* تحقيق : عبدالله عايض المقاطي
عبّر عدد من سكان واهالي عشيرة الواقعة على بعد 60 كيلو شمال الطائف عن استيائهم من متعهد الكهرباء هناك وذلك بسبب غلاء وارتفاع رسوم الاشتراك الشهري وكذلك كثرة اعطال وانقطاع الكهرباء عنهم وحاجتهم الماسة لايصال الكهرباء العمومية لهم.
(الجزيرة) قامت بجولة في عشيرة والتقت بالعديد من اهاليها والقرى المجاورة لها وخرجت بالتحقيق التالي:
في بداية الجولة التقينا بالشيخ محمد بن حمود المقاطي فأشار الى ان عشيرة من اقدم المراكز المجاورة لمحافظة الطائف والاقرب كذلك اذ لاتبعد سوى 60 كيلو متراً وهي معروفة منذ عهد مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز حيث كان يتخذ منها استراحة له وهو في طريقه من نجد الى الحجاز عبر طريقه الذي مازال قائما حتى الآن, واضاف ان اهالي عشيرة يعانون اشد المعاناة من متعهد الكهرباء وذلك بسبب كثرة اعطال المولدات الخاصة به وخاصة عند هطول الامطار وكذلك تلف العديد والعديد من الاجهزة الكهربائية المنزلية نظراً لعدم ثبات قوة التيار الكهربائي الصادر من المولدات الكهربائية الخاصة بالمتعهد.
وعبر عن امله ورجائه من الله ثم من المسئولين في ايصال الطاقة الكهربائية لعشيرة في القريب العاجل.
كما التقينا بالمواطن عواض معيض المقاطي الذي قال ان رسوم الاشتراك الشهري في كهرباء المتعهد مرتفعة حيث تتراوح من 250 ريالا في عشيرة الى 350 ريالا شهريا في القرى المجاورة لعشيرة اما رسوم إدخال الكهرباء لاول مرة فهي 2500 ريال.
واضاف ان العديد من سكان عشيرة والقرى المجاورة لها لا يستطيعون تحمل هذه النفقات المالية الباهظة وان الاهالي مجبرون ومرغمون على الاشتراك في كهرباء المتعهد نظرا لحاجتهم الماسة للطاقة الكهربائية التي لا يستطيع احد ان يستغني عنها في هذا العصر.
أبراج بدون كهرباء
وفي موقع آخر في عشيرة التقينا بالمواطن ساطي مزعل المقاطي والمواطن عيد مفرس المقاطي اللذين اوضحا انه منذ ثلاثة اعوام قامت الشركة السعودية للكهرباء بالمنطقة الغربية بايصال ابراج الضغط العالي من منطقة السيل الكبير الى عشيرة وهي المرحلة الاولى من مشروع كهرباء عشيرة والقرى المجاورة لها ولكن العمل توقف عند هذا الحد وتساءلا عن اسباب عدم اتمام المشروع ورفع معاناة مواطني هذه المنطقة بسبب عدم وجود كهرباء عمومية تلبي احتياجاتهم من هذه الطاقة الضرورية في هذا العصر وهو عصر الطاقة بأنواعها المختلفة.
معاناة الطلاب
ويقول الطالبان بندر ساطي المقاطي ومشعان حزام المقاطي من مدرسة عشيرة الثانوية ان عدم ايصال الطاقة الكهربائية لمنطقة عشيرة حال دون استفادة مدارس المنطقة من الوسائل التعليمية التي وفرتها وزارة المعارف ورئاسة تعليم البنات التي لا يمكن ان تعمل بدون طاقة كهربائية مثل اجهزة الحاسب الآلي وغيره.
وقالا نرجو من خلال (الجزيرة) من معالي وزير الصناعة والكهرباء د, هاشم عبده يماني الحل العاجل لهذه المشكلة وتقدير ظروف طلاب وطالبات المنطقة وذلك باتمام ما تبقى من المشروع الذي لم يتبق منه سوى بناء محطة التوزيع وتمديد الشبكة للتوزيع الداخلي وقالا بالرغم من عدم ايصال العديد من الخدمات الاخرى لعشيرة مثل الهاتف والماء وغيره الا ان الطاقة الكهربائية تبقى دائما هي المطلب الاول والاهم لأي منطقة على الاطلاق نظرا لانها تعتبر عصب الحياة في هذا الزمن.
وبعد تسجيل عدة لقاءات مع عدد من اهالي عشيرة توجهت (الجزيرة) الى عدد من القرى المجاورة لها والتقينا بالعديد من اهالي هذه القرى.
ففي قرية (العينية) التقينا بالمواطن خالد بن عبدالله المقاطي الذي ذكر ان قرية (العينية) تبعد عن عشيرة مسافة 10 كيلو الى الغرب وتبعد عن محافظة الطائف مسافة 35 كيلو وتحدث عن معاناة اهالي قرية العينية من متعهد الكهرباء حيث يتقاضى شهريا من كل مواطن عن المنزل الواحد مبلغ 350 ريالاً شهريا دون وجود عداد.
واضاف يقول بالرغم من ارتفاع الرسوم الشهرية لهذه الكهرباء الا ان التيار الكهربائي يصل الى منازلهم ضعيفا للغاية ويسبب مشاكل عديدة في منازلهم مثل اتلاف الاجهزة الكهربائية والاعطال الدائمة.
