** خلال ايام الامتحانات,, كانت مواقف الآباء وادوارهم في هذه المرحلة مختلفة، ومتفاوتة تماماً,, من اب لآخر,.
**هناك آباء يدركون أهمية هذا الموسم السنوي وحجم تأثير ذلك على نفسية الابناء ومدى حاجتهم الى مساندة والديهم من كل زاوية,, ولهذا,, فقد استشعر مثل هذا الاب,, دوره بنضج ووعي ومسئولية,, وكان خير معين لهم,, وكان وجوده,, وجود المساند الداعم الموجه,, ولهذا فإن مثل هذا الاب يترك اثراً إيجابياً في نفوس ابنائه,, وهذا بالطبع,, ينعكس على تحصيلهم العلمي,,وعلى عطائهم,, اذ انه وفر لابنائه,, المناخ المطلوب,, ووفر الاجواء الملائمة في مثل هذه المرحلة,, وجعل الامور تمر بهدوء,, وغالباً,, فإن ابناء مثل هؤلاء,, هم الاوائل,,
** وهناك اب خشن جلف شديد وعنيف,, لايدرك معنى اجواء الامتحانات,, ولايفقه في التربية وعلم النفس اي شيء,, بل ان دوره انحصر في العنف والصلف ومطاردة ابنائه مطاردة والزامهم بالمراجعة والتحصيل جبراً,.
**لايسمح لهم بلحظة راحة وهدوء,, حوّل البيت كله لصراخ وعمل بوليسي,, يطارد هذا,, ويضرب ذاك,, ويصرخ على الثالث.
**حوّل اجواء المنزل الى اجواء ملتهبة,, وصار الابناء يذاكرون مجاملة,, اذ يمسك احدهم الكتاب امام ناظر والده فقط,, بينما عقله في مكان آخر لانه غير مقتنع بهذا العمل وبهذا الاسلوب,.
**اما الاب,, فهو مقطب الحاجبين طوال الوقت,, حياته كلها صراخ وشتائم,, والابناء حوله يرتعشون خشية بطشه.
**وغالباً,, فإن ابناء مثل هذا الصنف من فئة ياتصيب يا تخيب ,, فقد ينجح نجاحاً متوسطاً,, وقد يرسب في كل الدروس,, فالمسألة حظوظ فقط.
**وهناك اب منيب قايلها ؟!! لايهمه ولايعنيه اي شيء,, لا يدري عن اي شيء,.
**كل وقته في الاستراحات,, يخرج من صلاة العصر ولايرجع الا بعد منتصف الليل او قرابة الفجر,.
**لايهمه سوى تسلية نفسه وامور البشكة,.
**تجده رابضا في الاستراحة,, و خذ لعب بلوت وشيشة,, وعندما يعود الى المنزل,, يرمي بجثته حتى وقت الدوام.
**اما لو اشتكت ام العيال من حال العيال,, وانهم لايذاكرون,, وطلبت منه المساعدة هذه الايام,, فإنه على الفور,, يصرخ في وجهها ويقول عسى ماينجح فيهم ولا واحد .
**اما عند نتائج ابناء مثل هذا الشخص,, فهم في الغالب من فئة الراسبين,, وكيف ينجح الابناء والاب مهمل رسالته,, تارك لدوره,, ومن زرع حصد.
**هذه كانت اصناف الآباء خلال ايام الامتحانات الماضية
**اما عند اعلان النتائج,, فإن هذا الاب المهمل الجلف الاقشر ينقلب الى اسد,, يوبخ هذا المدرس,, ويصرخ في وجه المدير,, ويطالب هذا,, ويشتم الآخر,, ويسعى الى معاقبة هذا,,لان الابن اخذ درجته الحقيقية ورسب ,, بينما الحقيقة والواقع يقولان,, كلٌّ ادى دوره,, وكلٌّ ادى مهمته ماعدا الأب والابن الراسب .
**المدارس هذه الايام,, تعاني معاناة شديدة من الآباء المهملين,, ومن الطلاب البلداء الفاشلين,, اولئك الذين اهملوا طوال العام الدراسي باكمله,, وجاءوا ليحملوا الآخرين مسئولية تقصيرهم واهمالهم, والله سبحانه وتعالى الهادي الى سواء السبيل.
عبدالرحمن بن سعد السماري