* كتب - المحرر التشكيلي
في كل معرض يقام تحت إشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو جمعية الثقافة والفنون تبرز أمامنا أسماء لامعة ومتميزة بانتاجها التشكيلي وتقدم بشكل قوي وواثق الخطى نحو الحضور والانضمام لمن أصبح لهم مكانة في هذا الفن - وهذه الأسماء او تلك الأعمال التي تحمل امضاءات شابة لفنانين شباب أو فنانات يجعلنا نتوقف أمامها احتراما وتقديرا نظرا لجمال وقوة واستمرارية تقدم هؤلاء نحو النجاح,, وهذا الحكم لم يأت جذافا أو وليد لحظة بقدر ما جاء نتيجة لمتابعة مستمرة لكل معرض ومحاولة متابعة كل عمل نرى فيه سمات التميز وصفات البحث عن الخبرات ومحاولات الابداع البعيدة عن مسار التوجيه الأكاديمي والاعتماد على مختزل جاد وجيد عائد لثقافة أولئك الشباب وسعيهم لاكتشاف أسرار هذا الفن وتقنياته ومحاولة البعد عن التقليد أو التبعية التي بلينا بها في أغلب أعمال الفنانين طوال الفترة الماضية وما زلنا نصطدم بالبقية الباقية.
أعود لتلك الأسماء ويسعدني أن أقدم عبر هذه الصفحة التي عودناكم عبرها بأن نستعرض بين فترة وأخرى ما يستحق التقديم، فمن هؤلاء الواعدين الفنان وليد الطويرقي والفنان محمد السديري والفنان عبدالوهاب محسن، وهؤلاء يحملون بكالوريوس التربية الفنية من جامعة الملك سعود ويساهمون في أغلب المعارض ويحققون مستويات متقدمة حصدوا عبرها جوائز وشهادات تقدير نتيجة لتميز عطاءاتهم التشكيلية.
ولكل من هؤلاء الفنانين الشباب توجه أو أسلوب يمارسون عبره ابداعهم وتوهجهم الجميل بدماء جديدة ستضيف وتضفي على الفن التشيكلي المحلي تنوعا داعما ومؤشرا لاستمرارية التفوق كما هو الآن.
وحينا تطل على ابداعات هؤلاء الشباب نجد الفنان وليد الطويرقي بالأمس الرمز أو يداعب السريالية بحذر مع أن ما يقدمه كان رائعا ومؤكدا على قدراته، وهنا استطاع أن يضع بهذا التصرف شكلا خاصا أو أسلوبا ذاتيا سيكون له شأن في قادم الأيام.
أما الفنان محمد السديري فقد أدهش الكثير بتعامله الواقعي وتسجيله للشكل والمضمون وأبدع في إظهار قدراته التقنية مستلهما الكثير من المؤثرات إن كانت إنسانية أو من الطبيعة ويأتي أيضا الفنان عبدالوهاب محسن برمزيته الصرفة الآتية من وجدان مفعم بالإحساس المرهف تجاه المعنى,, وقدم أعماله بإيحاءات تنم عن بعد نظر إبداعي, هؤلاء نموذج سعدنا بتقديمه وسيكون لنا أيضا موعد قادم مع نماذج جديدة تبنت في مساحات الفن التشكيلي أزاهير يانعة ومثمرة.
|