أخي العزيز:
اكتب اليكم عن مشكلتي وهي بسيطة من وجهة نظر غيري ولكنها صعبة جدا بالنسبة لي,, فمشكلتي مع الصداقة خطيرة، فأنا لم اجد الصديق المناسب، ومن قابلته إما ان يكون صديق مصلحة، اعني بمصلحة ان يصادقني من اجل مادة او حاجة معينة وعندما تنتهي هذه المصلحة تنتهي الصداقة,, وإما ان يكون صديقا خاليا من التقدير والاحترام فقد يحمل صفات سلوكية غير مقبولة كاحتقاره للغير,, والاستهتار والميل للنميمة والغيبة,, او ان يكون على خلاف ما يظهر امامي,, اذ قد تعرفت على صديق,, وتركت له مفتاح منزلي,, وكنت اثق فيه جدا,, ولكنني فوجئت ذات يوم,, انه استولى على ما كان بمحفظتي وتركها على الارض,, وارتبك عندما شاهدني، ومن ذلك اليوم وانا حائر مع الصداقة,, فهذا الصديق كنت احبه واحترمه جدا ولم اكن اتخيل يوما ان من الممكن ان يستغل ثقتي فيه بهذه الصورة,, خاصة بعد ان تعرفت عليه لمدة ثلاث سنوات واكثر.
أسير الموج - الرياض
**
* اخي العزيز,, لا اعتقد ان موقفا فرديا لصديق لك من الممكن ان تتخذه ظاهرة,, كما وانه ليس من العقل ان نعطي ثقتنا للاخرين لتلك الدرجة الغريبة التي وصلت بك حد اعطائه لمفاتيح منزلك,, حتى لو كان هؤلاء الاخرون,, زملاء دراسة او اصدقاء,, اذ ان الثقة التي نمنحها للاخرين,, لابد وان يكون لها ما يحددها ,, وما ينظمها,, قبل ان نلوم الظروف,, ونعتب على الصداقة,,, وما بدر من صديقك هذا من المفروض,, ان يعطي لك درسا في المحافظة على اغراضك,, الشخصية والمحافظة ايضا على اسرار منزلك,, والتريث في اختيار الصديق.
واخيرا لاتيأس ,, ولاننا مازلنا نملك قلوبا تنبض,, ولاننا مازلنا ننتمي لهذه الحياة ,, مازالت لدينا القدرة على اختيار الاصدقاء, والتعرف على مدن جديدة من مدن النفس الانسانية التي لا يعرف كل اسرارها الا الله سبحانه وتعالى,, واخيرا لاتندم على صديق ضاع,, فالغد سيحمل لك ان شاء الله,, الف صديق,, وتفاءل بالحياة.