هذا عنوان لرواية قديمة لمحمد عبد الحليم عبد الله، وعلى النقيض منه يقول محمود درويش ما اكثر الماضي يجيء غداً وبين الموقفين صراع في الرؤية والمنهج,, والتاريخ الثقافي يحدثنا بأن الرسام الهولندي الشهير جان فيرمير الذي عاش في القرن السابع عشر لم يترك لنا رسماً شخصياً له الا واحدة من الظهر، ورسام الكاريكاتير الراحل ناجي العلي ظل يرسم شخصية حنظلة من الظهر ولم يلتفت الا مرة واحدة عند توقيع إتفاقية كامب ديفيد, واوزبورن المسرحي الانجليزي صاحب مسرح الغضب ظل يردد: انظر خلفك بغضب، وصلاح عبد الصبور يقول: حجارة أكون لو نظرت للوراء!! فلماذا تتأجج الرغبة في الانفلات من الماضي عند البعض بينما يغطس آخرون في بحره ؟
واكبر الظن ان الذين يصرون على ان الماضي لا يمضي يعيشون حالة ارتكاس، يقايضون شبح العمر بالعمر نفسه حذار التسليم بأن: ما فات فات وكل ما هو آت آت,, اما اولئك الذين لا يلتفتون للوراء فلانهم يدركون ان المستقبل صناعة الماضي الحي ولا عبرة فيما لا يمتلك اسباب بقائه فينا.
صالح الشهوان