عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعقيباً على مقال الاخ عبدالعزيز اليوسف جزاه الله خيراً على تعقيبه,, فقد كنت احس ان تعقيبي كان ناقصاً، وأفيده اولاً ان العنوان ليس من وضعي انما هو اجتهاد من المحرر لم اكن اقصد معناه وهناك غلطة ربما كانت مطبعية وهي كلمة ابدت واظهرت والتي تفيد التعمد بينما كانت الكلمة كما كتبناها بدت وظهرت وهي تفيد عدم القصد.
وقد كثر في التعقيبات تشبيه الشباب والفتيات بالصقور والحبارى، البوم، البغاث، الديك، الدجاج، القط .
وكلها تشبيهات تجعلهم في مصاف الحيوانات غير المكلفة وغير المسئولة عن تصرفاتها ثم انني لم ابرر في اي جزء من ذلك التعقيب ماتفعله الفتيات في الاسواق بل ذكرت ان المرأة مأمورة بالستر والقرار في البيت,, والانسان ذكر وانثى ليس حيواناً انما هو انسان مكرم بالعقل الذي هو محل التكليف,, وهو المسئول عن تصرفاته التي سيجازى عليها اولاً امام ربه ثم مجتمعه الذي يجب ان يحرص على سلامته من المنكرات.
إن غض البصر وسيلة لتزكية النفس,, امر الله به الرجل قبل ان يأمر به المرأة ويزيدها بأمر عدم ابداء الزينة يقول الله تعالى في سورة النور قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما يصنعون (30) سورة النور.
وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولايبدين زينتهن الا ماظهر منها، وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولايبدين زينتهن الا لبعولتهن او آبائهن,,, الخ (31)النور فغض البصر عما حرم الله مأمور به الرجل والمرأة,, واذا وقع البصر من غير قصد علىماحرم الله فالواجب صرفه سريعا,, فعن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قالسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة فامرني ان اصرف بصري .
ويقول صلى الله عليه وسلم اياكم والجلوس في الطرقات,, قالوا يارسول الله لابد لنا من مجالسنا نتحدث فيها,, فقال صلى الله عليه وسلم ان أبيتم فأعطوا الطريق حقه,, قالوا وماحق الطريق يارسول الله قال غض البصر، وكف الاذى، ورد السلام، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
ويقول صلى الله عليه وسلم مامن مسلم ينظر الى محاسن امرأة ثم يغض بصره الا اخلف الله له عبادةيجد حلاوتها .
فغض البصر عماحرم الله يطهر القلب وينقي الدين,, ويقال من حفظ بصره اورثه الله نوراً في بصيرته,, فما الذي يستفيده اولئك الذين يطلقون لعيونهم العنان غير الشقاء والتعب وعدم احترام الذات والضياع وقلة الطمأنينة؟! فالنظر الى ماحرم الله يصيب القلب بسهم مسموم فاذا مرض القلب مرضت بقية الجوارح نسأل الله للجميع السلامة والعافية , والحجاب تكريم للمرأة وصيانة لها ولمجتمعها وهو امانة في عنقها والتفريط فيه يعرض المرأة والمجتمع للكوارث والنقم نسأل الله لنا ولبلادنا السلامة والعافية اما تلك التي استعطرت وخرجت كاسية عارية فنذكرها بقول الرسول صلى الله عليه وسلم اذا استعطرت المرأة فخرجت على القوم ليجدوا ريحها فهي كذا وكذايعني زانية ونذكرها بقوله صلى الله عليه وسلم صنفان من اهل النار لم ارهما بعد,, نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنة البخت المائلة لايدخلن الجنة ولايجدن ريحها، ورجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس .
ثم ان دور الهيئة لاينكر ولكن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس مقصوراً على رجال الحسبة , يقول تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر 71التوبة, وانكار المنكر يكون لرجاء ثواب الله او الخوف من عقابه او غضباً لله او نصيحة للمؤمنين ورحمة بهم من ان يتعرضوا لعقوبة الله في الدنيا والآخرة, واجلالاً لله ومحبة له وطاعة,.
ومجمل ماسبق ان الحل للقضاء على تلك الظاهرة يكمن في غض البصر والتزام المرأة بالحجاب والامر بالمعروف والنهي عن المنكر, نسأل الله الهداية والله من وراء القصد.