الشاب العازب عندما يترك بيت أهله أوقاتا طويلة خلال اليوم مع زملاء الدراسة والاصدقاء فإنه يعتبر يمر بمرحلة مؤقتة في حياته سوف يتجاوزها, اما الزوج الذي يرتكب هذا الفعل تاركاً زوجته وأطفاله فإنه يمكن ان يُتَّهم في ضميره وفي إنسانيته وفي أخلاقه وفي وعيه لكن السؤال المرّ: ماذا عن الزوجة التي ترتكب هذا الفعل السلبي، ماذا يمكن ان يقال عن امرأة تضع العلاقات الاجتماعية والزميلات والصديقات في المقام الأول قبل بيتها وزوجها وأطفالها، عندما تخرج كل نهار وكل مساء في رحلات مكوكية ومناسبات وسهرات لا معنى لها إلاّ في مفهومها المتخلف للحياة الحديثة، وكله وقت مهدر في مظهريات زائفة ونميمة وادعاء، في الوقت الذي يعاني فيه بيتها وبالذات أطفالها من التهدم الداخلي والنفسي دون ان تشعر بذلك بسبب حال عدم الاستقرار.
الآن في الغرب حالات جادة لعودة الاسرة الى بيتها طمعاً في الاستقرار المفقود، وفي بعض حالات لدينا مازالوا للأسف يظنون وهماً، ان الحياة الحديثة يجب ان تسير بهذه الطريقة المتوترة والفاقدة للقيمة والمعنى.
فهد العتيق