Thursday 17th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 3 ربيع الاول


رسالة إلى أمير الشباب

بادىء ذي بدء كان الله في عونك من عقابيل الروتين وتحملك هموم وأحلام الشباب في وطننا الغالي علما بأن التاريخ سيسجل بأحرف من نور جهودكم المضنية والجبارة التي بذلتموها وتبذلونها في سبيل الرقي بمستوى الشباب, ومن نعم الله التي لا تعد ولا تحصى ان وليتم زمام هذه المؤسسة التي حظيت من سموكم بجل اهتمامكم ورعايتكم، فقد سخرت كافة الامكانات من أجل النهوض بهذا النشء فها نحن نرى الأندية في كل مدينة وفي كل قرية في أعالي الجبال وفي قاع السهول والوديان نرى تشييد المقرات تبنى هنا وهناك إيمانا منكم بأن الشباب هم عماد المستقبل وتنفيذا لتوجيهات مولاي خادم الحرمين الشريفين متعه الله بالصحة والعافية الذي كان يردد بأن الثروة الحقيقية هي المواطن.
سيدي: يقال ان من أبجديات القياس هي النتائج، ولقد كان للتخطيط المدروس في مجال الرياضة نتائج مثمرة لمسناها فها نحن نرى المنتخبات السعودية والأندية في كافة الألعاب تتسابق الى منصات التتويج سواء على المستوى الخليجي او العربي او الآسيوي وحتى العالمي حتى اصبح للمملكة العربية السعودية في المحافل الدولية اسم بارز يشار له بالبنان ولا يغرب عن البال, ان هذا النجاح لم يكن وليد صدفة بل نتاج أفكار علمية وتخطيط سليم وتنفيذ على أسس وقد قلت في إحدى المناسبات في سموكم الكريم من قصيدة لم تر النور مطلعها:
طرق الفؤاد على الرقاد نداء
فأجاب مرحى قد غفا الرقباء
قم ياقريض الى الحروف نرومها
مدح الكرام ليحمد الشعراء
الى أن أقول:
وليت من أمر الشباب رعاية
نعم الرعاية قادها الأمناء
تلك المباني قد تسامق صرحها
وافتن في تصميمها البناء
فوز يحقق للبلاد رغيبة
أعلت مكانتها فزاد علاء
سيدي:
ان مقدمة حديثي هذا ليس من باب الإطراء الذي تستحق أكثر منه وليس من باب المجاملة بل هي عين الحقيقة والكل يعلم هذا ولكن نحن نعلم ان الأندية السعودية تعطى تراخيص بمسميات ثلاثة رياضي اجتماعي ثقافي ولكن هل يوافقني سموكم الكريم ان الأندية بصفة عامة اهتمت بالمجال الأول وأغفلت الجانبين الآخرين الى حد ما.
نحن نعرف ان بالرئاسة وكالة تعنى بهذين المجالين وتعمل جاهدة في سبيل ابرازهما ولكن وهنا تكمن المشكلة هل حققت ما نصبو إليه؟ وهل نجحت في هذين المجالين؟ كنجاح المجال الأول وهو الرياضة لماذا أصبحت الأندية في كافة مدن المملكة مشهورة في المجال الرياضي دون سواه؟ لقد سعدت وتشرفت بمقابلة سموكم الكريم قبل أكثر من عشرين عاما مع اخوة اعزاء بغية تسجيل نادي حفر الباطن وكان لنا ذلك ولا يمكن ان أنسى تلك المقابلة فلا يزال العقل يختزن بالذاكرة ما دار فيها فقد كنت شابا يافعا حديث التخرج مندفعا ألقي بالكلمة لا أحسب لها حسابا وكنت الأب الحنون امتصصت غضي مع مجموعة قوامها 40 شابا تعلمت من تلك المقابلة الكثير والكثير تعلمت منك إدارة الحوار وفن الاصغاء وأدب الحوار كنت أقاطع حديثك الأبوي وكنت تبتسم وترد بكلمات ولكنها حكم ومواعظ ودرر مازال صداها يتردد في أذني وتسكن في ذاكرتي, لقد كنت في تلك المقابلة تدلل طفلا يحبو تحاول جاهدا رده الى جادة الصواب وحلمك وعقلك كان ما اردت لقد طلبت مني في حينها بعد موافقتكم على إنشاء نادي الباطن ان يكون ناديا يرتاده الصغار والكبار الشباب والكهول ولكن ويعذرني سموكم الكريم فقد فشلت في واحدة ونجحت في اخرى إبان عملي في النادي نجحت في لم شمل الشباب وفشلت في لم الآخرين.
صاحب السمو:
إن الأندية في هذا الزمن مطالبة أكثر من الماضي بتفعيل دورها الريادي في المجالين الثقافي والاجتماعي مطالبة باستقطاب اقطاب المجتمع في النواحي العلمية والدينية والرياضية والاجتماعية والفنية وما الى ذلك في كافة المعارف والفنون من أجل تنوير وتبصير المجتمع في كافة مستوياته لا أقول شبابه بل رجاله وكهوله فنحن أمام مستجدات لا ترحم وتقنيات لا تجامل، تقنيات لا يمكن ان نغفل دورها من بث مباشر إلى كمبيوتر الى انترنيت تقنيات تحاول تشتيت افكارنا تحاول غرس الفرقة تحاول تشتيت الشمل تحاول التشكيك في ولائنا تحاول التشتيت في عقيدتنا تحاول بث السموم تحاول قلب الحقائق والرؤى والموازين.
إذن ما هو دور الاندية أمام تلك التحديات هل تتركها تغزونا ونحن مكتوفو الأيدي, اعرف ان جهات اخرى على عاتقها مسئوليات مماثلة ولكن ألست معي ان الأندية مطالبة وان على عاتقها مسؤوليات جسيمة, ان الزمن لا يرحم فأمامنا مصارعة حرة مع مستجدات هدا العصر فماذا عملنا؟
ختاما أملي ورجائي الحار من سمو سيدي ان يعذرني عن كل هفوة وان يسمح لي عن كل زلة سائلا الله عز وجل ان يديم علينا نعمة الأمن والأمان في ظل حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين والله ولي التوفيق.
عبدالله بن محمد العطني
حفر الباطن

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved