بدأ مقاط البناقي كتابة الخاطرة، ولكنه في تلك الخواطر أعلن عن نفسه موهبة قصصية فأبدينا له هذه الملاحظة وكانت استجابته اسرع مما توقعنا ففاجأنا بعدد من القصص نشرنا منه (لو، نزف، حيرة المطر) لعلنا لا ندري ان كانت تلك القصص هي اولى تجاربه في القصة أكدت هذه القصص انه كاتب موهوب حقا حد أننا أعلنا له صراحة بحماس انه قد تخرج في هذه الصفحة واصبح كاتبا للقصة يستطيع ان ينطلق بها حيثما يشاء.
تميزت هذه الاعمال لمقاط البناقي بالقوة، والاقتصاد في التعبير الذي يخلو من كل تزيدات لا تقوم بدور، وبقدرة رغم هذا الاقتصاد على ان يصف الاحداث من داخلها لا ان يحوم حولها وان يتغلغل في داخل النفس ليعب منها ما يبرر السلوك الخارجي فتأتي القصة مقنعة، كما عكست مشاركاته القصصية خبرة افادها من ثقافته ومن الاطلاع على كثير من الاعمال الاجنبية.
وقدمت مها الزبيري قصتها الاولى (عسى ما يحترق) قصة جميلة وناضجة، تغوص بشجاعة في هموم واقعنا الاجتماعي من بعض جوانبه، لم يرد الكاتبة عن ذلك خوف او تردد ألفناه في إحساس بعض القراء ان الكاتبة انما تتناول قضاياها الذاتية، ولكننا لاحظنا ان روح الدعابة والافراط في تقديم مواقف طريفة في القصة حتى وإن كانت تتصل بموضوع القصة الذي يبدو كموقف طريف تمس جدية الطرح في عمل بهذا النضج وجاءت قصصها الاخيرة مؤكدة على ثقتها بنا وسرعة استجابتها فوصلتنا منها نصوص احتفظت بنصاعتها الفنية وتخلصت من تزايداتها، الى درجة جعلتنا نختار واحدة منها لتكون موضوعا لتناول القراء النقدي وجاءت معظم الكتابات عن القصة مؤكدة لرأينا في مها الزبيري وموهبتها.
* قدم منصور بن حماد الحربي نصوصا ناضجة شكلا وموضوعا، فقد عمد الى التقاط موضوعات ليست مما تنتبه اليه العين في الحياة وان كانت من صميمها تلك الحركات الدقيقة التي لا يمكن ان تنتبه اليها الا اجهزة الحاسب أو آلات التصوير، الرصد النفسي الدقيق والذي يستكنه سيكولوجية الاشخاص,, الخ، وعلى صعيد الشكل استخدم منصور الاساليب الفنية للقص بذكاء لافت، استخداما يتصل دائما بموضوع القصة وكأن الموضوع عنده هو الذي يملي عليه الشكل موهبة منصور موهبة نضجت قبل ان تبدأ الممارسة.
* حسين بن سعيد الدوسري من اصدقاء الصفحة الحميمين نبادله حرصا بحرص، تميز بغزارة الانتاج ومع ذلك لم يكرر موضوعا, يحمل حسين، حساً بالأشياء التي ترتبط بوجدانه لما تمثله بالنسبة له من قيمة، وغالبا هي اشياء تراثية تعود الى زمن الاجداد الذين ربما رآهم ورأى علاقتهم بها، ومن هذه العلاقة التقط معاني البراءة ونصاعة القلب كذا تأتي عناوين قصصه دالة على ذلك العمة وساعة الخراش طفولة الجدة صندوق العمة دارنا الطينية الصغيرة صبي القرية نافذة الدار عثمان الصغير ,,, الخ، من هذا يستمد حسن خصوصيته المميزة، إذ لا نكاد نلمس هذا التوجه في القصة القصيرة إلا في بعض ما كتبه عبدالعزيز مشري.
* هاني الحجي تعرض قصصه ثقافة واضحة، يستفيد منها ويوظفها علميا دون اخطاء يتعارض بها الفن مع العلم، ليست قصصا من قصص الخيال العلمي ولكنها نصوص أدبية جيدة اضافت الى موضوعاتها ثقافة الكاتب ثراء آخر يتصل بالتاريخ وبالطبيعة الانسانية وبتاريخ من اعماله (ارخميدس قريتنا - تعرجات مظلمة - احلام فيلسوف فقير،، الخ) وبسبب هذا التوجه تبقى للكاتب خصوصيته.
* ثويني محمد آل عليوي قدم لنا قصة واحدة وانقطع بعدها، انقطاعه خسارة بلا شك فثويني يتميز باستخدامه لأدواته بامتلاك شديد وبقدرة ومهارة واضحتين تمسكان بمجالات متعددة وبخيال محرر قادر على التحليق، وهو فضلا عن ذلك كله يمتلك لغة عذبة وجميلة، كانت قصته بعنوان (هل يرف الحجر) وفيها استطاع من خلال ثانية تمثل الزمن الفني للقصة ان يفجر عالما رحبا بأحداثه وأزمانه واعتزازنا به يؤكده ما وجهناه اليه من مناشدة بأن يتواصل معنا باستمرار ولكن ها قد أوشك عام ان يكتمل على غيابه، لم ننسه بل نعيد إليه النداء.
* تركية العتيبي - حفصة العبدالواحد تهاني عبدالله، من الأسماء التي قدمت نفسها بشكل جيد، وإنما ربما لظروف خاصة انقطعن منذ فترة دون ان ينقطع الأمل لدينا في التواصل من جديد خاصة انهن يمتلكن موهبة قصصية جيدة.
* سالم الطريفي، صدى الاحزان، اشجان البدر، وفاء اليامي، البندري الوتيد، أصدقاء للصفحة يكتبون القصة ورغم حداثة تواصلهم مع الصفحة فهم حتى الآن محملون بوعود جميلة.
|