تتكون ضاحية العريجاء بالرياض من مجموعة أحياء كبيرة والتي قامت حكومتنا الرشيدة بتوزيع اراضيها على ابناء هذا الوطن العزيز وقد روعي عند تخطيطها في بداية الأمر من قبل الأمانة مقومات التخطيط الحديث كوضع الشوارع الفسيحة والمرافق الحكومية التي تلبي احتياجات المواطن المستقبلية.
إلا ان الأمانة ذيلت هذا التنظيم السليم باجبار المواطن على التقيد بنموذج البناء (الصامت) المتضمن عدم فتح نوافذ على الجار فأصبح شكل المبنى الخارجي منافيا للتنسيق العمراني الحديث, ثم سمحت الأمانة لاحقا بعد بناء ثلاثة أرباع هذه الضاحية على النموذج القديم، باعطاء الأمر لمن اراد البناء ان يلتزم بطابع الأحياء الأخرى بالرياض, ثم لجأت الأمانة في الآونة الأخيرة الى منح معظم هذه المرافق والتي تعد متنفسا حيويا لسكان هذه الأحياء الى أناس قاموا ببيعها حال استلامهم لها, وبهذا فقدت هذه المرافق الخدمة التي اوجدت من أجلها كالمدارس والمساجد والحدائق وملاعب الأطفال ومواقف السيارات ومراكز المطافىء ومراكز الشرطة وجمعيات الهلال الأحمر والمراكز الصحية والمستشفيات والجمعيات الخيرية ومراكز البريد والخدمات الأخرى فضلا عن زيادة الضغط السكاني المكثف, فأصبحت هذه الضاحية الجميلة تشبه الحواري القديمة التي تفتقر للتخطيط والتنظيم علما بأن هناك تعليمات تنص على عدم توزيع المرافق الحكومية (حسب افادة معالي أمين مدينة الرياض عند مراجعته في حينه لتقديم شكوى حول هذا الموضوع) والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا جمدت هذه المرافق طيلة العشرين سنة الماضية ومنحت الآن لفئة معينة دون منحها لمستحقيها في ذلك الوقت؟ فأرض مملكتنا الحبيبة واسعة والمخططات كثيرة فنحن سكان هذه الأحياء نطالب المسؤولين المختصين بهذا الشأن إعادة النظر في المرافق المذكورة وتوقيف توزيعها حتى تتحقق المنفعة التي وضعت من أجلها والتوفير على الدولة من استئجار المباني الخاصة.
شاكرين ومقدرين لهم حسن تجاوبهم واهتمامهم لما فيه مصلحة الوطن والمواطن.
مزيد بن مليح العتيبي
الرياض