* انا فتاة في السادسة عشرة من عمري، مشكلتي هي رفض اسرتي لي,, وكراهية امي الشديدة جدا لي ,, فهي دائما ما تجعلني ابدو كالحمقاء التي لا تفهم اي شي في الحياة بل وتجرحني بكلمات قاسية امام اخواني الكبار,, لذا اصبحت حاليا,, مثار سخرية دائمة فالكل يسخر مني,, حتى أبي,, بدأ يتأثر برأي امي فيّ وبدأ يعاملني باحتقار ايضا,, وكنت صابرة على معاملتهم تلك لي,, ولكن نفد صبري بعد ان لاحظت ان امي ,, بدأت تعاملني بنفس الطريقة امام صديقاتي وزميلاتي,وهذا ما رفضته جدا,, وجعلني حزينة,, وبدأت اتجنب التعامل مع كل من في البيت,, واخفي اسراري عنهم,, واخشى ان يعلم عني احد منهم اي شيء,, حتى لا اكون من جديد مصدرا لسخريتهم,, ارجو ارشادي ماذا افعل مع أمي,, خاصة وانها ام مثالية مع كل اخواني الاولاد اما انا فلا علي الرغم من انني ابنتها الوحيدة وشكرا.
المعذبة
***
* عزيزتي,, لانك ابنتها الوحيدة,, كما تقولين,, فانت قرة عينها,, انت التميز بعينه,, وانت الحلم,, والامل,, والعهد الذي تتمنى امك الكريمة تحقيقه.
ولانك انت الوحيدة ايضا ,, تريد منك امك العزيزة احلاما تفوق احلامك,, وطموحات اكبر من طموحاتك فهكذا هو حال الامهات,, عندما تكون اما لبنت واحدة ليس اكثر,, فهي ولانها شديدة التعلق بابنتها تحاول جاهدة,, ان توفر لها كل الظروف لان تكون فتاة مثالية وتخطىء بعض الامهات عندما يغالين في توجيه عبارات اللوم والتأنيب للبنات,, ليس لان اداءهن دون المستوى,, ولكن لان لهن معنى خاصا في حياتهن,, يطمعن في ان يحققن اداء افضل وبالتالي تظهر بعض الامهات في ثوب القسوة وهي لاتهدف ان تكون اما قاسية,, فقط هي الظروف والخوف,, على مستقبل الابنة هي التي تدفعها لهذا النوع من الحذر والتعامل معها.
لذا حاولي عزيزتي ان تتعاملي مع عبارات اللوم والعتاب الموجهة اليك من الوالدة العزيزة من هذا المنطلق,, اذ لا يوجد في هذا العالم,, من تتمنى ان تكوني افضل منها,, الا والدتك,, ولا يوجد في هذا العالم,, قلب يحبك بصدق مثل قلب والدتك ولايوجد في هذا العالم,, من يريد ان يفخر ويعتز بك مثل والدك العزيز,, لذا حاولي ان تكسري ما لديك من حساسية زائدة وتعاملي بواقعية اكثر,, مع عبارات اللوم والتأنيب وتعاملي معها باعتبارها عبارات حب وتقدير,, بدلا من كونها عبارات تهدف الى التقليل من شأنك او احتقارك,, او تجريحك كما تقولين.
وحاولي اخيرا ايضا ان تفتحي صفحة من الحوار الصريح بينك وبين والدتك العزيزة وبينك وبين والدك ايضا,, اذ ربما تكتشفين ومن خلال هذا الحوار اسبابا منطقية,, تدعوهما الى توجيه عبارات اللوم الدائم لك,, وربما يكون لديهما الحق في توجيه مثل تلك الرسائل اما موضوع اخفائك لاسرارك وانت في السادسة عشرة من عمرك,, وانت تعيشين معهم تحت سقف واحد,, فلا اعتقد ان من اللائق,, ان يكون لفتاة في مثل عمرك اسرار تخفيها عن الوالدة العزيزة, اذ اننا جميعا اذا ما كنا متأكدين من سلامة ونقاء خطواتنا فلا يوجد اسرار لدينا ومن الممكن ان نخفيها عمن نعيش معهم ومن تجمعنا بهم روابط الاسرة والاخوة والدم,, لذا راجعي نفسك مرة اخرى في موضوع اسرارك تلك وحاولي ان تتخذي من امك صديقا لك,, فالام دائما وابدا هي الاصدق للابنة وحافظة اسرارها,, وتفاءلي بالحياة.