Tuesday 15th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 1 ربيع الاول


مستعجل
وعند النجاح والرسوب,, ماذا عمل الآباء

* تحدثنا في زاوية سابقة عن كيفية تعامل بعض الآباء مع ابنائهم خلال ايام الامتحانات,, وكيف ان البعض كان عوناً لابنه على أداء الامتحان,, بينما كان البعض الآخر مصدر قلق وإزعاج لابنائه,, فيما كان هناك صنف ثالث,, وهو الذي اهمل ابناءه ونسيهم أيام الامتحان وكأنه لا يعرف أي شيء عن هذا الموسم السنوي المعروف.
** اليوم,, نتحدث عن تعاملات بعض الآباء بعد اعلان النتائج ونجاح من نجح,, ورسوب من رسب,, وكيف يختلف التعامل من أب لآخر.
** فعند رسوب احد الابناء,, تجد بعض الآباء يكون مصدر راحة واستقرار نفسي لابنه الراسب,, ويهون عليه المشكلة ويشرح له ابعاد الامر بهدوء,, ويحث ابنه على الجد والاجتهاد وتعويض ما فات من خلال الجد والاجتهاد والمثابرة,, ولا ينسى ان يشير او يذكره ببعض جوانب القصور فيه,, ولكن ليكن ذلك بهدوء وتعامل امثل,, وقد يكون من المناسب اخفاء رسوبه عن الآخرين حتى لا يتعرض للانتقاص والسخرية او تكرار السؤال عن سبب رسوبه,, او ان يكون مصدر كل حديث في كل مجلس.
** هذا الاب,, يكون مصدر خير وعاملا مساعدا لابنه لتجاوز هذه المشكلة الكبرى,, فقد تكون اسباب النجاح ليست عائدة لتقصير الطالب او اهماله او عدم احساسه بالمسئولية.
** وهناك اب تحول الى (وحش) واصبح همه,, الصراخ وتعنيف ومطاردة ابنه الراسب,, بل ربما يكيل له الضرب المبرح واللكمات حيث لا تكفيه الشتائم والصراخ والسخرية,, بل ربما يستمر على ترديد كلمات الساقط والراسب ,, والفاشل ,, ومتى اكتمل المجلس وامتلأ بالرجال وكان ابنه موجوداً,, بدأ بالسخرية منه ومن قدراته وردد الراسب,, الساقط .
** وعند أي جمع عائلي,, لا يفوّت هذه الفرصة ايضا,, فيبدأ بالسخرية والتهكم والتندر من ابنه,, ويتهكم ويصرخ ويردد الراسب,, الساقط,, الفاشل,, الكسلان الخ.
** مثل هذا الأب الجاهل,, قد لا يكتفي بأن يكون السبب في اخفاق ابنه مرة اخرى,, وفشله في الدور الثاني,, بل قد يجلب له مشاكل وامراضا نفسية متعددة,, وقد يجعله انساناً منطويا معقدا فاشلا,, بعد ان كان انساناً سوياً مثل بقية البشر.
** وللاسف الشديد,, ان عينة مثل هذا الأب الأحمق الجاهل,, كثير,, كما ان نتائج هذا التعامل الشرس الجاف قد تكون معروفة,, وابسطها,, رسوبه مرة اخرى,, هذا,, اذا سلم من الأمراض النفسية المزمنة,, او مال وجهه نتيجة مخمَّس من الأب (المثالي)؟!!
* أما عند النجاح,, فإن الآباء يختلفون ايضا من اب لآخر,, فهناك اب لا يعنيه الامر,, بل ربما مط شفتيه عند سماع خبر نجاح ابنه وقال زين ولو قالت له زوجته,, بارك لأبنائك وامنحهم ولو هدية بسيطة متواضعة قال ما نجح إلا عيالك؟,, كل الناس ناجحين؟!!
** وأب قد يسرف في هدية النجاح - وتكون سبباً في ضياع ابنه,, عندما يمنحه سيارة أو,, وسيلة أخرى للضياع,, مثل هذا الأب,, لا يختلف عن الأب السابق الشرس,, فهو أيضا قد ساهم في تضييع ابنه بطريق آخر.
** وهناك أب مثالي يستقبل نجاح ابنائه بابتسامات وعلامات رضا,, ويهنىء أبناءه بطريقة جميلة,, ويمتدح نجاحهم ويشيد بجهودهم وما بذلوه,, ويرفع من معنوياتهم ويقدم لهم هدايا (معقولة) تسهم في رفع معنوياتهم وتحسيسهم بأنهم أنجزوا إنجازاً كبيراً يستحق الثناء,, ويستحق معه,, الهدية المناسبة.
عبدالرحمن بن سعد السماري

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
تغطيات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved