Wednesday 16th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 2 ربيع الاول


إجراء
العالم كله صومال!!
بدر بن سعود بن محمد آل سعود

صدر خلال الأيام القليلة الماضية متزامنا مع اليوم العالمي للمحيطات عن الصندوق الدولي للحياة الفطرية، تقرير يفيد بأن درجة حرارة الكون تعاني ارتفاعا مطردا وهذا الارتفاع سيؤدي لا محالة لاختلال في دورة الحياة، يمس بشكل مباشر الغذاء والماء، فالزيادة لدرجة واحدة فقط طبقا للتقرير كافية لأن تهجر الطيور مواطنها التي ألفتها مسببة خسائر فادحة تطال الموارد الغذائية ومنها الثروة السمكية إذ إنها لن تسلم مما تنذر به هذه التداعيات، فهي مهددة كذلك بتناقص أعدادها، ويدخل ذلك طبعا ضمن التهديد العام الذي تشترك فيه علاوة على ما سبق ملوثات البيئة الأخرى.
هذا التقرير ومثلما ورد حرفيا: يدق ناقوس الخطر بضرورة الالتفاف الجاد لإيجاد حلول علمية تحظى بقبول عالمي لحل تلك المشكلة، او على أقل تقدير مبادرة حكومات الدول منفردة نحو تبني خطوط عريضة للعلاج ضمن اقاليمها المحلية, فالقضية تخص إنسان الارض بالدرجة الأولى ومخرجاتها تحدد مسألة خطيرة للغاية تطال أبجدياتها الرئيسية محور البقاء أو الإبقاء بعد المشيئة الإلهية، وكهدف واضح لا يقبل التحوير او التبديل اطلاقا, فنحن اذا كنا نهم لمساعدة الجياع عبر العالم وبحس تفرضه علينا دماؤنا العربية ومنطلقاتنا الإنسانية الإسلامية والقومية لا يمكننا بأي حال كان الانتظار مستقبلا لعون يصعب التأكد منه او اختباره فيما لو تعرضنا لذات الموقف,, فالتنافس سيكون حاميا حينها ما بين أيام براميل النفط واسعار السلع الغذائية، ما لم تتفوق الأخيرة ومقدار الطلب يعلل ارتفاع كلفة العرض أليس كذلك؟!, ولا أنسى هنا هواة تكديس الغذاء الفاسد داخل المخازن والمطاعم، والذين سيلحظون رواجا كبيرا لتجارتهم وقتها فلا أهمية لتاريخ الصلاحية ولا تدقيق في جودة المنتج الغذائي، فقط أبحث عما تجد وافتح فمك لتناوله، وعندها ستكتسب بطوننا قوة اضافية كي تهضم المسامير وأكياس النايلون وكل ما يصلح للمضغ, فالوهم سيصبح جزءا مكملا للحقيقة وخدعة الحجارة المغلية بوسط الأواني المتهالكة ستعيد هيبتها وإرثها القديم، وسيضحى العالم كله صومالا، وكلنا عظاماً يكسوها الجلد ولا شيء غيره,, اما الجياع حاليا فسيعدون ضمن الأقوام المنقرضة، وسيستوعب فعل الانقراض السلالات البشرية لتلحق بالحيوان والأحياء المائية والمحاصيل الزراعية,, وربما الحميد الى حد ما رغم التخمين السابق المتشائم هو تخلصنا كأشخاص وجماعات رضوخا لندرة الطعام من عادة التبذير لالتقتير! ومن التذوق باللسان الى الاستمتاع الأنفي بمجرد الرائحة!! ولا شك انها المأساة بعينها ما لم نقم بعمل ما يحفظ لنا أمننا الغذائي كما نأمل لا كما هو الآن، فلا يكفي الحمد دون الحفاظ ولا الرجاء دون الحيطة والحذر,, هل فهمتم؟!.
baderalsaud* hotmail.com
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved