* تحقيق: محمد العروي
للعمل التطوعي سواء أكان ذلك في المرافق الاجتماعية أو الاغاثية أو الدعوية عدة ايجابيات ومكتسبات على الفرد وعلى المجتمع.
وهو لا يمثل عبئاً اضافياً على الالتزامات الأسرية والوظيفية للفرد وللتعرف على فوائد العمل التطوعي ونظرة الكثيرين له وأبرز ايجابياته والمردود الذي ينعكس على الفرد عند ممارسته.
استطلعنا العديد من الآراء المتمثلة في الأسطر التالية:
شروط العمل التطوعي
استضفنا في بداية طرح هذا الموضوع الدكتور عبدالله بن علي أبوسيف المشرف العام على مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالمدينة المنورة الذي أوضح أن العمل التطوعي يعني بذل المستطاع من المال أو الوقت أو العلم أو النفس لله سبحانه وتعالى احتساباً للأجر والثواب والفوز بمرضاته سبحانه في جميع جوانب الخير الدعوية والاغاثية.
وعن فوائد العمل التطوعي يقول الدكتور عبدالله بأنها فوائد جمة وعظيمة ومن أهمها وأبرزها مايلي: أولاً: تزكية النفس بأداء الواجب المناط بها شرعاً قال تعالى: خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ، ثانياً: تحقيق التكافل والترابط والتراحم الاجتماعي بين المسلمين قال صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ، ثالثاً: الترفع عن الأخلاق الذميمة والتخلص منها كالكسل والخمول والتواكل والشح والبخل والانانية واكتساب التحلي بالأخلاق الفاضلة الكريمة كالبذل والعطاء والجود والسخاء والايثار، رابعاً: شغل الوقت والنفس بما ينفع واكتشاف الإنسان ذاته وصقل مواهبه ومهاراته وتنمية قدراته واستعدادته وتوسيع مداركه وآفاقه وغيرها من الفوائد الأخرى, وبيّن الدكتور عبدالله بأن العمل التطوعي لا يمثل عبئاً على الإنسان شريطة أن يراعي فيه التدرج في تقديم الأولويات وترتيب الأعمال الأهم فالمهم فقد قال صلى الله عليه وسلم -ما معناه-إن لربك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقا وإن لأهلك عليك حقا وإن لولدك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه كما أضاف الدكتور أبوسيف قائلاً: بأنني قد وجدت العمل التطوعي من خلال عملي في الندوة العالمية للشباب الإسلامي انه مدرسة عظيمة في تهذيب سلوكيات الشخص واخلاقه وانه محصن تربوي يوجه الإنسان في معرفة ذاته وصقل مواهبه ومهاراته واستثمار وقته في النافع والمفيد بإذن الله تعالى وعن عدد المتطوعين وأعمالهم في مكتب الندوة قال بأن اعدادهم تتنامى وتزداد بالذات عند النوائب أو في مواسم الخير وكل يمارس ما يستطيعه في البذل والعطاء والوقت والخدمة التي تتناسب مع قدراته ومواهبه ومؤهلاته فقد قال صلى الله عليه وسلم: اتقوا النار ولو بشق تمرة وقال صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه .
رسالة إنسانية
كما أوضح أمين مركز حي الأزهري بالمدينة المنورة طاهر جوهري وهو متطوع ويعمل مدرسا بالمعهد الثانوي الصناعي بأنه يعتبر العمل التطوعي رسالة انسانية شرعية اجتماعية تحقق هدف الخدمة العامة للوطن والمواطن احتساباً للأجر عند الله سبحانه وتعالى ومن فوائد العمل التطوعي تطوير شخصية المتطوع وتنمية خبراته وتحمل المسؤوليات كما ان المجتمع يستفيد فائدة عظيمة من العمل التطوعي من خلال عمل مختلف لجان المركز وبيّن الاستاذ طاهر بان الشخص المتطوع يقوم باختيار العمل الذي يناسبه ويحدد بنفسه الوقت الملائم لممارسة هذا العمل كما أوضح أنه ومن خلال عمله كمتطوع وجد أن العمل التطوعي ليس صعباً ولم يشكل له اي عائق ودعا أمين مركز حي الأزهري كل من لديه القدرة أو الوقت ولو اليسير للحضور إلى المركز والمشاركة في تحمل بعض المسؤوليات حسب استطاعة الشخص وقد تكون ساعة في اليوم أو ساعة في الاسبوع أو المشاركة في تنفيذ برنامج معين حتى لو كان بشكل شهري أو فصلي فلا يظن أحد أن العمل التطوعي يشكل عائقاً للإنسان في أعماله ومسؤولياته الشخصية.
كما التقت الجزيرة بالمتطوع صويلح نويفع الروقي مدرس في المعهد الثانوي التجاري بالمدينة المنورة والمشرف على لجنة الزواج بمركز حي الأزهري حيث يقول ان العمل التطوعي لا يستغرق الكثير من الوقت أو الجهد ومن خلال عملي التطوعي كمشرف على لجنة الزواج وجدت نفسي اقدم خدمات مباشرة لشريحة من الناس وقد لمست وباستمرار آثار هذا العمل التطوعي مما شجعني على المواصلة واستطيع ان اقول ان العمل التطوعي لا يكلف شيئاً وذلك من خلال تجربتي في هذا المجال كما ان الإنسان يشعر ومن خلال هذا الوقت انه يقدم خدمات جليلة.
ومن جانبه حث صقر صلاح ظويهر على الانخراط في الأعمال التطوعية معتبراً أن العمل التطوعي يحقق الكثير من الفوائد للشخص المتطوع خاصة انه لا يكلف الكثير من الوقت أو الجهد وباعتقادي أن الإنسان ما وجد ظروفه مهيأة وبامكانه المشاركة ولو بشكل يسير فعليه ألا يتردد كما انه من المناسب الاستفادة من الاجازة في ممارسة بعض الأعمال التطوعية في المرافق الاجتماعية والدعوية والإغاثية لمن تمكنه ظروفه من ذلك.
وعن هذا الموضوع أيضاً تحدث استاذ الحاسب الآلي محمد فرغل ويعمل مدرساً في إحدى الثانويات بالمدينة المنورة وهو متطوع بالجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية مؤكداً أن العمل التطوعي لا يشكل عبئاً اضافياً بجانب الالتزامات الأسرية والوظيفية كما أن الراغب في العمل التطوعي يقوم بممارسة نشاطه بما يتناسب مع ظروفه الشخصية بحيث يحدد بنفسه المجال الذي يرغب ان يشارك فيه.