عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان توجيه الانسان الوجهة الصحيحة واحد من ابرز مقتضيات مسيرة البناء والتنمية التي يراد لنا ان نصل اليها,, فتوافق البناء الروحي والمادي مطلب حيوي في هذا المجال وهما خطان لابد ان يستمرا في السير افقيا بنفس القوة والبعد,, وتتملكنا الدهشة عندما نرى شاباً يتجول في الطرقات لابساً بنطلوناً ضيقاً,, وقميصاً مزركشاً والساعة في يده اليمنى على الموضة,, نقول نندهش لانه قد يكون صائعاً لاضائعاً اوهائماً على وجهه لم يعرف طريق الهداية ولم يختلط بمواقع الفكر والثقافة!! ولكننا نصعق عندما نراه يدخل الجامعة,, حاملاً كتبه وآماله الكبيرة للمستقبل!! إذ كيف يمكن لهذا المنفلت ان يدخل الرحاب الجامعية ولماذا يحسب علينا طالب علم؟ حقيقة اننا أمام معادلة صعبة,, فإما ان ندعه يرتع في غيه,, وتيهه الهابط واما ان نقسو عليه ونفقده كقدرة انسانية نحرص ان نستفيد من جهدها,, في مثل هذه الحالة الملامة تطال البيت الذي قدم لنا هذه النوعية ولم يرعها بالتربية كما ينبغي,, ولعلنا نقف اضطراراً امام كثير من الاسئلة العفوية: هل اصبحت التربية حكرأً على المؤسسات التعليمية؟!! ولماذا تنصلت بعض الاسر من مسئولياتها التربوية تجاه ابنائها,, وهل اصبح دور البيت يقتصر على الانجاب,, فالانجاب ليس المشكلة,, فهمنا أن ننجب ونربي معاً,, ان نتعهد بدورنا (بالرعاية والمتابعة) تماماً كما يفعل الفلاح في مزرعته وإلاضاع الربح ورأس المال ايضاً!! فالحياة الجديدة بما فيها من زخرف ورفاه,, ورغد عيش ليست المسئول الاول عن كل ماحدث ويحدث,, كما يتوهم البعض عندما يضعونها مشجباً يعلقون عليها كل تبعات اخطائهم في ميدان التربية,, ومادام الامر كذلك فإن المهم ان نراعي الامور التربوية قبل غيرها وان نجعلها على رأس اهتماماتنا قبل ان نعطي الابن السيارة الفارهة,, والدراهم الكثيرة,, والملابس الفاخرة ودور البيت في هذه الحالة ركن من اركان قيام المهمة وتداعي هذا الركن فيه مضرة بكل خطوات بناء الانسان التي نطمع ان نصل اليها.
انها دعوة صادقة لكل الاسر,, بان تعي مسئولياتها ا لتربوية,, وان تظل امينة على مهمتها,, فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .