لم اكن انوي العودة مرة اخرى لقضية الاستاذ علي بادغيش عضو مجلس ادارة الاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيس نادي القادسية الاسبق مع نادي القادسية ومطالبته بميلونين ونصف من الريالات يقول انه صرفها على النادي ابان فترة رئاسته؛ والتي صدر فيها قرار الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالتسديد الفوري لمبلغ نصف مليون من مستحقات النادي لدى الرعاية الاعانة وتقسيط بقية المبلغ على عشر سنوات بواقع مائتي ألف ريال سنوياً.
لم اكن أنوي العودة لأنني كنت أرى في بضعة الاسطر التي طرحتها في منتصف الاسبوع الماضي حول الموضوع نفسه ماهو كافٍ من شخص يقف على الحياد يعطي رؤية شخصية حول قضية مهمة,, وهي اسطر شرفني عضو شرف قادسي بارز بمكالمة هاتفية قال فيها (ان تلك الاسطر اختصرت الكثير,, وعبرت عن كل شيء,, خاصة عند الحديث عن المردود الذي تحقق لبادغيش على المستوى الاقتصادي كرجل اعمال والاجتماعي من خلال رئاسته للقادسية),, وهي امور يدرك بادغيش نفسه بحكم عمله في القطاع الخاص كيف يمكن بناء الاسم التجاري,, وكم يحتاج بند الدعاية والاعلان ثمنا له,!
لم اكن انوي العودة,, بل انني لم اكن أتصور مقدار ردة الفعل التي احدثتها تلك الاسطر وهوما اجبرني على العودة له مرة اخرى,, حيث تلقيت مكالمات عدة من اعضاء شرف بارزين لنادي القادسية وأعضاء بمجلس الادارة وآخرين من محبي النادي والغيورين على سمعة الرياضة في المنطقة.
ولست هنا في مجال الادعاء بالأثر الذي احدثه الموضوع أو غيره,, فالذي يكتب من منطلق حيادي دافعه في ذلك المصلحة العامة,, فإنه لاينتظر التصفيق والاعجاب قدر انتظاره ملامسة مايطرحه للواقع وهموم الآخرين كما ينتظراكثرالنقد والدعم الفكري لإثراء النقاش بما هو مجد ومفيد.
لقد تركزت ردود الفعل على الموضوع والحوارات مع اولئك الاخوة على نقطتين اساسيتين:
الاولى:
انها المرة الاولى في تاريخ الرياضة السعودية التي يطالب فيها رئيس نادٍ ناديه بعد تخليه عن رئاسته بعدة سنوات بمبالغ يرى انه صرفها عليه ابان فترة رئاسته، وبطريقة فرض الامر الواقع.
الثانية:
الاثر السلبي المترتب على ذلك القرار ومدى انعكاسه ليس على نادي القادسية فقط بقدر ما يمتد اثره إلى الرياضة في المنطقة ومن ثم الرياضة السعودية بوجه عام إذ ليس من مصلحة هذه الرياضة ضعف رياضة اي من المناطق وضعف القادسية او غيرها من اندية المنطقة الشرقية سيعود بأثر سلبي عليها إذ ليس من مصلحتها بقاء الاتفاق وحده,, بل ربما أثّر ذلك على الاتفاق نفسه وتأثر هو الآخر لانعدام عنصر المنافسة الشريفة.
ولاشك ان مبلغا كهذا له دوره، وتأثيره في بناء قاعدة او تمويل برنامج معين أو غير ذلك من مستلزمات البقاء للنادي، وهو ماسنأتي على الحديث عنه بعد قليل.
يقول احد الاخوة الاعزاء الذي اتصل بي عقب ذلك الموضوع ويبدو انه مازال تحت تأثير ردة الفعل.
- القضية يا أخي ليست قضية مليونين ونصف او اكثر,, ولا بادغيش او غيره,, القضية قضية ناد يعيش تحت مستوى الفقر.
ناد مطالب بأن يعيد للرياضة في المنطقة هيبتها وأن يسير مع الركب وهو عاجز عن تأمين قيمة عكازين يتوكأ عليهما لأن قدميه لاتقدران على حمله.
ناد لم يفق بعد من صدمة الديون التي خلفها بادغيش نفسه وادارته ومن تبعه من ادارة اخرى والتي وصلت الى سبعة ملايين اربعة منها في عهد بادغيش.
ناد لم يسدد حتى الآن قيمة ملابس فريقه الذي فاز بكأس آسيا للأندية ابطال الكؤوس وفاتورة اعلان في جريدة غراء لرئيس اعضاء الشرف كل ذلك في عهد بادغيش نفسه!
ناد لم يستطع حتى الآن تكريم ذلك الفريق!!
ناد بعد ان سدد تلك الالتزامات (واقصد ادارة مكلفة),, التي فرضتها عليه اخطاء ادارات سابقة,, وبدأ النهوض فوجىء بطعنة في الخاصرة,, قد تؤدي الى وفاته إذا لم يكن هناك تدخل جراحي عاجل,, وهو لايملك تكاليف اجراء العملية.
يا أخي الكريم - ويستمر محدثي قائلا - في عهد بادغيش هناك,,,.
