تصاحب برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية في كل دول العالم بعض المشكلات نخص منها على الاقل نوعين اساسيين هما اعداد العمالة اللازمة لانجاز هذه البرامج وتوفر جو العمل الصحي المأمون لها, وبذا كانت مشاكل الامن الصناعي ظاهرة يقتضيها التطور,, ولذا كان من الطبيعي، بل من الضروري ان تحاط البرامج بسياجات الامان واحتياطات الوقاية لمنع الضياع في المقومات الاساسية للانتاج وهي العامل والآلات والمواد وذلك باتخاذ الوسيلة الكفيلة بمنع وقوع الحوادث والاصابات التي لم يعد هناك شك في انها خسائر يمكن تلافيها.
هناك تشابه في اسباب وقوع الحوادث، فالخطأ في طريقة تأدية العمل مما يؤدي الى تلف المواد والآلات الامر الذي يتسبب في زيادة تكاليف الانتاج مما يوجب توفير الوسائل الكفيلة بالمحافظة على سلامة العناصر لتقليل الخسائر, ويعتبر موضوع الحوادث من الظواهر التي يمكن التحكم فيها ومنعها الى حد بعيد وذلك في حالة اتباع قاعدتين هما دراسة الامراض و الاخطار المهنية في جميع نواحي النشاط الصناعي الذي تزاوله المنشأة وكيفية الوقاية منها وحماية الايدي العاملة والمنشآت ومواد الانتاج.
ان الاهمية البالغة للصناعة تستدعي ضرورة توفير جميع الاحتياطات التي تكفل ضمان عدم تعرض المصانع والمنشآت الاقتصادية ووسائلها المختلفة لاي اخطار قد تؤدي الى توقفها او الاضرار بها واضعاف انتاجها,, وفي هذا المقام تعتبر الحرائق من اشد الاخطار التي يجب اتخاذ جميع الاجراءات الوقائية لمنع حدوثها ومواجهتها والقضاء عليها فوراً وفي اضيق نطاق وبأقل خسائر.
كثيراً ماتتهم الكهرباء بانها السبب في احداث حرائق كثيرة، وهي في الواقع براء من هذا الاتهام, قد يختلط الامر عند بحث سبب حريق لمنشأة بسبب استخدام اجهزة الطاقة الحرارية بين ما اذا كانت المواد المحترقة قد اشتعلت نتيجة ما اكتسبته من حرارة تولدت من السطوح الساخنة لهذه الاجهزة او نتيجة لحدوث خطأ فني في التوصيلات الكهربائية الخاصة بها, لكي يمكن الربط بين اشتعال النار وسبب معين يجب ان يقوم الدليل على وجود مصدر للاشعال وقت حدوث الاشتعال مع تواجد احدى المواد القابلة للاشتعال في اكثر الامكنة قرباً من هذا المصدر، هو ما ينطبق على حرائق الكهرباء بطبيعة الحال والتي بالنسبة اليها يجب ان يقوم الباحث بعدة خطوات اولها واهمها هو التعرف على المكان الذي حدث فيه الحريق وان امكن تحديد نقطة بداية الاشتعال ويمكن الاستعانة بمعلومات شهود الرؤية.
فان تراءى له بعد بموجب تلك المعلومات ان سبب الحريق في الغالب يرجع الى الكهرباء فإنه سيقوم ببحث الاسباب الفنية المحتملة للحريق الكهربائي ليتأكد من صحة السبب.
من المعروف ان مرور تيار كهربائي خلال احد الموصلات يترتب عليه ارتفاع في درجة حرارة هذا الموصل, وتتوقف قدرة او سعة حمل التيار لاي دائرة او ملف كهربائي على مقدار الارتفاع في درجة الحرارة عند مرور التيار, فإذا زاد هذا التيار زادت بالتالي الحرارة المتولدة عنه حتى اذا تجاوزت الحد المأمون بمرور الوقت انصهر الموصل عندما تصل درجة حرارته الى نقطة الانصهار، وسيتبع ذلك حدوث احتراق الاغلفة العازلة وغيرها من المواد القابلة للاشتعال والمتصلة به، كذلك تتأثر قدرة الموصل على حمل التيار من خفض او هبوط فرق الجهد بين طرفيه اذ يترتب على انخفاض التيار بطرفي ثبوت المقاومة الى الحد الذي لاتتولد عنده حرارة تربو على الحد المأمون، بالاضافة الى ذلك فان زمن التشغيل ايضا يحكم قدرة الماكينات الكهربائية على حمل التيار لحد بعيد, فالماكينات التي يقتضي تشغيلها باستمرار تقوى على حمل تيار اشد لفترات قصيرة او لخدمات عارضة تحتاج الى مثل هذا التيار الاقوى, كذلك نشير الى ان التيار المار في دائرة كهربائية فرق الجهد بين طرفيها يكون مكوماً بالمقاومة الكلية طبقاً لقانون (اوم) حيث شدة التيارXالمقاومة= فرق الجهد, وعلى هذا الاساس فان اي نقص في المقاومة يترتب عليه ارتفاع في شدة التيار, ولما كان الاثر الحراري للتيار الكهربائي يتناسب مع شدة ان نتصور مدى كمية الحرارة المتولدة لدى حدوث اي زيادة في التيار المار في الدائرة وما ينجم عن ذلك من اخطار الحريق.
* أهمية الصناعة تستوجب ضرورة توفير الاحتياطات المانعة للأخطار
* الحرائق تعتبر من أشد الأخطار التي تهدد الصناعة
* الكهرباء براء من الاتهام بأنها سبب الحرائق
القدرة والسعة على حمل التيار تتوقف على مقدار الارتفاع في درجة الحرارة