ويقول المواطن خالد انه طالب في الثانوية ولا يستطيع هو وجميع زملائه في هذه القرية استذكار دروسهم ليلا بسبب عدم كفاية كهرباء مولدات متعهد المنطقة لانارة منازلهم بشكل كافي وطالب شركة الكهرباء كافٍ المنطقة الغربية اخذ وضعه ووضع الكثير من زملائه من اهالي المنطقة في الاعتبار وايصال الكهرباء العامة في القريب العاجل ان شاء الله.
الشعرية تعاني ايضا
وعن قرية (الشعرية) يقول المواطن ضحيان العتيبي ان قرية الشعرية تبعد عن (عشيرة) 5 كيلو متر فقط وبها العديد من المزارع والنموذجية بالاضافة الى الكثافة السكانية وذكر ان متعهد قريته هو نفس متعهد عشيرة ويتقاضى من كل منزل شهريا 350 ريالاً مما سبب ارهاقا ماليا على اهالي هذه القرية والقرى المجاورة لها واشار الى ان اجمالي عدد المنازل المشتركة في هذه المؤسسة الخاصة للكهرباء في عشيرة وضواحيها اكثر من 1000 الف منزل.
ودخل هذه المؤسسة شهريا اكثر من 300,000 ثلاثة مائة الف ريال وتمنى المواطن من شركة كهرباء الغربية ايصال الخدمة العمومية من الطاقة الكهربائية لقريته والقرى المجاورة لها والاستفادة من هذه المبالغ الهائلة.
وقال انه مقارنة بما يدفعه المواطن شهريا من رسوم عالية فان الخدمة التي يقدمها المتعهد لا تفي بالغرض المطلوب ولا تلبي احتياجات المواطنين كاملة, حتى اصبح العيش في هذه المنطقة صعبا للغاية مما تسبب في هجرة العديد من الاهالي للمدن المجاورة.
وبعد جولة في عشيرة والقرى المجاورة لها توجهنا الى مركز المحاني الذي يبعد عن عشيرة مسافة 102 كيلو متر شمالا وهناك التقينا بالمواطن نافع ماجد العتيبي وهو من اهالي المحاني ويعمل محضر مختبر في احدى المدارس واستهل حديثه بشكر الجزيرة على زيارتها للمحاني وقال ان هذا دليل على حرص الجزيرة على الوصول لكل مواطن في اي موقع في هذا الوطن الغالي.
وحول الكهرباء يقول انه في العام الماضي قام محافظ المؤسسة العامة للكهرباء المهندس فهيد الشريف بزيارة للمحاني مرورا بعشيرة ووقف على المنطقة وشاهد الكثافة السكانية والقرى العديدة وقال ان المهندس الشريف اكد انه سيتم ايصال الكهرباء للمحاني بعد اكتمال مشروع كهرباء عشيرة.
واضاف المواطن نافع القول لكن الملاحظ الآن ان مشروع كهرباء عشيرة متوقف منذ ثلاثة اعوام واعاد الى الاذهان معاناة اهالي المحاني عندما تنقطع كهرباء متعهد الكهرباء بسبب الامطار او الرياح الشديدة, هذا بالاضافة الى الرسوم الشهرية العالية والازعاج والتلوث البيئي الناتج عن مولدات كهرباء مؤسسة الكهرباء الخاصة في المنطقة.
وبيّن ان هناك العديد من القرى المجاورة للمحاني مثل قرية الفراع، قرية الحفائر، قرية دغبج وغيرها.
وفي ختام حديثه تمنى المواطن نافع من المهندس فهيد الشريف ان يتذكر زيارته للمحاني في العام الماضي وما وعد به اهاليها في تلك الزيارة.
وفي مكان آخر بمركز المحاني عبّر المواطن شباب الشعلي عن امله في ان يتم في القريب العاجل تشغيل محطة كهرباء عشيرة حتى يتم بعد ذلك ايصال الخدمة الى مركز المحاني والمراكز المجاورة له.
واضاف الشعلي يقول ان مركز المحاني به العديد من المراكز والدوائر الحكومية من مركز امارة الى مستوصف الى مدارس بنين وبنات بمراحلها الثلاث بالاضافة الى معهد للمعلمات وكذلك مكتب ارسال برقيات ومكتب بريد ومحكمة شرعية ومكتب للاوقاف.
وفي ختام هذا التحقيق التقينا بالمواطن محمد سيف المقاطي الذي اوضح ان عشيرة وضواحيها والمحاني يمكن إيصال كافة الخدمات لها واولها الكهرباء بسهولة ويسر وذلك للاسباب التالية:
اولا: قربها من محافظة الطايف.
ثانيا: عدم وجود معوقات مثل الجبال او غيرها تحول دون ايصال الخدمات لها.
ثالثا: سهولة تضاريس وطبيعة هذه المنطقة.
رابعا: اقرب نقطة لعشيرة وصلتها الخدمات هي منطقة السيل الكبير، حيث تبعد عن عشيرة مسافة 22 كيلومترا فقط.
واضاف ان الحكومة الرشيدة تسعى دائما الى ايصال كافة الخدمات للمواطن في مكان اقامته اينما كان وتمنى ان تنال منطقة عشيرة وضواحيها نصيبها في القريب العاجل ان شاء الله.
|