Wednesday 9th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 25 صفر


يارا
أوهام مع بداية الصيف
عبدالله بن بخيت

اعلن في الصحف قبل ايام ان الصيف قد دخل ولا اعرف ما المقصود بالصيف.
فالصيف بالنسبة لي هو تشغيل المكيفات والشوق للسفر اما حرارة الصيف فهي تعني ان عدد القراء سيقل والقدرة على العمل ستتدنى, والحماس سينخفض, فأنا لا احب العمل تحت هدير المكيفات لذا افكر مثل غيري ان آخذ اجازة حتى لا اطفش قراء يارا القليلين اصلاً, رغم انني حاولت ان اضع مخططاً لافضل المواضيع التي تصلح لقراء الصيف، وبعد ان قلبت الأمر على جوانبه تبادر الى ذهني ان اكتب عن قضايا الحب، ولكن قراء الحب سيكونون في لندن وباريس والقاهرة, فتأملت الكتابة في الموضة، فتذكرت ان اهل الموضة هم نفسهم اهل الحب، فقلت اذا افضل المواضيع ان اكتب عن الفن فالفن يمكن ان يكون في اي مكان، ولكني اكتشفت ان محمد عبده وطلال مداح سيسيطران على معظم المواضيع, فهذان الفنانان هما قضاء الله وقدره في الفن في بلادنا الى يوم الدين,, وبعد هذه الجولة في المواضيع لاحظت ان عقلي طاف على المواضيع المخملية مما يعني ان لدي ميولاً مخملية مختبئة وراء اللاشعور، اي انني مخملجي بالسليقة دون ان اعرف,, فانسان لا يفكر الا في الحب والموضة والفن لا بد ان خلفيته خلفية انسان مرفه,, وعندما قلبت الأمر في دماغي وحاولت ان اعرف من اين اتت خليفتي المخملية تبادر الى ذهني الرأي الذي يقول ان الخيال هو جزء من حياة الناس, فالانسان اي انسان يعيش حياة واقعية ويتخيل حياة اخرى موازية لهذه الحياة رغم ان هذه الأمور الثلاثة هي جزء طبيعي من حياة أي إنسان، لكن المشكلة ان هذه الأشياء في هذا العالم لها درجات كثافة تتفاوت من مكان الى آخر في عالمنا الحديث,, فهناك ثلاث مدن اساسية تثريك في هذه الأمور هي لندن باريس نيويورك ويمكن ان استثني باريس لصعوبة التفاهم مع اهلها, فمعظم الذين يسافرون الى باريس لا يذهبون لاشباع سوى سيقانهم من كثر الروحة والجية في شارع الشانزليزيه اما الجانب الجميل والمتعلق بالحب والصرعات والفن فلا علاقة لكثير منهم بها على الاطلاق لاني لا اتصور ان احدا يهتم بهذه الأمور ويبحث عنها في باريس وهو لا يجيد اللغة الفرنسية وهذا يذكرني بجماعة لندن الذين يزرعون حديقة الهايدبارك يومياً دون كلل او ملل, ولا يعرفون عن مدينة لندن الا شارعين او ثلاثة, ثلاثة اشهر لا يتجاوزون هذه الشوارع.
اما نيويورك فصورتها في ذهننا انها مدينة مرعبة والأمن فيها مفلوت والناس تتقاتل فيها كما يتقاتلون في غابة, وهذه الخرافة انطلت حتى على السعوديين الذين درسوا في امريكا في ازهى ايام شبابهم فمعظمهم لم يجرؤ حتى على زيارة نيويورك، او التوقف فيها اثناء سفره,, بينما يسميها الامريكان (التفاحة الكبيرة) فهي بالفعل تفاحة المدن كلها فأي شيء تتميز به مدن العالم يمكن ان تجده في نيويورك فهي مدينة الحب والفن والموضة والمسارح والكتب والعروض والمطاعم, وكلما تذكرت نيويورك اشعر ان العالم المخملي الذي يبسط نفوذه على خيالي هو موجود على الطبيعة، فنيويورك هي الحد الفاصل بين الحقيقة والخيال في هذا العالم, فرغم ضخامتها وكثرة الناس فيها الا انك تشعر بأنك تمتلكها ولا اعرف متى نتخلى عن رعب المسألة الأمنية المتضخمة في خيالنا حتى يحق لنا ان نشارك العالم متعته.
Yara*Hotmail.com.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved