د,محمد فتحي إستشاري جراحة الجهاز الهضمي والمناظير اسباب مجهولة لحدوث أورام الثدي |
* تحقيق : رياض العسافي
نصح الدكتور محمد فتحي -استشاري جراحة الجهاز الهضمي والمناظير الطبية بمركز النخبة الطبي الجراحي بالرياض النساء بضرورة فحص أثدائهن اذا تعدت سن الخامسة والثلاثين وبخاصة اللائي لهن قريبات مصابات بأورام الثدي الخبيث وذلك من اجل الاكتشاف المبكر للمرض وسرعة معالجته طبيا قبل استفحاله وانتشاره ببقية الجسم,, كما أجاب الدكتور على كثير من الاستفسارات التي تتعلق بأورام الثدي خلال الحوار التالي,,.
مازالت الأسباب غامضة
* لماذا تحدث أورام الثدي؟
- مازال العموض يكتنف المسببات التي تعود الى أسباب عدة منها العامل الوراثي لدى الأنثى وكذلك الاصابة ببعض الفيروسات المسببة للمرض أو الى أسباب هرمونية في نسبة أخرى من النساء.
فمثلا وجد زيادة في احتمال الاصابة بالمرض لدى النساء اللائي لهن قريبات من الدرجة الاولى أو الثانية مصابات في المرض.
وقد وجد ايضا في بعض من النساء علاقة ايجابية مع اتباع نظام غذائي معين وذلك من خلال ملاحظة ازدياد الاصابة لدى النساء المهاجرات من اليابان الى الولايات المتحدة وما يصاحب ذلك من تغير في النمط الغذائي لديهن وكذلك لوحظ ازدياد معدل الاصابة لدى النساء من اوربا الشرقية وقد يرجع ذلك الى اختلاف النظام الغذائي الذي قد يحتوي على مواد كثيرة منها الكحوليات التي قد تؤدي في النهاية الىخلل في بكتيريا القولون والتي تعمل على امتصاص مواد مشابهة في التأثير كهرمون الاستيروجين الانثوي,, وأريد التأكيد هنا أنه لايوجد علاقة أكيدة ومثبتة بين تناول حبوب منع الحمل وأورام الثدي.
المرض تغير مع الزمن
* هل كانت أورام الثدي منتشرة قديما أم هي ظاهرة عصرية؟
هذه الأورام قديمة قدم الزمن ولكن قد ينشأ عليها تغيرات عصرية بتغير النمط البيئي، فمن هنا تختلف نسبة الاصابة من جنس إلىآخر ومن عائلة إلى أخرى باختلاف النظام الغذائي واختلاف العادات والتقاليد وما يتبع ذلك من التعرض الجماعي للظروف البيئية المتشابهة من تلوث في البيئة وغيره، اذ اثبتت الدراسات أن العائلات التي تعيش تحت ظروف بيئية متشابهة تكاد تكون الاصابة بينها متشابهة من حيث الاصابة ودرجة الاصابة ونوعية الاورام.
للعنوسة دور
* هل هناك علاقة بين العنوسة وتلك الأورام ؟
نعم هناك علاقة ايجابية بين العنوسة واورام الثدي الخبيثة ، فقد وجد أن لهرمون البروجستير الذي يفرز بمعدل عال أثناء فترة الحمل والرضاعة تأثيرا واقيا لأثداء النساء اللائي يحملن ويلدن ويرضعن أولادهن، كما وجد زيادة في معدل الاصابة بالمرض بين النساء اللائي يتأخر فيهن سن البلوغ أو اللائي تنقطع عنهن الدورة الشهرية في سن مبكر أي أقل من الخامسة والاربعين عاما، وكذلك لدى النساء اللائي لم يتزوجن أو تزوجن بعد سن الثلاثين أو تزوجن ولم ينجبن أو أنجبن عددا قليلا من الاولاد أو لم يرضعن أولادهن بالرضاعة الطبيعية، حيث أثبتت الدراسات أن الرضاعة الطبيعية تحمي ثدي الأنثى من الاصابة بالمرض.
الاكتشاف المبكر مهم
* مانسبة الشفاء من أخطار الثدي الخبيث؟
تعتمد نسبة الشفاء على عوامل كثيرة منها درجة انتشار المرض في الجسم عند اكتشافه كذلك نوع الورم ودرجة نشاطه وسن الانثى المصابة ومكان الاصابة داخل الثدي.
