إن العلاقة التي تربط بين الكاتب وبطل أو بطلة قصته هي علاقة أم بطفلها، فالأم هي أقدر إنسان وأقرب إنسان للإحساس بدواخل طفلها من مشاعر وأحاسيس وتفاعلات مختلفة وبالتالي تخفف عنه بحنانها وحبها ما يشعر به.
كذلك الكاتب حينما يشرع في كتابة قصة ما فإنه يضع نفسه مكان البطل ليشعر بمعاناته، ويعيش عذابه وحيرته ويستمتع بسعادته ولاسيما إذا كانت القصة واقعية بالفعل، أو فيها جزء من الواقعية، فالكاتب والقاص الناجح هو الذي يجعل القراء يتأثرون بما يقرأون ويعيشون معاناة بطل أو بطلة القصة وذلك من خلال قدرته على تصوير حياة البطل بأسلوب مفهوم ومؤثر ومقنع, وليس كما يظن بعض القراء إن الكاتب أو القاص يعبر عن نفسه في قصصه، وحتى لو حدث هذا مثلا فلا يعني ذلك أن كل قصة يكتبها يكون هو بطلها أو له علاقة باحداثها.
ودائما القصة المأخوذة من شرائح المجتمع هي التي تؤثر في القارىء ويتفاعل معها وقد يبكي من يقرؤها إذا كانت تتحدث عن مأساة ما.