Thursday 17th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 3 ربيع الاول


صياغة الوسط الشبابي,, والإشكالية

مدخل:
وينشأ ناشىء الفتيان منا
على ماكان عوّده أبوه
يذكرني مقال الزميل احمد العلولا اندية الثمامة وضواحيها زمن الشاعر عندما كانت السلطة المطلقة للاب,, وعندما كان الاب يمثل قمة الهرم العائلي ويمارس فرض افكاره وتوجهاته ونظرته للناس والحياة,.
ويسترسل الزميل الكاتب الذي اراد هذه المرة ان تكون احصائية النمو السكني مدخلاً لمقاله,, كما هي بوابة طريق الثمامة التي رأى فيها العجب والعجاب اذ,, اذهلته لكثافة الجموع البشرية الشبابية مع التحفظ من عندي على تحديده بأنها مقتصرة فقط على الفئة مابين القوسين!!
على اعتبار ان هناك وسيلة,, احسب ان من شأنها الاستفادة من تلك الاجازة المدرسية الأطول عالميا تستغل هذا الوقت بشأن توظيفه واخرى تتمتع بكل ما أوتيت من قوة مادية الكاش للسياحة خارجياً!
وهذه النظرية مانسوغ انفسنا دائما بها - مع الأسف - رغم قناعتنا بأنها ممارسات خاطئة,, بل ماذا عن الاندية الرياضية - وهذا بيت القصيد - لا اعتبر نفسي متجنياً,, ولا مغرقاً في التشاؤم,, اذ ان العقل بها معطل,, او شبه ذلك وانها تحتاج إلى اعادة كثير من النظر في مهامها الاجتماعية ,, ورسالتها الثقافية على اعتبار ان الاكاديمي المتخصص بتلك المهام غير موجود,, وايضاً غير مقبول اطلاقاً على الرغم من وجود منشآت نموذجية تتوفر فيها كافة المرافق,, ولا اجد غرابة في عزوف الشباب السوي عن تلك الاندية,, التي سخرت كل امكانياتها لاعداد فرقها الكروية للبطولات,, والاستعانة بخبرات فنية لجلب لاعبين غير سعوديين اما الشباب المحلي فقط فيمكن الاستفادة منه مشجعاً,, بالمدرجات وعبر الشاشة!!
اود ان اصل الى قول ان عملية صياغة وعي,, ووقت الشباب لا تتم بطريقة تعطي كثيراً من التفاؤل طالما ان الاندية موصدة في وجوههم وعدم اتاحة المحيط,, والمناخ الملائم لهذا الجانب المهم سواء لمجتمع فكري,, اوحتى طرق التربية فيه,, تحديدا أنقل حادثة تعرضت لها شخصياً كعضو مرتاد للأندية وهي بالتأكيد ليست حالة فردية,, وانما هي تمثل معاناة وعزوف البعض عن الاتجاه للاندية بسبب عدم المبالاة والاكتراث لذلك العضو,, على اعتبار ان حضوره للنادي يقتصر على مشاهدة تمارين الفريق ولقاءاته الكروية او التصوير مع احد مشاهير اللعبة!! وهذا حتما ليس عاماً على تلك الاندية اعود الى بداياتي في الموضوع وأتساءل:
لماذا لاتضع بعض انديتنا الرياضية نفسها امام المواجهة الحقيقية,, والنقد الذاتي, على اعتبار ان آلات الصرف الالكتروني للبنوك تقبل النقد وهو جماد ونحن مازلنا؟! وتقوم مشكورة بالتعاون مع وزارة المعارف ويسهمان معاً في اعداد ناشىء الفتيان وتنميط سلوكياته,, وتحديد مدى صدق تعاطيه لحياته,, طالما ظهر ماهو اشد تأثراً ,, ان الاحصائية التي ذكرها الزميل تشير الى ان النمو السكني مرتفع سنوياً ولعلني اذكر منها ان نتائج الثانوية العامة بنين لهذا العام بمدينة الرياض تضم 20,000 طالب, وان الاندية الرياضية بالعاصمة ايضا وبالرجوع لسجلات الرئاسة العامة لرعاية الشباب تضم 2000 رياضي تقريبا!! ويبدو ان ذلك الفارق الذي جعل زميلنا المبدع يتأثر بأسلوب تربوي,, ويتعاطف اجتماعياً ويتساءل علمياً,, هل هناك من مجيب؟!
محمد العبد الوهاب

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved