Tuesday 15th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 1 ربيع الاول


هي والحب,, وخريف العمر

* اكتب اليكم بعد ان ذهبت مني سنوات الشباب,, فأنا رجل في خريف العمر,, تزوجت منذ اكثر من خمسة وثلاثين عاما ويعلم الله انني كنت نعم الزوج ,, بالرغم من ان زوجتي كانت كثيرة العيوب,, والمشاكل,, ولكنني لم اتوقف امام عيوبها,, ولم اسأل نفسي يوما ما اذا كنت احبها ام لا, فمشاكل الابناء والحياة وتكوين الاسرة كانت تحرمني من اي تفكير في ذاتي ومرت بي سنوات الحياة صعبة,, وقاسية,, وحمدت الله انني نجحت في تكوين ذاتي وتأمين مستقبل ابنائي بزواجهم,, ورجع بنا الحال انا وزوجتي كما بدأنا: اثنان مختلفان تحت سقف واحد,, زوج يريد الحب,, وزوجة عصبية,, تهوى المشاكل, هذا ومما يؤثر على راحتى حاليا,, انني تعرفت على امرأة في مثل سن زوجتي,, مطلقة,, من صديق عمري,, وقد تعرفت عليها,, بهدف الاصلاح بينها وبين صديقي,, ولكنني فشلت في مهمتي تلك واصر صديقي على الطلاق على الرغم من انها قد فعلت كل ما في وسعها لكي تستمر بينهما الحياة,, لانها وكما تقول تحب زوجها السابق جدا ولا تتخيل حياتها وهي في هذه السن بدونه,, هذا ولا اخفيكم سرا اذا ما اعترفت لكم انني واثناء محاولة الصلح بين صديقي وزوجته,, كنت كثيرا ما اقارن بين تلك المرأة الرائعة الحنونة,, وبين زوجتي العصبية صاحبة المشاكل وكنت احسد صديقي هذا,, على تمسك زوجته به بالرغم من انه قد اختار غيرها,, واختار بارادته التخلي عنها,, واخيرا ما يحرمني من النوم والراحة حاليا انني افكر جديا في الزواج منها بالرغم من انني لم اعرض عليها رغبتي تلك,, واخشى ان ترفض طلبي، ولكنني اشعر ان كل سعادتي متوقفة الآن على موافقتها فحياتي مع شريكتي النكدية,, اشعر ان فيها نهايتي, ارجو ارشادي ماذا افعل خاصة وانني اخشى المواجهة مع ابنائي وشكرا.
أبو خالد - الدمام
***
* اخي الكريم,, لان الحياة لا يمكن ان تعطي لنا كل ما نريد,, كثيرة هي المواقف الممكن ان نتعرض لها والتي من الممكن ان نشعر ايضا معها,, امام مشاعر الحرمان,, وقسوة الحياة,, اننا قد ظلمنا انفسنا,, باختيار طريق دون غيره,, أو أن الزمن قد قسا علينا لان نصيبنا من الحياة,, كان محدوداً,, وتلك هي طبيعة الحياة,, وتلك هي ايضا سر جمالها,, فالحياة اذا ما اعطت لنا كل ما نريد لن نشعر بجمالها,, فالسعادة دائما وابدا هي لحظة انتظار الجديد,, ولحظة ترقب الغد ومعطياته.
لذا عزيزي,, لا تتعامل مع معطيات حياتك,, وظروفها خاصة في مجال حياتك الاسرية باعتبار ان الدنيا قد قست عليك بزواجك من تلك المرأة العصبية.
وحاول ان تبحث عن صفات اخرى لها,, غير العصبية,, وحب المشاكل كما تصفها اذ ربما ان هناك اسبابا كثيرة لعصبيتها تلك ,, وربما تكون انت سببا مباشراً في عصبيتها تلك وربما,, تكون وراء تلك العصبية مأساة اكبر من مأساتك انت معها,, لذا ,, قبل ان تفكر في الارتباط بالاخرى,, اعط نفسك مساحة للتفكير في زوجتك التي شاركتك رحلة الكفاح والبناء,, والتي وقفت بجانبك ,, ووفرت لك الظروف المناسبة,, التي استطعت انت من خلالها ان تؤمن مستقبلك ومستقبل ابنائك,, حاول ان تتذكر لها مواقفها الجميلة معك,, اذ يستحيل ان يعلن زوج عن حاجته العاطفية لاخرى,, او ان يعلن مأساته مع شريكة حياته التي لا يحبها,, دون ان تكون لدى تلك الزوجة البائسة,, معاناة عاطفية ايضا مشابهة لمعاناتك انت,, فقط ,, يمكن الفرق في اسلوب معالجة المعاناة العاطفية واختلافها بين الزوج والزوجة,, فالزوج دائما معه الحق في ان يعلن انه لايحب زوجته اما الزوجة فغالبا ما ترفض حتى الاعتراف لنفسها بانها تعاني من مشكلة عاطفية,, وحاول ان تبحث اخيرا عن صفات جميلة في تلك الزوجة التي شاركتك رحلة السنين,, وان تبحث معها ايضا عن الحل لمشكلتك معها,, لا بل والحل لمشكلتك انت ايضا مع تلك المرأة التي ظهرت في حياتك,, وكأنها امرأة مثالية بلاعيوب ويعلم الله اننا لا نقلل من قيمة تلك المرأة,, فقط ان الحياة والخبرة تؤكد دائما استحالة وجود انسان بلاعيوب,, فقط قد نتغاضى عن عيوب من نحب ,, او نتناساها بارادتنا,, من شدة تعلقنا به,, لذا حاول ان تفكر بعقلك جيدا,, واعط فرصة اخيرة لزوجتك حاول ان تفكر فيها كانسان,, بصورة موضوعية محايدة,, قبل ان تظلم نفسك,, وتظلمها ,, بالتفكير في الزواج باخرى,, وانت في هذه السن دون وجود اي مبرر عقلاني,, للارتباط الجديد,, واعانك الله.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
تغطيات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved