جاء التعديل الوزاري الذي اعفي بموجبه بعض الوزراء كما جاء التجديد لوزراء ونواب وزراء وتعيينات جديدة في مناصب قيادية بمختلف مواقع العمل الوطني العام، والتي امر بها قائد المسيرة المباركة على طريق الخير والتقدم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - جاء ذلك كله تأكيدا على ان من اعفي الآن قد أدى امانة مسؤوليات العمل الذي اختير له من قبل وحظي بثقة المليك القائد قبل وبعد التعيين فيه.
كما ان نفس الثقة المليكية الغالية قد وضعت في جميع من عينوا في التعديل او تم التجديد لهم في مناصبهم الوزارية او غيرها.
ولقد كانت ثقة المليك القائد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - امد الله في عمره - اقوى الدوافع بعد الايمان بالله والمنهج الاسلامي القويم المتبع في عمل الدولة وعلاقات المجتمع التي تمتد بين الفرد من الاسرة الى الجماعة ثم الى علاقة القيادة بالقاعدة.
كما ان هذه الثقة الملكية تعكس - فيما تعكس - ان مملكتنا الغالية اخذت تتمتع بثمار جهودها وغرسها الطيب في مجال بناء الانسان السعودي ليكون مواطنا صالحا بكل معنى الصلاح وقادرا بكل ما تعنيه القدرة على اداء الواجبات العامة لخير وطنه ومواطنيه.
فقد تزايد كم القادرين على العمل المؤهلين بالعلم والخبرات خلال المسيرة الطويلة التي قادها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - منذ تولي مسؤولية اول وزارة للمعارف عام 1373ه ولم يكن هناك آنذاك سوى عدد قليل من الرجال، مع قلة الامكانات والموارد، الا انه بإرادة الرجال وعزيمة الرجال وطموح الرجال تم تحويل القلة الى كثرة والشح الى وفرة والفقر الى غنى، والشظف الى رفاهية وصار هناك تزاحم في المسيرة، وتنافس على مسؤوليات العمل الوطني، وتسابق في مجالات الانجاز والعطاء.
ولم يعين وزير او وكيل او مدير او مسؤول في وظيفته الا بدأ من حيث انتهى سلفه منطلقا من رصيد مبهر من الانجازات والعطاء للوطن والمواطن.
انه نسيج الوحدة العضوية والفكرية والشعورية والمنهجية في علاقات العمل والتعامل وفي تقدير المسؤولية حين تكون في مستوى ثقة المليك القائد، وفي مستوى امل المواطن وطموح الوطن.
واخيرا فإن التجديد لشاغلي المناصب الوزارية خصوصا يتم في اطار الالتزام بنظام مجلس الوزراء الذي قضى بالتجديد في المناصب الوزارية كل اربع سنوات حتى تتوفر بين مرحلة واخرى قوة دفع لمواصلة المسيرة المباركة على طريقها المرسوم نحو غاياتها العليا حتى تحتل مملكتنا مكانها تحت الشمس في مقدمة ركب اكثر الدول تقدما وعلوا وشموخا.
الجزيرة