يقال,, عندما تريد أن تعرف الطرف المسيطر في الحياة الزوجية فانك يجب أن تنظر الى الطرف الذي يتحكم دائماً بالريموت كنترول امام جهاز التلفاز .
هذه المقولة قرأتها قبل فترة في احد الكتب المترجمة لأحد الاخصائيين النفسيين وكان يشرح فيها طبيعة العلاقة المعاصرة بين الرجل والمرأة في ظل وطأة التطورات التكنلوجية وتقدم الآلات وتمحور طبيعة المجتمعات حول ديناميات اجتماعية جديدة, وفي ظل هذا التطور الاجتماعي الذي غزا العالم بأجمعه نرى علاقة الزوجة والزوج وطبيعة التنافس قد تحسنت أو تغيرت الى الجانب السلبي في احيان اخرى فتعليم المرأة وخروجها للعمل بل وان ارتيادها لمناصب وظيفية عليا أمر أدى الى تفهم الرجل دور المرأة ومدى قدرتها على تقديم الخدمة لمجتمعها وعدم الاقتصار فقط على تقديمها لزوجها وأبنائها داخل الأسرة بل وان هذا الأمر له دوره في توضيح مدى الوعي العقلي لهذه المرأة والاتزان النفسي وهذه هي الحقيقة التي تستطيع من خلالها تقديم الكثير ولكن ليس العمل والتعليم في المجال الفعلي فقط وانما أيضا في المجال الأسري أدى الى ان تكون هذه الزوجة ذات رأي أكثر وعيا وصاحبة نقاش أكثر موضوعية والذي من خلاله تستطيع اخضاع الظروف المحبطة بما يواكب العصر الحاضر بل والاهم انه يتطبع مع الدين والاخلاق والعادات ولكن للاسف أين الرجل بتفكيره ووعيه أين الاتزان الذي كان يتميز به في الزمن الماضي متطبعاً مع الظروف الاجتماعية السابقة فهل يستطيع الرجل فعلاً أن يحتفظ بهالته العقلية ليمزجها بالزمن المعاصر ومن خلال ذلك يتصرف ويقود أم أنه أصبح يحظى بكثير من الميكانزمات الدفاعية ليقاوم أي جديد يمكن ان يطرأ على حياته حتى ولو كان (نافعاً) وهذا ما نلاحظه كثيرا في بعض الرجال أو لنقل الأزواج للاسف تراه يريد أن يفرض رأيه في منزله (اعتباطا) دون تفهم ودون تفكير المهم ان تمشي كلمته على الجميع باصرار يكمن خلفه الخوف من ان يفقد هذا الزوج كلمته أو دوره في منزله, اعتقد ان كثيرا من هؤلاء الرجال مصابون بفوبيا الادوار فهو يخشى ان تحتل المرأة أو الزوجة مكانه في الناحية القيادية أو القوامة فيظل من اجل ذلك يحارب ويحارب هذا الحرب قد يبنى على أسس منطقية أحيانا وقد لا يكون كذلك احياناً اخرى,, أظن ان هذه هي الرجولة في نظر بعض الازواج بل والادهى والامر ألا يطيع الرجل زوجته حتى لو من باب الصدفة احيانا لأن هذا في نظره ضعف وخضوع وهذا في النهاية يساوي بالنسبة له شخصية ضعيفة وسحباً لبساط التمركز القيادي, وجانب ثالث من الرجال من يطيع زوجته ولكنه في المقابل يخفي ذلك على الجميع سواء أكان هذا الموضوع الذي اطاعها فيه مهماً أم غير مهم مشتركا بينهما أم غير مشترك لأن الرجال أمثاله اذا عرفوا او سمعوا عن ذلك ظلوا يسخرون منه وقد تصل الدرجة احيانا الى انهم قد يطلقون عليه لقباً يقللون به من قيمته وهذا فقط لأنه رجل متفهم لزوجته, وهنا أتساءل الى متى يظل مجتمعنا يحوي هذه العقليات محدودة التفكير الى متى تظل المرأة لدى البعض اثاثا يتحرك ؟! لماذا يظل البعض من الرجال فاقدين الثقة بأنفسهم بهذا الشكل؟ اعتقد انه امر يمس صميم الحياة, فهل نكون اذاً اكثر وعيا وهل تكون المرأة جزءاً يشترك مع الرجل لايتبعه لتحس بكيانها وتعطي بشخصية متزنة وقوية؟.
نجلاء أحمد السويِّل