حقيقة لم أسمع أو أقرأ عن بلد يعج بالجمعيات الخيرية كالمملكة العربية السعودية، هذه الحقيقة أفخر بها كسعودي ويفخر كل مسلم وعربي، وأعتقد أن هذه طبيعة الأشياء فالمملكة العربية السعودية هي مهبط الوحي وأرض الرسالة السماوية الخاتمة، منها انبثق النور الذي يهدي الناس إلى عقيدة التوحيد وفيها نزل الوحي حاملا إلى الأرض تعاليم السماء الذي نادى بها محمد صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء وخاتم المرسلين والتي منها الحث على فعل الخير والتعاون على البر والتقوى والحض علىالتراحم والتآزر والتآخي والعطف على المساكين والمحرومين والأخذ بيد الفقراء والمعوزين وذوي الحاجات.
ولما كان ولاة الأمر من ملوك وأمراء في هذا البلد منذ قيام الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بتأسيس وتوحيد المملكة حريصين على تطبيق منهج الله وشريعته الإسلامية السمحة والعمل بكتابة الكريم وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقد انتشر فعل الخير وساد المجتمع كله بل وتنافس فيه المتنافسون بمختلف الفئات، وتبلور شكل هذا الخير في عدد كبير وهائل من الجمعيات الخيرية انتشر في طول البلاد وعرضها يقدم العون والمساعدة للمعوزين والمحتاجين وذوي الحاجات الخاصة من أبناء المجتمع سواء أكانت هذه المساعدات مباشرة أو غير مباشرة، مادية أو عينية.
ولاشك أن لكل من تلك الجمعيات مجلس إدارتها والمشرفين عليهاكما أن لكل منها برنامجها وأسلوبها في العمل الذي يمكنها من تحقيق أهدافها الخيرة ورسالتها النبيلة.
ولكن مالفت نظري وأثار إعجابي ذلك الأسلوب العصري المتطور الذي تمارس به جمعية البر بالمنطقة الشرقية عملها، فمن خلال مشروعها مشاعل الخير وتنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية قامت الجمعية بعمل استبيان من خلال توزيع 600 استمارة على عينات عشوائية من الأسر للتعرف على الانطباعات المختلفة تجاه بعض القضايا ذات الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية التي تهم المجتمع منها الوصول للآراء المتباينة لعمل المرأة السعودية على ضوء تعاليم الإسلام الحنيف ومنها نوعية الوظائف الملائمة التي يرتضيها المجتمع للمرأة ومنها مستويات الدخل المتوقعة من هذه الأعمال ومنها ضرورة وجود مراكز لتدريب المرأة على العمل قبل التحاقها به وأيضا ضرورة إنشاء وسائل لنقل العاملات ودور للحضانة.
ولاشك أن هذا الاستبيان وغيره من وسائل استطلاع آراء الناس في قضاياهم ومشاكلهم وتلمس احتياجاتهم الفعلية سوف تضيء الطريق أمام الجمعية وهي تقوم بتنفيذ مشروعها(مشاعل الخير) وسوف تمكنها من وضع كل ريال من أموال الجمعية في مكانه الصحيح الذي يعود بالفائدة على الأسر المحتاجة.
ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم بالشكر لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية على هذه التوجيهات السديدة والإجراءات العلمية المدروسة كما أتوجه بالشكر لكل القائمين على مشروع جمعية البر بالشرقية
محمد الحماد
رئيس مجموعة البيان القابضة