البعد قد يولد المحبة في بعض الاحيان وقد تتجلى الافكار بنا الى الرعيل الاول من الفنانين واعني المؤسسين للفن وخصوصا في مجال الاغنية والذين استمتعنا بحق لاغانيهم حيث كان لهم الفضل الاول في انشاء البنية التحتية للاغنية امثال (عيسى الاحسائي وطاهر الاحسائي ومطلق دخيل) في وقت لم تتوفر فيه سبل الانتشار بالنسبة لهم الا عن طريق الاجتهادات الشخصية اما عن طريق الجلسات في الحفلات او عن طريق اليوم يقوم بتسجيله الفنان وبمعيته الفرقة الخاصة به دون مؤثرات صوتية لتجد بعدها الطريق في الانتشار عن طريق التناول من شخص الى شخص ومن بلد الى بلد وهكذا كسب الفنانون الاوائل شهرتهم بعد سنوات من العمل دون مساعدة من احد.
ومع هذا الجهد الطويل الا انهم اليوم اصبحوا في عداد المنسيين رغم بقاء البعض منهم على قيد الحياة امثال طاهر الاحسائي ومطلق دخيل اللذين كانا برفقة الفنان عيسى الاحسائي وقد يعول البعض اسباب هذا النسيان الى ان هؤلاء من الفنانين الشعبيين القدامى ومنهم من لا يتفق مع اذراق الشباب في هذه الايام فالمزاجية لا تقف البتة مع انتاجهم.
واذا ما اردنا الحقيقة فالفنان طاهر الاحسائي صاحب اغنية (حيو شباب تعلم) لم يجد مؤسسة فنية تتبنى هذا الفن الشعبي وقد تفضلت مؤسسة نجران وهي المؤسسة الوحيدة التي اتفقت معه في انتاج اغانيه وهكذا تطوى صفحت هؤلاء الفنانين دون ذكر فقد اصبحوا من التراث الشعبي ليس الا.
عبدالطيف المحيسن