Tuesday 15th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 1 ربيع الاول


من المحرر
الرئاسة,, دائماً!!

عندما نطرح موضوع الصفحة الرئيسي لهذا الاسبوع عن الرئاسة العامة لتعليم البنات، فإننا ننطلق من قناعات ثابتة لا تعتمد على الاجتهاد أو الحدس أو التخمين!.
ان ما يثار من موضوعات وآراء وقضايا تنشر في الصحف المحلية وتدور حول الرئاسة العامة لتعليم البنات قد تفتقد الى الدقة وتنحو جانب العاطفة احايين كثيرة!.
أنا لا أقف هنا مدافعا عن الرئاسة أو محاولا تلمس الأساليب للدفاع عنها بل لإيضاح حقيقة قد تغيب عن البعض ممن يتعاملون مع هذا المرفق الحيوي الهام.
ان أي جهاز حكومي يرتبط مباشرة بالجمهور كثيرا ما يكون عرضة للنقد والرئاسة العامة لتعليم البنات احد تلك الأجهزة التي لا تخلو صحيفة يومية من ملاحظة أو نقد أو رأي موجهة للرئاسة.
اتمنى ألا يفهم البعض انني ضد كل من يقدم اقتراحا أو يبدي وجهة نظر قد تفيد في تطور تقديم الخدمة، واحسب ان المسؤولين في الرئاسة أكثر حرصا في تلمس كل ما من شأنه تطوير الأداء والدفع به الى الأمام.
لقد سبق ان كتبت عن الرئاسة ويعلم المسؤولون فيها أنني تناولت اكثر من مرة أكثر من ملاحظة على بعض الخدمات المقدمة وضرورة تطويرها.
إلا إنني اليوم أحاول تسليط الضوء على بعض الجوانب التي تكون الرئاسة العامة لتعليم البنات بريئة منها براءة الذئب من دم سيدنا يوسف فما دخل الرئاسة في تعطل السيارة التي تقل المعلمات على الطريق العام وما دخل الرئاسة في أمور يستعصي أو يصعب تنفيذها وهي في نظر البعض لا تحتاج إلا الى جرة قلم .
مشكلتنا أننا احيانا نردد معلومات غير دقيقة لمجرد ان الأخت أو الزوجة أو الأبنة المعلمة قالت تلك المعلومة واعرف شخصا قالت له زوجته ان زميلة لها تعينت معها في نفس اليوم حسن مستواها وهي لم يحسن مستواها لأن لها واسطة في الرئاسة!!.
فأزبد وأرعد وصاح وتوعد وذهب ليشغل خلق الله في الرئاسة كل يوم وفي النهاية اتضح ان الأمر يختلف كليا وان الأمر تم بشكل نظامي لا يقبل الشك!.
مشكلة البعض أنه يطير في العجة لمجرد انه سمع ان هناك اجراء اتخذته الرئاسة ولم يتفق مع رغباته ونقلته له زوجته فأضحى في كل مجلس يردد الرئاسة فعلت كذا والرئاسة فعلت كذا والرئاسة لم تفعل كذا!.
لنكن أكثر واقعية، واكثر اتزانا في محاولة التطرق لمثل هذه الأمور ومن شاهد نتائج الثانوية العامة يعرف حقيقة ما أود الاشارة اليه.
لقد عكست نتائج الثانوية العامة هذا العام الاقبال الكبير على التخصصات الأدبية لتلتحق بعدها الخريجة بالجامعة في تخصصات أدبية قد حققت الاكتفاء في مختلف المراحل ما هو دور الأسرة في توجيه بناتها في الانخراط في تخصصات مطلوبة ومازالت الحاجة قائمة لها مثل تخصص الرياضيات والطب,, الخ.
لماذا المراكز الأولى في نتائج الثانوية العامة في مختلف مناطق المملكة يحتلها غير سعوديات هل لأنهن أذكى من طالباتنا؟ هل لأنهن في مدارس تختلف عن المدارس التي تدرس بها السعوديات؟ فالمدارس واحدة ولكن يأتي دور الأسرة في توجيه الطالبة للتخصص المناسب - وهذا بطبيعة الحال لا ينطبق على المرأة فقط بل يشمل الرجل ايضا!.
ان الرئاسة يا سادة عندما تعلن سنويا عن الآلاف من الفرص الوظيفية ليس لأجل ان تضع هذه الخريجة في الرياض أو جدة أو الدمام أو أبها أو حفر الباطن بل تعلن الوظائف الشاغرة والمشغولة بمتعاقدات في مختلف مناطق المملكة وبناء على الحاجة القائمة ومن تجد لديه القدرة في الذهاب والسكن مع ابنته في مقر الوظيفة تطلب منه الرئاسة التقدم ولا تجبره على منطقة بعينها لتأتي من تتقدم الى وظيفة في جازان وهي مقيمة في الرياض لأجل ان والدها أو زوجها قال لها سأبحث لك عن واسطة بعد التعيين.
يجب ان ننظر الى الوظيفة بشكل مختلف ومن خلال الواقع الذي لايربك العملية التعليمية في أي من جوانبها فالرئاسة العامة لتعليم البنات وأي مسؤول فيها يرى في نفسه محل والد كل معلمة ويسعى جاهدا الى تذليل كافة العقبات التي تؤدي الى ان تساهم فيها المرأة مساهمة فاعلة في التنمية الوطنية ولكن هناك أمور وضوابط يصعب تجاوزها لأنها تؤدي في النهاية الى احداث نوع من الخلل في العملية التعليمية.
فمن ترغب التقدم لوظيفة شاغرة طرحتها الرئاسة العامة لتعليم البنات يجب أن تدرس قبل ان تقدم على هذه الخطوة كافة الجوانب حتى لا تضع نفسها وتضع الرئاسة في حرج.
وللحديث بقية.
عمرو بن عبدالعزيز الماضي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
تغطيات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved