Tuesday 15th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 1 ربيع الاول


أشعر بالخجل الشديد
د, عبد الله ناصر الفوزان

لا أعتقد أنني الوحيد الذي يشعر بذلك كلما تم اعلان نتائج الثانوية العامة، بل أظن ان كل سعودي (عنده دم) لا بد أن يشعر بذلك، بل يجب أن يشعر به، أما من لا يشعر بذلك فليتكرم ويقل لي ماذا يشعر به إذن وهو يجد أن تلك الاقلية (غير السعودية) من طلبة وطالبات الثانوية العامة هي التي احتلت الأماكن العشرة المتقدمة تقريباً في ترتيب النجاح في الثانوية العامة في أكبر مناطق المملكة ليس في القسم الأدبي ولكن في العلمي وليس خلال سنة واحدة يمكن أن نقول إنها عابرة ولظروف خاصة، ولكن في كل عام تقريباً,,؟؟
وبالنسبة لي هو شعور مزمن، وقد كتبت منذ ست سنوات بمجلة اليمامة مقالاً عنوانه وثيقة إدانة بعد ان اطلعت آنذاك دون قصد او انتقاء على جنسيات العشرة الأوائل لخريجي الثانوية العامة بمنطقة القصيم وجنسيات العشر الأول بمنطقة الرياض كانت احدى الصحف قد نشرتها,, وقد اتضح لي ان العشرة الأوائل والعشر الأول بالقسم العلمي جميعاً ودون استثناء من جنسيات غير سعودية، وقد عبّرت في المقال عن دهشتي وألمي وخجلي واعتبرت النتيجة المعلنة وثيقة إدانة علنية لمجتمعنا السعودي ينبغي أن تكون مثار اهتمام وزارة التخطيط ووزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات والأجهزة الاقتصادية وأولياء الأمور، وقد بدت لغة المقال وكأنها تقول: يا ناس,, عيب,, عيب,.
في الأعوام التالية لذلك العام الذي نشرت فيه المقال وهو 1414ه لم تعد وزارة المعارف تنشر الجنسيات ضمن بيان العشرة الأوائل على ما أعتقد، أما الرئاسة العامة لتعليم البنات فقد استمرت (مشكورة مأجورة) في نشر الجنسيات ويوم الأحد الماضي اطلعت على بيان العشر الأول لخريجات الثانوية العامة بمنطقة الرياض بقسمها العلمي وقد منّيت نفسي أن اجد تحسناً ملحوظاً في نسبة السعوديات من بين العشر الأول بعد تلك السنوات الست التي مرّت، لاعتبارات عديدة، كثيرة، لكني شعرت بالخيبة الشديدة إذ لم أجد من بين اثنتي عشرة طالبة حُزنَ على الأماكن العشرة المتقدمة (اثنان مكرر) الا طالبتين سعوديتين,, أما العشر المتبقيات، فكلهن غير سعوديات، وقد كان ترتيب السعوديتين السابعة والعاشرة.
مع أن ما يحصل هو بصريح العبارة فضيحة تتكرر سنوياً، فضيحة لنا أمام أنفسنا وأمام إخوتنا العرب وغير العرب في الداخل والخارج فإني اشكر رئاسة تعليم البنات على الاستمرار في نشر الجنسيات وأحض وزارة المعارف على العودة للنشر لأن ذلك يرينا أحد أهم عيوبنا ويفصح عن واحد من أشدِّ أمراضنا، وأظنه في غاية الأهمية بالنسبة للجهات التعليمية، لأنه يرجح تبرئة المنهج وإدانة المجتمع بالنسبة لتردي المستوى التعليمي الذي نشكو منه، وأنا واثق أن الجميع حريصون على معالجة هذا المرض العضال، لكن لأن الأمراض الصعبة لا يستطيع مواجهتها باقتدار إلا الجهات المقتدرة، فإني أعتقد أن الأمر جدير باهتمام الجهات العليا في الدولة خاصة وأننا نبذل على التعليم الآن ربع ميزانيتنا تقريباً، والأمر على أي حال جدير بعناية واهتمام الجميع.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
تغطيات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved