قال أبودريد الدكتور في السفر المشهور,, عندما تتفكك القبائل والعشائر والأسر الى وحداتها الفردية، ويسكن المدن كل بذاته,, فإن سلوكهم المجموع في المدن يشبه سلوك الرمال المتحركة لا يحكمه إلا قانون الفوضى,, والسبب ان حبات الرمل انفصلت بعوامل التعرية بغير قصد,, وصقلتها الرياح مع غيرها فصار ظاهرها ناعما؛ لكنها صخور في باطنها واذا لم تصدها موانع وسواتر تكون كوارث على نفسها وغيرها.
قال أبودريد وكان يحكي في نشوء المدن وهي كلما ازدحمت خنقتها قضاياها في الحسبة والأمن وكثر هيارها,, واحتدم أوراها وزاد بورها على خضارها؛ وقل عائدها من الطعام وتحول أهلها الى جند توجههم قيادة الأهواء ونوازع الإغواء.
وجاء في الحاشية وقد وصف المدن الكبرى وكأنه يصف أهل جهنم - والعياذ بالله- ثم دعا السلطة الى تفريق المصالح في الديار ليتفرق معها الناس.
محمد العثيم