طوكيو - فيليب رياس - (ا ف ب)
اعلن كارلوس غصن الذي يتسلم رسميا في نهاية حزيران يونيو الجاري مسؤولياته كمدير العمليات التنفيذي في مجموعة نيسان اليابانية، ان ليس هناك من سبب يحول دون تمكن هذه المجموعة من بلوغ احد اهم مستويات الارباح بين افضل مجموعات صانعي السيارات في العالم.
وكان غصن (45 عاما) اللبناني الاصل والبرازيلي المولد عمل لدى شرك ميشلان للاطارات حتى نهاية العام 1996، قبل ان ينتقل للعمل مع شركة رينو حيث اصبح مساعد مديرها العام لوي شفايتسر, وقد اراد الاخير الاستفادة من خبرات غصن ونجاحاته في الحقل الاداري والتخطيط فعينه مديرا تنفيذيا للعمليات في مجموعة نيسان بعد الصفقة التي تمت بين الشركتين في آذار / مارس الماضي.
وكانت مجموعتا رينو ونيسان لصناعة السيارات وقعتا في اذار / مارس الماضي في طوكيو اتفاقية شراكة شاملة ستستثمر بموجبها شركة رينو 33 مليار فرنك فرنسي (5,5 مليارات دولار) لشراء 36,8% من رأس مال الشركة اليابانية و22,5% من فرعها لصناعة الشاحنات الثقيلة, ويشمل هذا الاستثمار شراء رينو بنسبة 100% لكل فروع مجموعة نيسان المالية في اوروبا.
وستعقد اللجنة التنفيذية الجديدة لنيسان اجتماعها الاول في الخامس من تموز / يوليو بعدما كان مقررا اجراؤه في 25 حزيران / يونيو الجاري بناء على قرار الجمعية العمومية, وسيتم في تشرين الاول/ اكتوبر المقبل عرض خطة نهوض مفصلة وبالارقام علىهامش معرض طوكيو للسيارات.
واشار غصن امام مجموعة من المراسلين الاجانب الى ان مجموعة نيسان تستطيع ان تصبح شركة ذات مردودية عالية حتى ولو لم يكن الامر سهلا , واضاف: انطلاقا مما بين يدي لست ارى سببا يجعل نيسان عاجزة عن بلوغ افضل المستويات في صناعة السيارات , وتابع غصن في البداية، لن يكون الامر معقدا جدا، فالمرحلة الاولى تقضي باستعادة دور الربحية ولا يهم هنا رقم الارباح المسجل، فكل رقم يتجاوز الصفر هو رقم يناسبني ولكن المرحلة الثانية ستكون معرفة المدى الذي نريد الوصول اليه، وسيتطلب الامر بالطبع مباحثات عديدة لان تحديد هذا المدى سيحدد بصورة كبيرة مدى اتساع خطة اعادة الهيكلة .
وفي الوقت ذاته يؤكد غصن الرجل الثاني في مجموعة نيسان من ان هناك نقطة واحدة غير قابلة للنقاش وهي وضع نيسان في موقع قوي، منافس وذات مردود, والباقي كله خاضع للمناقشة , ويضيف قائلا: بالامكان مناقشة كيفية التحرك، الا اننا لن نناقش ابدا في ضرورة التحرك او التحرك السريع .
وتوقع ان تبلغ الخسائر للفترة 2000/1999 نحو ستين مليار ين وهي السنة السابعة التي تسجل فيها المجموعة خسارة خلال السنوات الثماني الماضية, ويقول ان هذه المسألة قاتلة للمعنويات، للجوالعام في المؤسسة ولعامل التحفيز, يتوجب علينا الخروج من هذا المأزق بالسرعة الممكنة، ولكن ستكون هناك مناقشة حول المدى الذي نريد ان نصل اليه على صعيد الارباح على ان يتم اتخاذ قرار واضح بهذا الصدد .
والمح غصن الى بعض المحطات العملية معترفا بان لديه الكثير من الافكار ولكن تنقصه حاليا الرؤيةالواضحة لما سوف يغير في مجموعة نيسان.
قال اما بشأن المصانع، فسيتم البحث عن كثب في موضوع الطاقة الانتاجية، اي طاقات نيسان الانتاجية الحالية , ويضيف انه من المبكر الكلام عن اقفال مصانع ولكنكم سوف تطلعون في تشرين الاول / اكتوبر المقبل على قرارنا حول طاقة الانتاج .
واشار الى ان خطة النهوض في الشركة لن تكون مماثلة لتلك التي استخدمت في رينو بعد العام 1996 والتي ادت بالتأكيد الى اقفال مصنع فيلفورد في بلجيكا, ففي نيسان لايمكنكم ان تتوقعوا الخطة نفسها، لان البيئة ليست نفسها ولا حتى الوضع ولا الأولويات, ان تخفيض الكلفة سيكون احدى نقاط البرنامج، وليس النقطة الوحيدة بالتأكيد .
واعلن غصن المعروف بجهوده الجبارة المبذولة في انتاجية التجهيزات في رينو انه في الاشهر المقبلة سيكون مظهر النظام الانتاجي في نيسان قد تغير نحو فاعلية اكبر .
ولكن امكانيات نيسان لا تكمن فقط في التكاليف، واذا ماخسرنا اجزاءً من السوق الداخلية اليابانية فذلك لان امورا كثيرة لاتسير بشكل جيد وتحتاج الىالاصلاح .
ويعترف غصن ان هذا لايحدث بين ليلة وضحاها ، لان المفتاح يكمن في المنتجات الجذابة التي في حال عدم توافرها ستحتاج لبعض الوقت لوضعها في السوق .
واكد ايضا ان عدد الكادرات المرسلين من رينو الى نيسان في المرحة الاولى ستكون بحدود العشرين فقط وليس ثلاثين الى اربعين كما كان متوقعا, ويتابع غصن قائلا: انه عندما اكتشفت الاشخاص العاملين في نيسان، اقتنعت بان المؤسسة تملك كل الامكانيات البشرية للنهوض.
|