اوائل الكتاب الذين أرسوا قواعد القصة التعبيرية اذ جنح في قصصه الى التعبير عن موجة القلق التي تسود القرن العشرين والضغوط التي يتعرض لها الانسان المعاصر، صدر له اكثر من 40 كتاباً متنوعاً ما بين القصة القصيرة والدراسة النقدية والتراث والترجمة.
التقته الجزيرة في هذا الحوار واثارت معه العديد من القضايا الابداعية والنقدية والتي تخص التراث ومشكلات الترجمة.
* رغم بدايتك الابداعية وغزارة انتاجك القصصي الا انه يطغى عليك صفة الناقد فلماذا؟.
- تطور القصة العربية القصيرة يعود للأديب يوسف ادريس ولي فقد صدر لكلينا اول مجموعة قصصية عام 1954 حسبما يؤكد النقاد ومؤرخو الأدب، ويعد هذا العام تاريخاً فارقاً في مجال تطور هذا الفن الا انني لا اعرف الاجابة على سؤالك على وجه الدقة غير القول ان اسم يوسف الشاروني ربما لم ينل حظه من الذيوع والانتشار كمبدع على المستوى الجماهيري مثلما نال يوسف ادريس وربما ما قاله النقاد عن قصصي بأنها أدب طليعي تجريبي يصدم الجمهور وربما اشتغالي بالنقد ايضاً في فترة مبكرة.
* وهل قصصك كذلك؟.
- هي بالفعل تميل للتجريب وبها حس المغامرة والتمرد.
* وهل يخاف النقاد الاقتراب من عالمك القصصي لأنك ناقد؟.
- (يضحك) عندما أكون ناقداً فأنا أكثر تفهماً للمجهود الذي يبذله الناقد الآخر.
عذاب النقد
* وماذا عن مدرستك النقدية؟.
- مدرسة النقد المتكامل الذي يتناول العمل الأدبي بالدراسة من أكثر من ناحية الجمالية والاجتماعية والنفسية والتاريخية وان كان العمل الفني يمكن ان يغلب احد هذه النواحي على بقيتها فالقصة النفسية يمكن ان تغلب المنهج النفسي والقصة الاجتماعية تفرض المنهج الاجتماعي وكلما كان للعمل الفني ابعاده الاجتماعية والجمالية والنفسية كان اكثر عمقاً وعلى ذلك فالعملية النقدية تكشف عن جوانب العمل الفني وتتبع مساره ثم لا تفرض حكماً معيناً على القارىء بل تدع له ان يحكم بنفسه على العمل القصصي.
* المبدع أم الناقد ما الذي افاد الآخر؟.
- عذاب الناقد في ادراكه ان نقده عمر مضاف الى عمر المبدع ومخصوم منه في نفس الوقت فهو تضحية مستمرة من جانبه وتأكيد لنرجسية الفنان في ذات الوقت.
* الى اي مدى نواكب الآن المدارس النقدية الحديثة في اوروبا والغرب بصفة عامة؟.
- كل المدارس النقدية الأوروبية تدخل في صميم تكوين معرفة الفكر الأدبي وبلورة منجزاته التي تسفر عنها تطورات العلوم المتصلة به مثل علوم اللغة والاجتماع والنفس والجمال، وهو جزء اساسي من بنية البحث العلمي في الأدب، ويعتبر الاطلاع عليها وتمثلها جيداً شرطاً جوهريا في تكوين المنهج النقدي ايا كانت اللغة التي يكتب بها الناقد بعد ذلك، ومن هنا اطالب بضرورة وضع اساس علمي لحركتنا الأدبية ممثل في ثلاثة جوانب اعداد قوائم ببليوجرافية لانتاجنا الأدبي تشمل كل ما نشر في الرواية، القصة القصيرة، الدواوين الشاعرية والدراسات الادبية مع عمل فهارس موضوعية لكل ما ينشر في مجلاتنا الأدبية مما يتيح للناقد دليلاً يستطيع منه التعرف على تفاصيل الحركة الأدبية.
- وضع دائرة معارف عربية ادبية للتعريف بحركتنا الأدبية قديمها وحديثها ثم التأريخ لفنوننا الأدبية تأريخاً نقدياً يرتب هذا النشاط الأدبي زمنياً وبالتال يوضح تأثر وتأثير كل عمل ادبي وهذا هو الاساس لقيام حركة نقدية سليمة.
انتهى زمن الرواية
* تقوم حالياً باعداد دراسة نقدية عن الرواية فهل ترى اننا نعيش زمن الرواية؟.
- الرواية ليست مزدهرة كما الشعر ليس مزدهراً وهذا يعود للمناخ العام الذي لا يشجع على القراءة بشكل عام، وازدهار الرواية الذي يتحدث عنه البعض ازدهاراً شكلياً واي قارىء منصف سيرى ان الرواية تعاني من انحسار التجريب بعكس الشعر الذي دخل مرحلة الفوضى والغموض بسبب المغالاة في التجريب ونجد ايضاً ان نسبة عالية من الروايات تتكىء على السيرة الذاتية سيرة المكان او سيرة الذات بالمفهوم البسيط للسيرة وسنجد ان معظم الروائيين يرتبطون او يضعون اعينهم على الجمهور وهم يكتبون كأنهم يعدونها للسينما او التلفزيون اللذين اصبحا الأداة الموصلة للجمهور.
* وماذا عن مشروعك النقدي في مجال الرواية؟.
- هو مشروع تقديم موسوعة جديدة تضم 50 شخصية ادبية اقدم فيها لاعمالهم وابرز اتجاهات الكتابة لديهم وأوجه النقد لهم مقارنة بين ابطال وشخوص اعمالهم والموسوعة بالاشتراك مع د, حمدي السكوت وسوف تصدرها الجامعة الامريكية وبجانب هذا اقوم حالياً باعداد كتاب عن الشاعر الروسي بوشكين بمناسبة مرور 200 عام على رحيله والذي احتفل المجلس الاعلى للثقافة بهذه المناسبة مؤخرا والكتاب بالاشتراك مع الدكتورة مكارم الغمري استاذة الأدب الروسي بكلية الألسن جامعة عين شمس.
مشكلة الترجمة
* هذا يدخلنا للتساؤل حول مشكلات الترجمة، المشكلة الاولى هي انعدام الحافز لان المجد الأدبي لا يشترى بالخبز، فهناك قانون قد صدر منذ اكثر من 20 عاماً يحدد مكافأة المترجم ألا تتجاوز الف جنيه بينما دفعت الجامعة الامريكية لترجمة احدى الروايات المصرية الى الانجليزية ما قيمته 20 الف جنيه لان هذه هي الاسعار العالمية المعمول بها بالخارج، فكيف اتفرغ سنة او اكثر لترجمة عمل ادبي واعطيه ما يستحق من اهتمام دون تغطية تكلفته وعلى ذلك لابد من وجود حافز مادي معقول لمن يعمل في مجال الترجمة.
* وكيف ترى مستقبل عملية الترجمة في ظل انتشار الكمبيوتر وقيامه بعملية الترجمة؟.
- الكمبيوتر او اية تكنولوجيا لا تهدد عملية الترجمة، فالترجمة عن طريق الآلة تصبح آلية وبدون مشاعر انسانية وهذا ما يتوفر في المترجم الانسان دون أدنى شك.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved