Tuesday 15th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 1 ربيع الاول


هل للواسطة دور في تحسين مستويات المعلمات؟!
تتعطل السيارة اليوم ويلقون باللائمة على الرئاسة غدا؟
لماذا تعيق الرئاسة نقل المعلمة إلى المدينة؟

* كتب - محرر القوى العاملة
عندما تتعطل سيارة في الطريق المؤدي الى العيينة أو حريملاء أو ينبع أو أي مدينة أخرى وهي تحمل معلمات قالوا: السبب الرئاسة!.
عندما يحصل حادث لاسمح الله لبعض المعلمات في الطريق الى المدرسة القوا باللائمة على الرئاسة ايضا!.
عندما تثبت مجموعة من المعلمات على احد المستويات بدلا من البند 105 قالوا: لهن واسطة في الرئاسة!.
وقد قرأت يوما خبرا في ان معلمة حصل لها حادث مروري وهي تعبر الشارع الى مدرستها فقالوا: ان الرئاسة هي السبب!
مشكلتنا يا سادة اننا دائما ما نتعامل مع الأمور من منطلق عاطفي بحت، فما دخل الرئاسة في تعطل سيارة وهي تحمل معلمات؟!
قد يقول قائل: ان الرئاسة هي السبب نظرا لأنها لا تعين جميع الخريجات بالقرب من مقر اقامتهن مما يعرض المعلمات للحوادث المرورية؟!
وردا على ذلك فقد يغيب على البعض ان الوظيفة التعليمية تحدث بناء على متطلبات خطة التنمية بمعنى آخر لنفرض ان لأي شخص منا ابنة تدرس في هجرة صغيرة ألا تحتاج هذه الهجرة أو المدينة الصغيرة الى مدرسة ابتدائية أو حتى متوسطة أو ثانوية؟ ولو افترضنا ان الرئاسة لم تفتح مدرسة كيف تتعلم بنات هذه الهجرة؟.
وعليه الا تحتاج هذه المدارس الى معلمات؟ ومن أين نأتي بالمعلمات؟ هل نتعاقد مع غير سعوديات من الخارج بسبب ان المواطنة لا ترغب هذه الهجرة؟! وفي حالة نقل معلمة الرياضيات أو العلوم أو التاريخ من تلك المدرسة ألا تحتاج تلك المدرسة الى بديل؟ ولنفترض أننا نقلنا المعلمة الى المدينة على أي وظيفة نعينها ألا يحتاج الأمر الى وظيفة شاغرة؟!.
النقل
يعتقد البعض ان المعلمة عندما تنتقل من مدينة الى أخرى فانها تنتقل بالوظيفة التي تشغلها الى محل وموقع آخر، وهذا فيه سوء فهم خاصة اذا ما علمنا ان الوظيفة التي تشغلها المعلمة والتي تم تعيينها عليها هي على ملاك تلك الهجرة أو القرية فتنتقل الموظفة المعلمة من الوظيفة الى وظيفة بنفس المستوى وتبقى الوظيفة شاغرة الى وظيفة شاغرة ومتوفرة ايضا في المكان المطلوب النقل له!.
فاذا لم تتوفر وظيفة شاغرة بنفس المستوى في المدينة فانه يتعذر النقل! وقد يقول قائل: لماذا لا تعين جميع الخريجات في المدن بدلا من هذه الشحططة والذهاب والاياب وتعريض المعلمة للحوادث في ذهابها وايابها من المدينة الى القرية؟!.
ولو عدنا لواقع الحال لوجدنا ان الذي يحدد فرص التوظيف هو مدى الحاجة الى التخصص فقبل سنوات قليلة كانت الخريجة لا تجد أي مشكلة في وجود الوظيفة التعليمية لدرجة ان بعض الخريجات كن لا يتقدمن لوظيفة اذا كانت تبعد عن منزلهن أكثر من كيلومتر واحد!.
تطور كبير
وهذا بطبيعة الحال عائد الى وجود الآلاف من الفرص الوظيفية الشاغرة للخريجات حيث كانت الوظائف التعليمية تشغل بمعلمات متعاقدات حتى في المدن الرئيسية، فكانت مدرسة التاريخ متعاقدة وكذا الجغرافيا والعلوم والرياضيات واللغة العربية والانجليزي,, الخ.
أما الآن وبفضل الله والتطور الكبير الذي شهدته بلادنا الغالية فقد تخرج من الجامعات الآلاف من المواطنات واصبحت المدن الرئيسية وكذا المحافظات لا تعاني من أي مشكلة في توفر المعلمة السعودية فشغلت جميع المراحل الدراسية في المرحلة الابتدائية بسعوديات وكذا المتوسطة للدرجة التي اضحت جميع مدارس البنات في المدن والمحافظات والقرى تشغل بمعلمات سعوديات ولم يعد التعاقد مع غير السعوديات كما كان إلا في الهجر الصغيرة التي لا تلقى الاقبال المطلوب من قبل السعوديات.
لماذا ترفض الرئاسة النقل؟
سؤال يتكرر وقد يقول قائل: لقد حاولت عدة مرات مع الرئاسة في سبيل نقل زوجتي,, أو أختي,, أو أي شخص كان من الأقارب من القرية الى المدينة ومضت سنة كاملة ولم يتحقق النقل ومازالت الرئاسة تماطل كلما راجعتها بحجة النقل!!.
وقد سألت أحد المسؤولين في الرئاسة عن ذلك حيث أوضح بأن الرئاسة عندما تطرح الوظيفة في موقعها من منطلق ان الموظف للوظيفة يذهب لها حيث كانت ولا تأتيه حيث يكون فقد وضعت نماذج خاصة يقوم بتعبئتها ولي أمر المعلمة والتي تتضمن موافقته على تعيين زوجته أو ابنته أو أخته في مقر الوظيفة ويوقع على اقرار بذلك وتوقع عليه المعلمة، فهل من المعقول ان تعين خريجة في قرية وعندما تبدأ بالتدريس تأتي بعد اسبوع بطلب النقل؟! من أين نأتي ببديل يتولى تدريس أكثر من 500 طالبة؟ هل نترك المدرسة بدون معلمة؟ هل يرضى آباء الطالبات ألا تكون هناك معلمات؟ هل نأتي بمعلمة غير سعودية وهناك الآلاف من السعوديات؟ طبعا نختار الخريجة السعودية وعندما نطلب معلمة للتدريس مثلا في أم الجماجم أو ينبع أو أي مدينة أو قرية أخرى فلا تطلب من ساكنة مدينة الرياض التقدم لها ونجدها على ذلك بل تطرح الوظيفة وتتقدم لها المعلمة مع ولي أمرها ويوقعان على الذهاب الى مقر الوظيفة والبقاء في المدينة أو الهجرة لا التردد عليها يوميا بالسيارة من مسافة بعيدة!.
ضوابط المفاضلة
والمتابع لقواعد المفاضلة هذا العام يرى ان الرئاسة والتعاون مع الديوان العام للخدمة المدنية وضعت ضوابط للمفاضلة منها اعطاء الأولوية الى ساكنة المدينة أوالقرية حيث تفضل على أي خريجة أخرى من غير بنات القرية, وقد كان الهدف من ذلك تعيين خريجات ينبع مثلا في ينبع وخريجات سدير في سدير وهكذا.
إلا ان البعض يتقدم الى الوظيفة التي قد لا يوجد من يشغلها من بنات القرية فيأتي من مكان آخر فيضطر الأب الى ايصال ابنته أو الزوج الى ايصال زوجته رغم أننا عندما نعلن عن الوظيفة فإننا لا نشترط ان يأتيها أحد من مكان بعيد ليتكلف عناء التردد يوميا,
الراحة أولا
الرئاسة تسعى دائما الى تحقيق الراحة للمعلمة ونتألم كثيرا عندما يحصل أي حادث لأي معلمة في الطريق الى مقر الوظيفة التي لم تجبر عليها وانما جاء باختيار من ولي أمرها الذي وقع على قرار بذلك.
واضاف: ان هناك من الأزواج من ينقل عمله الى مقر وظيفة زوجته وهناك من الآباء المتقاعدين من يذهب مع ابنته الى مقر الوظيفة فيسكن في تلك القرية أو الهجرة ولا يعرض نفسه لأخطار الطريق!.
عن النقل
وعن النقل قال المصدر: ان الرئاسة تسعى جاهدة متى ما توفرت الفرصة الى تحقيق رغبة النقل للمعلمة متى ما توفرت الوظيفة الشاغرة التي يمكن ان تنقل اليها المعلمة وشدد على ان المدن الرئيسية قد حققت اكتفاءً من كثير من التخصصات وان الفرص المتوفرة توجد في القرى والهجر الصغيرة.
واضاف الى ان قيام الرئاسة العامة لتعليم البنات بافتتاح كليات في المحافظات ساهم الى حد كبير في شغل الوظائف الشاغرة في تلك المحافظات حيث كانت الرئاسة تعاني الى وقت قريب من عدم توفر المعلمة السعودية في بعض المدن والمحافظات، أما الآن فقد تم انهاء عقود الآلاف من غير السعوديات في الكثير من المدارس واصبحت المدارس تزخر بالعديد من السعوديات في مختلف التخصصات.
النقل كيف يتم؟
النقل كما أوضحه مصدر مسؤول في الرئاسة يتم بناء على الحاجة الفعلية ونورد مثالا على ذلك:
معلمة لغة عربية في مدرسة في محافظة الخرج تشغل البند 105 وترغب النقل الى الرياض، فهذه المعلمة تشغل وظيفة تابعة للرئاسة في المدرسة التي تعمل بها وفي حالة نقلها لاتنقل إلا في حالة وجود وظيفة شاغرة أخرى في الرياض مثلا أي ان الموظفة لا تنقل مع وظيفتها التي تشغلها في تلك المدرسة لأن الوظيفة لا تنقل وتبقى للجهة المحدثة لها، وهي تلك المدرسة في تلك القرية ومتى ما توفرت وظيفة معلمة بنفس التخصص في الرياض فتنقل لها ويؤخذ هنا الأولوية وضوابط أخرى منها توفر البديلة التي تتولى القيام بأعمال هذه المعلمة.
وقال المصدر: ان الرئاسة تقوم سنويا وبقدر الامكان بتحقيق رغبات كافة المتقدمات بطلب النقل لكن الأمر ليس كما يعتقد البعض، اي ان الحاجة هي التي تحدد الموافقة على النقل ولو افترضنا ان الرئاسة وافقت على نقل جميع العاملات في القرى الى المدن فمن يقوم بالتدريس في تلك القرى؟ وهل من المعقول ان ننقل عشرين معلمة لغة عربية أو أي تخصص آخر في مدرسة واحدة ومدارس لا يوجد بها مدرسة واحدة؟!.
تحسين المستوى
لقد حادثت يوما الأستاذ عبدالله الضياف في الرئاسة العامة لتعليم البنات عما تردد من قبل بعض الخريجات من ان تحسين المستوى في الرئاسة يتم بالواسطة أي ان من لديها واسطة في الرئاسة أو من يقوم ولي أمرها بالتعقيب يحسن مستواها ومن ليس لها واسطة ومن لا يعقب ولي أمرها عن تحسين مستواها فإنها تبقى في المستوى الذي هي فيه الآن.
وقد أوضح لي ان التثبت في الرئاسة يتم وفق قواعد دقيقة وبناء على تاريخ التعيين ومدى توفر المستوى المطلوب أي ان الواسطة أو حتى التعقيب لا يؤثر في ذلك بشيء.
وقال ان الرئاسة تنشر بين الفترة والأخرى اسماء اللاتي تم تحسين مستواهن من مستوى الى آخر متى ما توفرت المستويات المناسبة والأسماء معلنة في الصحف أمام الجميع ولا مجال لتدخل الواسطة في ذلك.
وقال ان الرئاسة ترحب بملاحظات أي شخص لديه شك بذلك ليمكن اطلاعه على حقيقة الأمر بناء على مستندات غير قابلة للشك أو التغيير, وطمأن الجميع بأن الرئاسة تسعى الى تحقيق العدالة بين جميع المعلمات وهي ساعية ان شاء الله الى تحسين مستويات المعلمات تباعا متى ما توفرت المستويات الشاغرة.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
تغطيات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved