عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
تابعنا ظهور نتائج الثانوية العامة في الصحف، وتعقيباً على هذا الموضوع اقول انه من المتعارف عليه لدى الجامعات والكليات والمعاهد ونحوها ان تنظر في المجموع الكلي ونسبة النجاح للصف الثالث الثانوي وذلك كمعيار للتنافس والقبول وتحديد المستوى العلمي للطالب ولاشك في هذا لكنه ليس على اطلاقه.
فالمعدل في الصف الثالث الثانوي لايعتبر مؤشراً صحيحاً وحقيقياً للطالب لان الطالب المهمل بذل اضعاف جهده في هذه السنة ليحصل على معدل يقبل فيه في الجامعات، وقد لاحظت الجامعات ذلك اذ وجدت تباينا بين المعدل وبين المستوى العلمي للطالب وقد احسنت صنعاً جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عندما اجرت اختبار قبول لمن يرغب في الدراسة لديها.
فالطالب مع الاسف لايلقي بالاً للدراسة الا في الصف الثالث الثانوي فترى الكثيرين لايهتمون ذلك الاهتمام بحجة ان المعدل في اي سنة لاقيمة له البتة وانه حين نكون في الصف الثالث الثانوي سنجد ونكرس الجهد والطاقة كي نحصل علىمعدل جيد ترضاه الجامعات والكليات فكان من جراء ذلك ان اضاع الطلاب الفرصة من ايديهم لانهم لما وصلوا الى الصف الثالث الثانوي اذا بهم يعانون من ضعف في الاساسيات ولم يكونوا تعودوا الجد والاجتهاد بقوة ونشاط وماذا لوكان المعدل يؤخذ من متوسط الصف الاول والثاني والثالث في المرحلة الثانوية؟ سيكون هذا المعيار اقرب الى الصحة من المعيار الحالي، وسيكون تحصيل الطلاب افضل بكثير من واقعهم لانهم جدوا واجتهدوا في ثلاث سنوات، ثم ان الطالب اعتاد الجد والاجتهاد فلم يلاق صعوبة ومللاً في الصف الثالث الثانوي وفي حالة تطبيق هذا الاجراء سيقود الى اعادة النظر في واقع المناهج العلمية وبالذات في الصف الاول الثانوي الذي يتعثر الطالب فيه اكثر من غيره وسيركز على نوعية اسئلة الاختبارات في الصف الاول والثاني الثانوي حتى لايظلم الطالب بالصعوبة ولايضيع معيار النسبة بالهولة ناهيك من ان الطالب سيخطط لمستقبله في وقت مبكر وسيكون قراره اكثر تناسباً مع ميوله اذ انه كان محصلة لتفكير ومشاورة ثلاث سنوات.
وسيترتب على ذلك,, ايضاً- الانضباط السلوكي لبعض الطلاب المشاغبين والانضباط الحضوري لمن ادمنوا التأخر الصباحي والغياب اليومي اذ ان درجة السلوك والمواظبة لها قيمتها واهميتها,, والله الموفق.