عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
المرأة مكلفة مثلها مثل الرجل وهناك احكام تختلف فيها المرأة عن الرجل كما ان هناك احكاماً اخرى يختلف فيها الرجل عن المرأة نظرا لطبيعة كل منهما المختلفة عن الآخر, والحلال بين والحرام بين والاصل هو الاباحة في الاشياء او التصرفات غير العبادية الا ان يرد فيها حكم (نص: آية قرآنية او حديث شريف).
المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، وممارسة الرياضة بانواعها تعمل على زيادة اللياقة والمرونة الجسدية، وتعمل على تحريك الدورة الدموية بشكل افضل في جميع انحاء الجسم سواء للمرأة او للرجل، فكلاهما بحاجة للرياضة، ولكن قد تكون المرأة اشد احتياجا لها من الرجل وذلك لما تمر به من مراحل الحمل والولادة فتكون بذلك بحاجة الى استعادة اللياقة التي تكون قد فقدتها خلال تلك الفترة، المرأة ايضا بحاجة لان تكون بصحتها وكامل عافيتها حتى تستطيع أن تقوم بالأدوار المختلفة الملقاة على عاتقها كربة بيت وزوجة وام وامرأة عاملة في كثير من الاحيان، وبالتالي فادوارها متعددة او لنقل لديها عدد من الورديات المتتابعة والمتتالية منها ما هو مدفوع الاجر ومنها ما ليس كذلك!
المرأة ونحن على مشارف القرن الحادي والعشرين اصبحت على قدر كبير من الدراية والثقافة العامة، إذاً فكون المرأة متابعة لما يجري ويدور حولها من احداث مختلفة لهو امر طبيعي ومطلوب في كل المواقف بدون تحديد، وكون المرأة تتابع الرياضة بشكل خاص فهذا يدخل ضمن عموم الاشياء والاحداث، وكون المرأة تشجع احد الاندية سواء كرة قدم او سلة او كرة طائرة او تنس ارضي او سباحة او عدو او سكواش او كراتيه او جودو او,, الخ فهذا لا غبار عليه بل ولا غبار ان تمارس أياً من تلك الرياضات، وما المانع طالما هي تستطيع ان تقوم بها ولديها اللياقة والقدرة الجسدية فكما ان للرجال قدراتهم المختلفة فالنساء ايضا كذلك، وطالما ممارستها تلك لا تتجاوز حدود الضوابط الشرعية مثل عدم الاختلاط مثلا فما المانع من الممارسة او التشجيع؟
ما الذي يجعل الرياضة ومتابعة وتشجيع الاندية تضييعاً لوقت المرأة وليس كذلك بالنسبة للرجل اوليست اهمية الوقت تقاس بنفس المقياس لكليهما؟ ما الذي ومن الذي يجعل الدقائق محسوبة على المرأة: كيف تقضيها وأين؟ اما الرجل فهو الذي يحدد كيف يقضي وقته وبالطريقة التي يحب!! أوليست أدوارهما متساوية في هذه الحياة المشتركة؟
ما الذي يجعل الدور الاكبر في التربية وشؤون المنزل يقع على عاتق المرأة؟ بالاضافة الى دورها كامرأة عاملة مشاركة في التنمية وخدمة بنات جنسها، بينما الرجل يقضي وقته مرفها عن نفسه في مجالات متعددة منها متابعة الرياضة وممارستها وتشجيع الفرق المشاركة؟
وبالاشارة الى مقال الاخ احمد البدر في يوم الاحد الموافق 22/2/1420ه الذي ذكر في مجمل ما ذكر ان هناك اموراً قد يكون فيها فتنة للمرأة، فهناك ايضا امور قد يكون فيها احباط للرجل، فالرجل اذا ما رأى هؤلاء الرياضيين وكان سقيما سواء كان نفسيا او جسديا فقد يفقد ثقته بنفسه وقد يشعر بالغيرة ويتخوف ان تراه زوجته ضعيفا وكثيرا ما نسمع عن قصص كانت نهاياتها الانتحار بسبب عدم القدرة على التأقلم والمواكبة والقدرة على التحدي والمنافسة وبالتالي الشعور بالاحباط واليأس فهل يعني هذا ضرورة عدم متابعة الرجل للرياضة والرياضيين؟؟ ام ان نظرتك يا اخ احمد للرجل تختلف عن تلك النظرة السطحية التي تنظر بها للمرأة وهي امك واختك وابنتك وزوجتك؟
ألا تعتقد يا اخ احمد بان لدى المرأة من العقل ما يجعلها قادرة على التحكم في مشاعرها وعواطفها؟ أولم يكن للمرأة دورها القيادي حتى في الافتاء في عصر النبي عليه السلام مثل عائشة ام المؤمنين وهذا يدل على رجاحة عقلها؟ لعل تلك القصص التي تسمع عنها او تقرأها استثناءات غير طبيعية لاشخاص لا نستطيع ان نقول عنهم اسوياء وطبيعيين فقد يكون بهم شيء من الخلل او الاضطرابات النفسية مثلا او عدم وجود الايمان وهو الاهم بالتأكيد, وهذا ما ينطبق على بعض تلك القصص التي استشهدت بها من قصة فتاة تعلقت بلاعب ما!! فهذا قد يكون شعوراً طبيعياً في فترة عمرية معينة أن تعجب الفتاة بمعلمتها او ممثل او مغنٍ مشهور او رياضي.
ليس لي علم بعلم النفس ولكن ايضا في اعتقادي ان ذلك قد يكون راجعاً لفراغ ما! في حياة الفتى او الفتاة! فراغ عاطفي مثلا نتيجة انعدام دور الاب في البيت ووجود فجوة بين البنت ووالدتها او والدها مما يؤدي الى جفاء وجفاف عاطفي فيكون هناك شيء من التعويض العاطفي على شخصيات اخرى قد تكون خيالية احيانا,, ولكن لا يمكن ان يكون هؤلاء هم القاعدة التي نعتمد عليها، فهم قلة وهم استثناءات!!
اعتقد ان المرأة لديها من رجاحة العقل ما يمكنها من توزيع وقتها بين مهامها المختلفة فلا يجب ان نحرمها من بعض المتعة البريئة كمزاولة الرياضة او متابعتها او تشجيع نادٍ ما، اذا كنت قد وثقت بالمرأة لتربي أبناءك ووثقت في المرأة التي ربتك قبل ذلك!! فيجب ان يكون لديك الثقة في قدرتها على التعامل مع الامور الحياتية المختلفة!! ومن المؤسف ألا تكون لديك الثقة في اقرب الناس اليك!!
من الضروري ان يوجد التوجيه والمتابعة من قبل الاهل، ان يوجد التواصل العاطفي قبل اي شيء آخر، مهم جدا ألا يكون هناك فجوة بين جيل الاباء والأبناء، مهم جدا ان يكون هناك مجالات للتعبير عن العواطف والمشاعر في حدود ما يسمح به شرعنا السمح اليسير، ان يكون هناك متنفس سواء للفتى او للفتاة، ويسروا ولا تعسروا، فالكبت يولد الانفجار!!
منيرة أحمد الغامدي
عضو هيئة التدريس - معهد الإدارة العامة