Wednesday 9th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 25 صفر


متى أوان اجتثاثه؟
التسوّل,, آفة اجتماعية تسحق الزهور

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
اضحى التسول ظاهرة اجتماعية سيئة بل من اسوأ واخطر الظواهر التي تعاني منها الشعوب والمجتمعات, والتسول حالة مرضية من امراض المجتمع وتدل بلاشك على كل معاني التدني الفكري والاجتماعي والانساني والخلقي لدى فئة من الناس, والتسول عادة تمارسه فئة من الناس تبلد كل احساس لديهم بالحياة، وظل هذا الاحساس يموت ببطء نتيجة الخمول والكسل والاتكالية والهوان حتى اصبح الانسان الذي يمارس مهنة التسول في نهاية الامر مجرد شبح يتحرك يمد يده ويتمتم فمه بعبارات يرددها ليستدر العطف والشفقة من الناس اعطوه او منعوه,, وهذا الظاهرة ربما تستفحل في ظل غياب الجهات المعنية بمكافحة التسول او المؤسسات الخيرية او البرامج التوجيهية والمخصصة لرعاية الفقراء والمعوزين والاسر المحتاجة التي لا عائل ولا سند لها.
وكثير من المجتمعات الحديثة تحاول ان توجد جميع السبل للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة وذلك بتوفير البرامج التي تساعد اولئك المعوزين وذوي الحاجة على النهوض من كبوتهم وممارسة حياتهم بكل كرامة وانسانية وحتى لا تستشري هذه الآفة الاجتماعية بين ضعاف النفوس وعديمي الكرامة لانها كمخدر يميت كل احساس آدمي لدى الفرد فيظل اسيرا لهذه العادة والتي ربما لقناعته انه يجني منها فوائد وهو لا يفعل شيئا او يقوم بأي مجهود يذكر,, واود هنا ان اطرح هذه القضية التي أراها قد بدأت تستفحل في مجتمعنا علنا نتأملها ونعيها وندرك آثارها وبالتالي يتم علاجها وتلافي اثارها الضارة وتبعاتها السيئة ولعل ما يحز في النفس ان ترى صبية صغارا قصرا يقفون عند الاشارات اما للتسول او لبيع بعض الاشياء التي يرون انها قد تصلح للبيع لدى البعض منا وعندما تلقي نظرة الى اولئك الباعة تجد فعلا انهم اطفال صغار تتراوح اعمارهم بين السابعة والعاشرة,, اي انهم في عمر الزهور وهم يتجولون بين السيارات للتسول يستجدون الناس ويستدرون عطفهم فإما اعطوهم او منعوهم والخطورة التي تكمن في هذا هي اولا انهم صغار في السن وان هذا المكان ليس مكانهم الطبيعي، وربما ان هناك من يرغمهم على ممارسة هذه الاعمال التي يبدو في ظاهرها الفقر او الحاجة وفي باطنها الاكراه والارغام والتهديد على ممارسة تلك المهن من قبل اناس حرموا من العطف والحنان او ربما الجأتهم قسوة الحياة وشظف العيش الى ارغام ابنائهم وفلذات اكبادهم على ركوب المخاطر والتعرض للاجواء القاسية صيفا وشتاء بل خطر الدعس عند الاشارات وهذه الظاهرة يجب ان يتم علاجها من قبل المسؤولين وان يوضع لها حد حيث ان ضحاياها من اولئك الزهور اليانعة الذين اما فقدوا حنان الوالدين ومقومات الحياة الوادعة الكريمة او وقعوا فريسة لقلوب قاسية تستغلهم وتستنرف طفولتهم وحياتهم في الحصول على منافع دنيوية ومكاسب مادية ليس الا.
فهل آن الاوان لمعالجة هذه الظاهرة واجتثاثها الى الابد؟!,, نأمل ذلك والله ولي التوفيق,.
عبدالله بن محمد بن شعلان
الرياض

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved