إصابات العمل، التأمين الصحي، مدخولات الوظيفة المتوافقة ومتطلبات المعيشة، الاستقرار الاسري، ثم سلامة المنشآت الصناعية وتوفير الكادر البشري المؤهل لتأمينها والحفاظ عليها ضد المخاطر، كلها امور تدخل بشكل او آخر ضمن مفهوم الامن الصناعي,, ولاننسى طبعاً الاشتراطات الهندسية للمباني الصناعية وما يجب ان تكون عليه مواصفاتها بما يوفر لها اقصى درجات الحماية الممكنة في مواجهة الكوارث ايا كانت، ايضا الصورة العامة لها وارتباطها الوثيق بالاقتصاد فعوائدها تصب لمصلحة الاخير، والضرر الذي يمسها يلحق به كذلك باعتبار اللحمة، ولو تأملنا ملياً ماهو كائن بالسعودية كمثال نجد الشركة السعودية ارامكو تحتل مكاناً متفوقاً بمجال الامن الصناعي مقارنة بمثيلاتها المحلية، لماذا؟ لان المنتج محل اهتمامها يجسد بالدرجة الاولى مصدراً رئيساً للدخل محل العناية!! ويمس مختلف اوجه الحياة بمحيطها، وبموجبه فالتداعيات غير المحببة لشريان الحياة الاسود غير مرغوبة بدون شك!!،مضافاً اليها وسائل الامان بالمصانع للسيطرة على الحرائق او لحماية العاملين بها او مايدخل في حكمها فهي ليست ببعيدة عما ذكر، وعموماً تحتل مفردة الامن بمجال الصناعة موضعاً لايمكن وصفه بغير المهم ابداً، ولك ان تتخيل سيارة تعمل دون التزود بمصدر للطاقة؟!، او دنيا نعيشها بلا هواء نتنفسه؟!، لان الآلية نفسها تماثل تماماً صلة الامن بالصناعة؟!، فضلاً عن ان مؤشرات الخطر عندما تقترب لايجاورها إلا الترقب والتوجس والرهبة!!، فالكارثة عندما تحل فرضاً بمنشأة ما لاول مرة كالحريق او التلف او التدمير او الاعطال بانواعها تنسحب تداعياتها لتطال المالك قطاع خاص او عام فحاجة السوق اليها!! فالعاملين بها واسرهم فالاقتصاد الوطني أخيراً، ويظل احتمال وقوعها للمرة الثانية وارداً جداً وبدرجة عالية,, من هنا فالامن الصناعي يفرض نفسه كمطلب ينبغي المثول لاوامره كي يجنبنا مغبة التمني بعد فوات الأوان، فنحن نلاحظ مثلاً مصانع تفتقر لأبسط ترتيبات وقواعد السلامة، وعمالا يديرون مكائن لايدركون مخاطرها معرضين انفسهم لاحتمالات الاصابة التي ربما تكون مقعدة او تصل لدرجة الموت احياناً، لتأتي النتيجة ابناء بدور الاحداث او اسرا تطلب الناس ما يسد الرمق، والسبب اولاً وثانياً وعاشراً صاحب العمل الذي لايكلف جيبه تأهيل هؤلاء او يرى في ايجاد حد ادنى لتجهيزات السلامة بمصنعه امراً مرهقاً مالياً؟!!.
baderalsaud * hotmail. com