* نجران - صالح آل ذيبة
بينما كانت الجزيرة تتسوق في احد المراكز الكبرى لبيع الملابس الجاهزة بالفيصلية في منطقة نجران كانت هناك حركة غير عادية في هذا المحل ولفت نظرنا تجمهر حول مكتب مدير المحل وعندما سألنا علمنا بوجود طفلة عمرها حوالي 3 سنوات دخلت مع اسرتها المحل وبعد قليل بدأت الطفلة تصرخ وتبحث عن والدها ووالدتها واخوانها وقام مدير المحل بالبحث عن الاسرة داخل المحل الكبير ويسأل كل من يقابله عن هذه الطفلة دون جدوى وظن صاحب المحل بأن اهل الطفلة قد قصدوا محلاً اخر للتسوق فقام بأخذ الطفلة والبحث في المحلات المجاورة وبعد ان يئس عاد للمحل بصحبة الطفلة وابلغ الدوريات الامنية وعلى الفور حضرت الدوريات للمحل وحاولت استجواب الطفلة ولكنها لم تحصل منها سوى على اسم الاب فقط وبالصدفة كان هناك عدد من المدرسين من احدى الدول العربية استفسروا عن الامر فلما علموا باسم والدها اكدوا معرفتهم بالاب وقرب الشبه بين البنت ووالدها ولان والدها لا يملك هاتفاً او نداء آلياً ذهبوا إلى منزله في حي الفهد وطرقوا الباب لمدة طويلة ولم يكن بالمنزل احد عندها طرقوا باب الجار الذي هرع معهم للمحل مكان وجود الطفلة وأكد لرجال الامن ان هذه البنت فعلا بنت جاره ولكن جاره غير متواجد ولا يدري اين قصد ولان دوام المحل قد انتهى ويجب اغلاقه حاول الجار اخذ الطفلة معه في سيارته عقب تسليم اقامته للدوريات ليصطحبهم لمنزل والدها ولكن البنت رفضت الركوب معه او حتى مع الدوريات وعلا بكاؤها ولم تمانع الركوب مع مدير المحل الذي اخذها في سيارته وكانت سيارتا الجار والدوريات امامه حتى الوصول للمنزل الذي كان لا يزال خاليا من اهله حتى الساعة 12 مساء وكانت الدوريات الامنية تقف امام منزل أهل الطفلة والطفلة لدى جارتها, وتلقت الدوريات بلاغاً من والد الطفلة عن فقدان طفلته وتم اشعاره فورا بأن طفلته تنتظره امام منزله,, وعند وصوله للمنزل وخروج طفلته من بيت الجيران كان الموقف صعباً جدا على كافة افراد الاسرة والحضور حيث عانق الاب ابنته وعانق باقي افراد الاسرة ابنتهم واجهش الجميع بالبكاء وقامت الدوريات الامنية بتسليم الطفلة لوالدها بموجب محضر رسمي وقعه الوالد.
الجزيرة اجرت لقاء مع والد الطفلة (رهام 3 سنوات) الاستاذ (ح,ح) الذي قال: خرجت لشراء بعض الحاجيات والهدايا للاهل والاصدقاء ووصلنا لهذا المركز للملابس الجاهزة في حوالي الساعة 9,30 وبعد شراء بعض الحاجيات غادرنا المحل لحي الفهد لتوديع احد الاخوة المسافرين قبلنا وبدون علمنا بوجود الطفلة معنا ام لا ووصلنا بيت هذا الزميل الذي كان يكتظ ببعض الزملاء وعائلاتهم واطفالهم واخذنا عنده وقتاً طويلاً وعند مغادرتنا لمنزل هذا الزميل في حدود الساعة 11,30 فقدنا الطفلة فعدنا لمنزله مرة اخرى وتم البحث عن الطفلة داخل المنزل وتم البحث عنها بكل دقة في كافة اطراف المنزل وكأننا نبحث عن ابرة داخل كوم من القش دون ان نجد الطفلة وعندها كان الطريق الوحيد امامنا هو ابلاغ الدوريات وقمنا فعلا بإبلاغ احدى الدوريات التي كانت تقف في احد الطرق وعلى الفور قاموا بعمل الاتصال بالجهات المختصة وقام احد الافراد الذي اود ان اقابله مرة اخرى لاقدم له جزيل الشكر مقابل اسلوبه المثالي معي وتهدئتي وطمأنني بأني سأجد ابنتي على الفور وفعلا عقب لحظات طلب مني التوجه لمنزلي مفيدا بأنني سأجد سيارة الشرطة ومعها ابنتي هناك وعندها لم استطع ان اصدق ما قاله لي وتساءلت كيف استدلوا على العنوان وما هي الظروف التي دلتهم على عنواني وكيف استطاعت البنت معرفة المنزل رغم عدم علمها بشيء, ولكن عند وصولي لمنزلي كانت سيارة الدوريات امام المنزل وكانت الطفلة امامي فصدقت ما قاله لي رجل الامن وبهذه المناسبة اوجه شكري لله سبحانه وتعالى ثم لحكومة خادم الحرمين الشريفين ولكل فرد من منسوبي شرطة نجران لما قاموا به من جهد وتفاعل انساني مع موقفي هذا ولما يقدمونه من خدمة جليلة للمواطن والمقيم على حد سواء وعلى امن هذا البلد واستقراره,, حفظ الله هذا البلد الآمن من كل شر وسوء ومكروه.
ولا يفوتني أن اسدي بنصيحة ابوية من والد عانى من هذه التجربة والتي لم تستمر سوى بضع ساعات الا انني لا أستطيع وصف الظروف التي مرت بها كافة الاسرة في هذه الساعات خلال فقدان ابنتنا من حزن وصراخ من والدتها واخوانها واخواتها وانصح كل اب وام ان يتعظ من هذه الواقعة ويحافظ على أبنائه.
|