هناك صورة نمطية للمرأة تعزف عليها الدراما والسينما العربيتان، دعك من صحافة الصور المدججة بالماكياج الثقيل! تركز هذه الدراما على ان المرأة إحدى شخصيتين: متسلطة، شريرة، تمسك بمقاليد البيت وزوجها لايملك الا ان يمتثل!أومكسورة، محطمة بسبب (حب) ماضٍ وتمضي حياتها الكئيبة بانتظار زواج يحررها من سلطة البيت, هذه الصورة ليست بعيدة عن الحقيقة تماما، وان كان كتاب (السيناريو) قد (زودوها) قليلا بحكم ان الواحد منهم يعمل (سيناريوهات) متعددة في الليل والنهار,, ولم يعد يشاهد الأعمال المتميزة أو يقرأ الروايات الجديدة وخاصة تلك التي تكتبها كاتبات عربيات متميزات, ونحن نعرف اولا انه لم يعد فنا دراميا ذلك الذي يقسم البشر الى شخصيتين نقيضتين: الطيب، والشرير, الغني والفقير, المريض والسليم, القاتل والقتيل, فكل إنسان يحمل في داخله بذور الخير والشر والطيبة والفتنة والفضيلة والرذيلة, الكلام على من يستطيع ان يتناول هذه التشكيلة (الآدمية) العويصة بأفق متسع ورؤية تنظر لما وراء الظاهرة وتبحث عن اسبابها, وتوظفها في سياق لاينحاز إلى شخصية معينة ولايحاول ان يُدخل في (روع) المشاهد ان تلك الشخصية يجب ان (تتعذب) او (تتنعم) طوال المسلسل او الفيلم بسبب رؤية أحادية للسيد (السيناريست).
نعود الى المرأة.
ان الجيل الحالي من (النساء) ليس هو ذلك الذي يصورونه لنا!
انه جيل مشغول ببناء نفسه ومستقبله.
ليس جيل عارضات الأزياء اللواتي يتبخترن في مشاهد طويلة لا علاقةلها بالحبكة الدرامية ولا باحترام المشاهد!
وفي المسلسلات التي تسمى زورا ب البدوية فالمرأة في هذه المسلسلات هي عاشقة ومعشوقة فقط، اي انه لا دور لها في الحياة سوى تلقي القصائد (من المراسيل) التي يبعثها العاشق المدنف، وتقوم نزاعات وتثور معارك على طريقة الكاوبوي العربي ينتصر فيها العاشق المعشوق وتزف اليه في حفل بهيج العاشقة المعشوقة ويرقص القوم وتثور البواريد في الهواء وتنتهي اشكالية المسلسل الذي هو في الحقيقة يقدم أسوأ صورة للإنسان العربي إذ يحصره في دائرة لاينكر احد وجودها ولكن ليس بهذا الشكل المجافي والفارغ من المحتوى الانساني.
هذا الشكل الذي يقدم الحب في أتفه صوره وتجلياته.
واما المسلسلات (اللابدوية) فنحن نعرف منذ ان يطل علينا ممثل عرفناه لكثرة ما يطل ان كارثة ستحل بالشركة التي يملكها وفي الآخر يصاب بنوبة قلبية, ثم يعود الحق لأهله, ولكن للورثة بالتحديد, فالبطل مات في (لندن) تحت العلاج, والاعمار بيد الله ,,!
جار الله الحميد