- تركت صاحبنا يتحدث على سجيته وبحماسه ولم انشر بقية حديثه لأنه - في نظري - لا يخدم القضية,, وهو اشبه مايكون بأمور شخصية بين الطرفين,, وقلت له بعد ان فرغ من حديثه,.
- انني هنا لايهمني من هو (بادغيش) ولا (نادي القادسية) وماتشير اليه في بعضه امور اسمعها من باب العلم فقط,, ولا ارى ان التطرق اليها يخدم المصلحة العامة,, فحلها بيد الجهات الرسمية.
والحقيقة ان موضوعا كهذا يجب ان يطرح بجدية اكثر وأن يناقش بوحي من المصلحة العامة.
فمن غير المقبول ان نحمل ادارة مكلفة وزر ادارات سابقة.
ومن الصعب ان نطالب ادارة مكلفة وصدر قرار بتمديد التكليف بالانتاجية والتخطيط والنجاح في ظل قطع الامدادات عنها:
(ألقاه في اليم مكتوفا وقال له اياك اياك ان تبتل بالماء) |
ان اقتطاع مبلغ كهذا,, وبصورة سنوية هو نوع من الاستنزاف في ظل شح موارد النادي بحكم الوضع الذي يعيشه,, ومن ثم فإن له تأثيره الكبير على عملية البناء والتخطيط للمستقبل.
وهذا يفترض ايجاد حل عاجل لمثل هذه القضية ايا كان حتى لو كان على حساب بعض التنازلات من بعض الاطراف لمصلحة القادسية,, ولا اعتقد ان شخصا مثل بادغيش سيستفيد بالفعل من مبلغ كهذا يأتيه على مدى عشر سنوات وهو ادرى بما اعنيه.
لكنني في النهاية اخلص إلى نقطتين اساسيتين:
الاولى:
انني احترم علي بادغيش كشخص وأرجو ألا يخرج الموضوع عن حجمه الطبيعي وأن نتعامل معه كقضية بين رئيس ناد,, وبين ناديه,, بعيداً عن الاسماء,, والاشخاص,, ومن خلال معادلة متوازنة تحكم العلاقة بين الرئيس وبين النادي,.
معادلة الاخذ والعطاء,.
معادلة من المؤكد انالمادة لاتكون طرفيها,!!
لقد مر على انديتنا السعودية نماذج مشرفة من رؤساء وأعضاء شرف كانت مثالا للتضحية دون منة,, او ادعاء فضل سواء بجهدهم أو مالهم.
- الأمير عبد الله الفيصل والأمير محمد العبد الله الفيصل وكذلك الأمير خالد بن عبد الله وغيرهم في النادي الاهلي.
- الامير طلال بن منصور الذي دفع مايزيد على خمسة وأربعين مليون ريال في احد المواسم بنادي الاتحاد.
- الأمير عبد الرحمن بن سعود وماقدمه لنادي النصر على مدى خمسة وثلاثين عاماً,.
- الامير خالد بن سعد الشباب ، عبدالله بن سعد يرحمه الله في نادي الهلال.
- عبد الرحمن بن سعيد.
- صالح الواصل في النجمة وماجد الحكير في الرياض.
وغيرهم من اسماء معروفة ارجو المعذرة في نسيانهم.
وهناك اعضاء شرف بارزون: تركي بن عبد العزيز، خالد بن سلطان، فهد بن سلطان، الوليد بن طلال، خالد بن طلال، عبد الرحمن بن تركي,, وغيرهم ايضا الكثير مما لاتحضرني اسماؤهم او ممن لايحبون البروز.
ولماذا نذهب بعيدا عن نادي القادسية وهو صلب القضية فهذا احمد الزامل وحسب ما أكد لي مصدر مقرب من النادي قد صرف مايزيد على عشرين مليون ريال على نادي القادسية على مدى عشرين سنة,, هذا عدا قدرته على تأمين كافة متطلبات النادي وتوفير الدعم له من اعضاء الشرف,, ومع ذلك لم نر احمد الزامل يظهر على اعمدة الصحف ليقول عن نفسه ذلك,, او حتى لمجرد الظهور الاعلامي.
كل اولئك نماذج مشرفة للبذل والعطاء والتضحية وإدراك معنى المعادلة التي تحكم العضو وناديه.
الثانية:
انني اضع الامر هنا بين يدي صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الاولمبية السعودية وسمو نائبه الامير سلطان بن فهد بن عبد العزيز من منطلق المصلحة العامة,, وهما خير من يدرك ذلك, وأكثر من الجميع حرصا على تحقيقها,, وإدراكا لأبعاد اي قرار يتم اتخاذه,, وذلك بالنظر في هذ الموضوع من تلك المنطلقات,, وإعادة النظر في القرار بما يحفظ للجميع حقوقهم,, او بالغائه - وهذا افضل وأكثر تحقيقا للصالح العام - في نظري خصوصا إذا ادركنا الفائدة المتحققة للطرفين من ذلك الدعم,, ومدى توازن المعادلة بينهما - كما اشرت - انطلاقا من نوعية العمل في الاندية والمبادىء والأسس التي يسير عليها ومايترتب عليها من تحقيق للذات وخدمة للمجتمع.
والله من وراء القصد.