واهم هذه العوامل درجة انتشار المرض داخل الجسم وعادة مايقسم المرض الى أربع درجات من حيث حجم الورم الأولى في الثدي وكذلك مدى انتشاره الى الغدد الليمفاوية سواء تحت الابط أم في اماكن اخرى من الجسم وقد وجد ان يسبة الشفاء من المرض قد تصل الى 84% من الحالات التي يتم علاجها في الدرجة الاولى من المرض في حين أن هذه النسبة تنخفض الى 18% في التعامل مع الحالات المتقدمة مثل الدرجة الرابعة من المرض ، وهنا تظهر أهمية الاكتشاف المبكر للمرض وسرعه البدء في العلاج، وقد نصحت جهات طبية عديدة الأنثى عموما باجراء فحص مبدئي بنفسها بتحسس ثديها لاكتشاف أي تغييرات تطرأ على الثدي وخصوصا اذا تعدت سن الخامسة والثلاثين وبخاصة النساء اللائي لهن قريبات مصابات بالمرض من الدرجة الاولى أو الثانية وأيضا نصحت هذه الجهات للوصول الى نفس النتيجة وهي الاكتشاف المبكر للمرض من خلال عرض كل انثى للكشف الطبي الاشعاعي بعد سن الاربعين وذلك لتحديد نسبة التليف في ثديها ومعرفة أي تغيرات قد تحدث مستقبلا.
كما أوصت هذه الجهات بتكرار الفحص الاشعاعي سنويا بعد سن الخمسين.
* وما الأعراض التي تشعر بها المرأة لكي تتجه الى طبيب الأورام ؟
أي تغيرات تحدث للمرأة وتشعر بها في ثديها مثل الالام أو الثقل أو التغير في حجم الثدي اما في الكبر أو الصغر أو الشكل أو الاتجاه كل ذلك يجب معه استشارة الطبيب، ونود أن نطمئن النساء بأن معظم هذه الأعراض وخصوصا إذا كانت مصاحبة مع قرب نزول الطمث لديها فإن هذه الأعراض عادة حميدة ولكن يجب استشارة الطبيب قبل اهمالها من قبل النساء، ويجب أن نشير أن معظم الاورام الخبيثة تكتشف صدفة من قبل المرأة أو أثناء الكشف الدوري العام ولايصاحبها عادة أي آلام وهنا تكمن الخطورة لأنه غالبا ماتتجاهل المرأة الأمر إما إهمالا لعدم وجود آلام مصاحبة وإما خوفا مما قد يحدث في المستقبل,
العلاج في تطور
* هل هناك تطورات جديدة في علاج أورام الثدي؟
هناك تطور,, ففي السابق كانت الطريقة في العلاج هي الاستئصال الكامل للثدي وما يحتويه من أورام بل يمتد الاستئصال الى ماتحت الثدي من عضلات وأيضا الحفرة الابطية وتفريغها من الغدد الليمفاوية والدهون وقد يزيد بعض الاطباء من رقعة الاستئصال لتشمل الغدد الليمفاوية الى ماتحت القفص الصدري ولكن في الوقت الحاضر تغيرت طريقة العلاج فاذا كان حجم الورم أقل من 3 سم فإنه يكون عادة بالاستئصال الجزئي للورم دون المساس بالثدي مع استئصال الغدد الليمفاوية تحت الإبطية ثم تحليل هذه الغدد لاكتشاف اصابتها بالخلايا الخبيثة وفي حالة الايجاب تعرض هذه المنطقة الى الاشعة العميقة، أما الاورام التي يزيد حجمها عن3سم فهنا ينصح باستئصال الثدي مع الورم مع عمل ثدي تجميلي بدلا من الثدي المستأصل وذلك بوضع ثدي صناعي مكانه أو بتفصيل ثدي طبيعي من الأنسجة المجاورة باستخدام عضلة البطن أو عضلة الكتف في نفس توقيت عملية الاستئصال أو بعد العملية بثلاثة شهور, أما الغدد الليمفاوية التي يثبت اصابتها بالسرطان فإنها تعطى بعد العملية مادة الثاموكسافين خمس سنوات وخصوصا اذا كانت المرأة لاتزال عندها الدورة الشهرية وذلك كمادة مثبطة لعمل هرمون الاستيروجين الانثوي وربما ايضا لتأثيرها الايجابي في نشاط الخلايا الخبيثة.
|
|
|