عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
اطلعت على ما سطره يراع اختي الفاضلة التي رمزت لاسمها ب(الملتاعة) في عدد الجزيرة رقم (9736) من يوم الاربعاء الموافق 11/صفر/1420ه في مقالتها التي تحمل عنوان هؤلاء الآباء قيد على بناتهم والمتضمنة وقوف بعض الآباء - هداهم الله - ضد زواج بناتهم.
وأقول والله انها وضعت يدها على الجرح,, وليته اي جرح، فهو جرح من الجروح التي لا تندمل,, نعم ان بعض الآباء مع الأسف اعتقد انه لم يدرك خطورة العنوسة وما تسببه من تحطيم كامل لكيان المرأة التي هيأها الله سبحانه وجبلها لتمارس دورها في الحياة بما فطرها الله عليه,, ولكي يكون كلامي واضحاً سأورد مثالاً للقياس فقط وبالمثال يتضح المقال,, فها هو احد الشبان المشهود لهم بالدين والأمانة وحسن الخلق يتقدم لخطبة احدى الفتيات التي لا تقل عنه ديناً وامانة,, وقبل ان يسأل والد الفتاة عن دينه وخلقه بل حتى لم يسأل عن اسمه سأله ماذا تحمل من شهادات!!! فأجاب هذا الفتى مذهولاً ان شهادتي الكفاءة المتوسطة وموظف بالمرتبة الثالثة، واستدرك هذا الشاب مطمئنا والدها قائلا: لا تخف فلدي بعض المشاريع التجارية التي تدر عليّ دخلاً لا بأس به, فأجاب والد الفتاة قائلاً: لا فنحن نريد شاباً جامعيا!!؟؟ عاد الشاب يندب حظه وبقيت الفتاة تكفكف دموعها (لا تعليق فالرأي لجمهور القراء).
وهذه حادثة أخرى سأسوقها لكم وهي تتمثل في إقدام احد الشباب الطموحين لخطبة كريمة احدى الاسر وبعد بحث من قبل اسرة الفتاة تمت الموافقة لاقتناعهم بكفاءة هذا الرجل وبدينه واخلاصه,, ولكن هناك عقبة في نظر هذه الأسرة اعتبرتها عائقاً كبيراً وهي ان هذا الشاب يعول والدته المسنّة واخاه من أبيه وهو في العاشرة من عمره ورغم ان هذه الفتاة اعجبت ايما اعجاب ببر هذا الشاب بوالدته اضافة الى انه كان ذا صيت دائع في بره بوالده المتوفى - وقد وافقت على السكن مع أمه وأخيه وهي تفتخر بزوج يحمل كل هذا الولاء والاخلاص لعائلته (مع ايماننا بأن ما يقوم به الابن هو واجب يفرضه الدين عليه),, ولكن ماذا حصل,, استدعى والد الفتاة هذا الشاب وقال له بالنص الواحد: لا نريد ابنتنا خادمة لديكم,,؟؟! ايضاً لا تعليق.
اقول ارحمونا يا ايها الآباء فنحن نتعذب كل يوم,, شبح العنوسة يطاردنا كل يوم في اليقظة والمنام فنحن نريد ان نمارس حقنا المشروع في الحياة, واليست هذه حياتنا لا نريد وظائف ولا نريد مالاً بل نريد زوجاً واطفالاً ورواتبنا سنتركها لكم ارحمونا,, ارحمونا فمن يده في الماء البارد ليس كمن يده في الجمر.
هذا والله من وراء القصد,, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سارة أحمد