Wednesday 16th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 2 ربيع الاول


الزياني,, ودابو و(أبو البنات)
عبد الله الضويحي

تربطني بالأخ العزيز محمد الخنيفر رسام الكاريكاتير في هذه الجريدة علاقة ود ومعرفة قديمة تعززت بعد ان جمعنا بلاط الصحافة في الرياض والجزيرة وتابعت ومازلت رحلته الطويلة عبر الكاريكاتير داخل المملكة وخارجها.
والخنيفر له اسلوبه ورسمه المميز وشخصياته ايضا وأبرزها سلطانة ، والرسالة لديه تحتاج في كثير من الاحيان لروافد معينة لفهمها,, من ابرزها تغير بعض المفاهيم سواء لدى المتلقي او لدى مكونات الرسالة.
يوم امس الاول الاثنين أتحفنا الخنيفر بكاريكاتير عميق المعاني بعيد الدلالات - في نظري - عندما جسّد تلك الشخصية العنترية لدى بعض الرجال وهو يهدد زوجته التي أنجبت له اربع بنات بأنها اذا لم تنجب ابنا فسيكون مصيرها مصير خليل الزياني ودابو.
ولم اكن انوي التعليق على هذا الكاريكاتير كغيره لولا الفهم الخاطىء لدى كثيرين لمضمون الرسالة والذي استقيته من بعض الحوارات حول الكاريكاتير,, ومن خلال جلسة ضمت بعض الزملاء كان محور حديثها,, وأبدى البعض استياءه,, لأن هؤلاء ذهبوا في فهمهم إلى تشبيه الزياني ودابو بالمرأة المغلوبة على امرها,.
شخصياً,, ارى في الكاريكاتير رسالة توعوية ولغة دقيقة,, لا ادري ان كان الخنيفر قصدها بالذات ام انها احد الاهداف,, فهناك ربط بين العنصر الوطني في الحالتين ومدى القناعة به.
وهناك تطبيق لنظرية الإسقاط في علم النفس وهي محاولة رمي الاخطاء على الآخرين للخروج من حالة الخطأ الذاتي.
فكما هو معروف في علم الاجنة ان المرأة لديها الاستعداد لإنجاب الاولاد ذكورا وإناثا وان الرجل مسئول بإرادة الله سبحانه وتعالى عن نوعية الجنين فهو مصدر الذكورة والانوثة.
والمدرب في العملية الكروية ليس المسئول عن تحقيق البطولة وحده,, فهناك ادارة النادي التي يقع عليها عاتق توفير المناخ الملائم لذلك.
والرجل في الكاريكاتير وإدارات الاندية كل منهما حاول البحث عن مبررات لعدم تحقيقه البطولة او الفوز بالكأس الذي هو الابن بالنسبة للرجل,, والبطولة بالنسبة للنادي,, لهذا لجأ الرجل الى تفريغ إسقاطاته على المرأة المسكينة مهدداً إياها بالطلاق,, وقد يكون البديل اجنبية.
والاندية طلّقت الزياني ودابو وخطبت ود الاجانب اعتقاداً بأنهم الافضل والاقدرعلى إنجاب البطولات.
هذه قراءتي الشخصية للكاريكاتير,,
والمشكلة في نظري ان الكاريكاتير يختلف كثيرا في رسالته عن أي رسالة إعلامية اخرى.
فالحوار قابل للمناقشة والاخذ والرد وتوضيح وجهة النظر مباشرة.
والمقالة ايضا بحكم عناصرها ومساحة الخطاب فيها تعطي الفرصة لصاحبها لقول مايريد ووضع التصورات والمبررات.
اما الكاريكاتير فهو رسالة مختصرة ذات مضمون غير معلن في كثير من الاحيان ويبقى لكل متلقٍ اسلوبه ووجهة نظره في فهمه لهذه الرسالة على طريقة المتنبي.
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر القوم جراها ويختصم
ومن هنا فإن المشكلة ايضا في فهم المتلقي للرسالة الكاريكاتيرية,, الذي يعتمد على ثقافة واسعة لديه,, وقدرة على إدراك المعاني والابعاد.
والمشكلة ايضا ان كثيرا من المتلقين هم من هذه النوعية ومن هنا تقع المسئولية على عاتق القياديين في الصحف او رسامي الكاريكاتير في بعض الاحيان وليس جميعها,, والتي تتطلب مثل ذلك,, ان يسعى لتوضيح المفهوم بلغة لاتخل بالمضمون وتخرج بالكاريكاتير او الرسالة الإعلامية عموما عن هدفها وطبيعتها.
بقي نقطتان مهمتان:
الأولى:
ان ذلك الكاريكاتير لايمكن بأي حال من الاحوال ان يقلل من مكانة خليل الزياني او أمين دابو,, فهما قدرات وطنية مؤهلة ومعروفة,, واذكر ان الخنيفر أشاد بالزياني عقب أمم آسيا 84 والتأهل للاولمبياد وأعرف أن الخنيفر صاحب فكر راقٍ لايمكن ان يذهب لما ذهب اليه البعض.
وأن مكانة خليل ودابو محفوظة وهذا ما يجب ان يدركه المتلقي.
الثانية:
ان للمرأة ايضا تقديرها وقيمتها وأن ذلك لايمكن ابدا ان يقلل من هذه القيمة، بل هو انتصار لها امام نوعية من الأزواج او البشر محدودة التفكير في التعامل مع القضايا العامة والخاصة.
والله من وراء القصد.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved