ومن جانبها قدمت الصفحة مساحة رحبة من التنوع تستطيع ان تستوعب مختلف التجارب فلم تكتف بنشر الاعمال الابداعية من الشعر والقصة، ولكنها:
- استنت تقليدا في رعاية الاعمال المنشورة بتناول نقدي بسيط، لا يتردد في المصارحة بملحوظة سالبة، ولا يبالغ في تضخيم القيم الايجابية في الاعمال,, كتابة موضوعية تستهدف ان تطلع صاحب التجربة على موقعه من الشكل الذي يمارس الكتابة فيه، وترد اليه حقه في معرفة الرأي فيما يكتب,- رأت الصفحة ان تتيح فرصة لاصدقائها لممارسة التجريب في النقد، فنشرت بعض الاعمال الابداعية دون تناول، وطلبت اليهم ان يكتبوا هم عنها، وطبيعي اننا لم نبدأ هذه التجربة الا بعد ان كانت قد مرت عدة شهور من بداية العمل، تعود فيها الاصدقاء على اشكال التناول النقدي، وكانت النتائج مبهرة.
- خصصت الصفحة عددا، الصفحة بكاملها، ليكون عددا خاصا تصدره مرة أو مرتين كل سنة، نشرت فيه قصة الممسوسة لأمل السعيد وقدم لها دراسة الزميل الناقد فهد العتيق، وقصيدة مواسم النرجس للشاعر المتميز محسن السهلي، مع تناول للزميلة ريمة الخميس، وقد رأينا ان في هذه التجربة مزيدا من الحفز للاصدقاء.
- قدمت الصفحة شهادات كتبها خصيصا لهم عدد من الكتاب المعرفين، بهدف ان نضع امام اصدقاء الصفحة تجربة هؤلاء ، مثل عبدالعزيز المشري وجار الله الحميد - فهد العتيق ود, سعد البازعي ,, وغيرهم.
- استحدثت الصفحة مساحة للفن التشكيلي، مع تناول بسيط للاعمال، كي تتسع مساحة الصفحة للابداع اجمالا، الفني والادبي، وليس للشعر والقصة وحدهما، وكانت التجربة رائعة بما وصلنا من اعمال تواصل اصحابها مع الصفحة.
- استحدثت الصفحة زاوية مصطلحات وتعريفات للتعريف بالمدارس والاتجاهات المعروفة، ولشرح المصطلحات الادبية والفنية التي تنتشر في الكتابة النقدية، برغبة منا في ان تكون هناك لغة تفاهم مشتركة بين كل اصدقاء الصفحة في كتاباتهم النقدية، وعملا على ان يتلافى هذا الجيل الناهض ما وقعت فيه الاجيال السابقة من سوء الفهم نتيجة لاختلاط المصطلح ودلالته بينهم.
هل تصدقوننا اذا قلنا لكم - اننا مثلكم ربما - قد تملكتنا الدهشة ونحن نراجع حصاد عام مرَّ علينا وعليكم في تجربة هذه الصفحة؟، دهشة لا تقتصر اسبابها على ما نراه من جديد من اعمال مميزة تابعنا اصحابها ورأيناهم يتقدمون خطوة بعد اخرى، وانما يتقدم تلك الاسباب ما رأيناه من اجابات عملية على بعض القضايا التي كان نظن انها مجرد اطروحات نظرية لا تستند الى شيء، ومن اهم تلك القضايا مسألة الاجيال هنا فوق هذه الصفحة رأينا مولد جيل ناهض محمل بالوعود، استمد ثقافته من الذين سبقوه ممن استوعب تجربتهم بوعي، وحرص على ان يجرب ويستمع كي ينضج تجربته، ثم انطلق الى التعبير عن نفسه بشكل جديد يحفظ له تميزه وتفرده، حتى اننا نستطيع ان نتأمل تلك الوجوه الجديدة، ونحدد من ملامحها شكل الساحة الثقافية القادم بعد عدد من السنين لن يطول، لأن هؤلاء هم فرسانها الموعودون، هل يمكن ان يكون هناك من هو اسعد حظا منا، ونحن نرى جيلا قادما بقوة من الشعراء وكتّاب القصة والنقاد لم تعلن اسماؤهم بعد بانتظار لحظة الانطلاق؟ وهل يكون من حظنا اننا اول من افشى السر وسرب الاسماء.
أدهشنا كتّاب القصة بأن أحدهم لا يترسم خطى الآخر فيصبح نسخة مكرورة، لكل منهم اسلوبه المميز ورؤيته الخاصة وهمومه وهواجسه، حتى اصبحنا نعرف القصة لمن ان نسي صاحبها ان يذيلها باسمه، وغريب اننا لدى معظم كتاب القصة المعروفين من جيل واحد نكاد نرى ان كثيرين منهم يحطون على فريسة واحدة، وان يتميز هذا الجيل الناهض بحرصه البالغ على بناء شخصيته المستقلة.
|