Tuesday 15th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 1 ربيع الاول


رسالة الأسبوع
الصحوة

من منا لم يمر بمأساة صهرت مشاعره وابادت سعادته، من منا لم يمر بتجربة، فعندما تضع نصب عينيك نموذجاً للنقاء والطهارة والاخلاص وعندما ترى هذا النموذج الخيالي يقع في فوهة الانحطاط والرذيلة,, بماذا ستشعر عند ذاك,,؟
اتقوى على الكلام,؟ إن حبالك الصوتية ما عادت تعمل ففقدت حاسة النطق ما إن صدمت بانهيار هذا النموذج الرائع للمثالية الخيالية,.
اتقوى على الاندماج مع المجتمع مع الغير؟! ستشعر بعدم الاطمئنان، ستشعر بالقلق بالخوف من جميع الذين يلتفون حولك حتى لو كانوا اشد الناس لك اخلاصا ووفاء.
اتستطيع ان تبكي لعل هذه الدموع تغسل احزانك وهذه السيول تجرف ما حل بك من كمد وغم,.
ولكن هيهات هيهات لأن الصدمة جمدت الدموع في عينيك فلم تعد قادرا على التعبير، وتحول الإحساس الى صرخة قهر مكتومة تقطع سعادتك، تدمر حياتك النفسية.
اتستطيع ان تنام كما كنت تنام قرير العين,, لا فقد تحول النوم الى كابوس فظيع، تحاول جاهدا ان تقفل عينيك ولكن هيهات فالعقل ما زال مرهقا فالصدمة اضنته، ابطلت الإحساس بالراحة والخلود الى النوم استبدلته بالأرق والسهر.
احقا حدث هذا؟ ام انا في كابوس مخيف,, لا ادري لا ادري؟ الليل اسدل ستاره على الكون الجميع نيام، والظلمة تحيط بك، لم تعد تطيق رؤية احد، رؤية كائن من كان حتى لو كان مجرد صور متحركة في التلفاز,, فالحياة في نظرك والعلاقات الانسانية اصبحت سخيفة تمثيلية سخيفة تجعلك تشعر بالغثيان والقيء تسأل وبصوت واهن يعتصره الالم والكلمة لماذا,, لماذا لماذا,, حدث هذا؟
ويجيبك سكون الظلمة بالصمت فتتذكر ظلمة القبر وتتوالى تبعا لذلك صور وصور عن الموت والاحتضار عن الحساب والعقاب عن يوم النشور عن يوم البعث والجزاء, هل الوحدة والاستسلام للكآبة والحزن حل لمواجهة هذه الصدمة؟,, وهل الموت البطيء حل لما تعانيه؟, وهنا تصحو كمن صحا من غفوة البنج على صوت المؤذن يدعو لصلاة الفجر,.
تذهب وتغتسل وتصلي ثم تتبعها بصلاة حاجة وعندئذ فقط عند الالتقاء الروحي مع الله الرب الرحمن الرحيم عالم الغيب والشهادة، وما تبطن النفوس تنفجر مشاعرك وتتزاحم الدموع على حدقتيك وتسيل كسيل جارف على خديك فتشقها شقا,, وتسمع صوت حشرجة مشاعرك المكتومة تخرج بآهات مزقت هدوء السحر تبكي بحرقة كمن فجع برحيل ابن، كمن فجع برحيل ابنة، كمن فجع برحيل صديق، كمن فجع برحيل اسرة بكاملها.
وتبكي وتبكي حتى الهذيان وتفيق لتخلو الى نفسك معتصما بكتاب الله وتتلو ما شاء الله لك من آيات وآيات وسور وسور وما ان تنتهي حتى تشعر باشياء واشياء خرجت من نفسك فشعرت بالراحة، عندئذ فقط تغمض عينيك، ولسانك ما زال يردد فوضت امري الى الله ان الله بصير بالعباد,.
عندئذ فقط ستغفو هانئا سالما,.
ألا بذكر الله تطمئن القلوب,,والسلام,.
بنت الإسلام

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
تغطيات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved